في الوقت الذي أحجم فيه عدد كبير من الفنانين الكبار والشباب عن إقامة أي حفل جماهيري ، تسيد الحفلات الجماهيرية وأكتسحها بقوة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي ظل ولسنوات طويلة محتكراً لقب فنان الشباب الأول ونجم الشباك بلا منازع للجماهيرية الضخمة التى يتمتع بها ، فيما كانت مجموعة عقد الجلاد الغنائية تقدم أجمل وأروع أغنياتها وهي تسيطر على المشهد الفني على مسارح العاصمة الثلاث (بحري ، ام درمان ، الخرطوم) وهي تقدم حفلاتها الشهرية بصورة منتظمة تبعث في النفس الشهية للاستمتاع بما يقدموه من روائع بينما تحكر الفنان القامة محمد الأمين بحضوره الباهي والمنتظم مغنياً بنادي الضباط بالخرطوم حيث يلتقى من خلاله بجمهوره الذي ينتظر بوستراته الإعلانية بفارغ الصبر حتى تلامس أغنياته دواخلهم أذن لحنجرة حيث تشهد حفلاته حضوراً مكثفاً للغاية يترامى فيه الجمهور على جنبات المسرح تتقدمهم أسرهم وهم يتفيأون ظلال أغنيات (الباشكاتب) من رهق الحياة اليومي كما ظل ابوعركي البخيت يتحف جمهوره بروائعه من الحين للآخر وفي هذا الجانب تحدث الفنان محمد ميرغني قائلاً : هنالك عدد من الفنانين يتخوفون من الحفلات بالأخص الآن فالوضع الفني في السودان غير مشجع والمتعهد يتعب كثيراً لإقامة حفل ، في الوقت الذي يبث فيه التلفزيون تلك السهرات دون أن يدفع لهم مالاً ، مضيفاً لقد إقتنعت بأن الدولة (ما دايرا فن) والتلفزيون مغلق في وجوه الفنانين الكبار وأصبح يفتقد إلى السهرات والفنانين اذا كان لديهم قلب عليهم ان يبحثوا عن بلد آخر لأن حياتهم متراجعة للوراء إقتصادياً وسياسياً وفي مناحي الصحة والتعليم . من جهته قال عبدالعزيز المبارك : (دائماً ما يكون الفشل سببه عدم الترويج الكافي للحفل في الوقت الذي تختلف فيه الأذواق ومستمع اليوم ليس كمستمع الأمس ونحمد الله بأننا لدينا جمهورنا وما يحدث من فشل تصاحبه بعض الإشكالات التى ينبغي أن تجد المعالجة .) فنون