تونس يو بي آي: نفى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، تورط حركته في إرسال تونسيين للجهاد في سورية، فيما تعيش البلاد على وقع جدل حاد إندلع على خلفية هذا الموضوع غذته إتهامات متزايدة لجهات إسلامية بالضلوع فيه. وقال الغنوشي في كلمة ألقاها مساء الأحد أمام تجمع من أنصار حركته في محافظة نابل (60 كيلومترا شرق تونس العاصمة)، إن حركة النهضة الإسلامية'تدعم الثورة السورية، ولكننا لا ننصح الشباب التونسي بالذهاب إلى سورية'. وأضاف ردا على الاتهامات الموجهة لحركته بالتورط في إرسال جهاديين إلى سورية، 'لم نرسل أحدا لسورية، والثورة السورية تحتاج منا لنصر سياسي وإعلامي'. وتعيش تونس هذه الأيام على وقع جدل حاد إندلع على خلفية تزايد عدد الشبان التونسيين الذين يسافرون إلى سورية ل'الجهاد'، وتزايد نشاط بعض الجمعيات في تجنيد التونسيين وسط اتهامات مباشرة لجهات إسلامية بالضلوع فيه. وتردد صدى هذا الجدل داخل أروقة المجلس الوطني التأسيسي، حيث شدد عدد من النواب على ضرورة أن تتحمل السلطات التونسية مسؤوليتها في كشف الجهات والأطراف الضالعة في تجنيد وإرسال الشبان التونسيين التي ترسل ل'الجهاد' في سورية. واعتبر النائب محمود البارودي أن ظاهرة تجنيد الشباب التونسي من أجل 'الجهاد' في سورية، 'خطيئة في حق الشباب وفي حق الشعب التونسي'، ودعا إلى الوقوف بكل حزم لردع هذه الظاهرة. وشنت وسائل الإعلام التونسية خلال الأسبوع الماضي حملة على هذه الظاهرة، واتهمت أطرافا سلفية، وكذلك أيضا حركة النهضة الإسلامية بالضلوع فيها، كما اتهمت السلطات الرسمية بالتواطؤ مع قطر التي 'تمول شبكات تجنيد وإرسال الشباب التونسي إلى سورية'. وذكرت تقارير نشرت في تونس إن عدد التونسيين الذين 'يقاتلون حاليا في سورية ضمن صفوف جبهة النصرة يُقدر بأكثر من 3 آلاف شاب'، لقي نحو 100 شاب منهم مصرعه خلال الأشهر الماضية. ودفعت هذه الحملة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة علي العريض إلى القول إن حكومته 'تدرك خطورة ملف التونسيين الذين يقاتلون في سورية'، ولكنه اعتبر في حديث بثته أمس الاقناة التلفزيونية الفرنسية'فرانس 24'،أن سلطات بلاده لا يمكنها منع مواطنيها من السفر. وقال 'أعرف هذا الملف جيدا، والإشكاليات التي يطرحها في المستقبل عند إنتهاء محنة إخواننا السوريين'، ولكن لا يمكن منع مواطن يقول إنه ذاهب إلى العمل أو السياحة في دولة أخرى'. واعترف بأن العديد من الشباب التونسي يسافر إلى ليبيا أو تركيا، ومن ثم يتم نقله إلى سورية، حيث قال 'هناك من التونسيين الذين يسافرون الى بلد آخر مثل ليبيا وتركيا بداعي العمل أو السياحة ثم ينتقلون الى سورية وليس لنا الحق في منعهم من الخروج، رغم أننا منعنا البعض من الذين رجحنا أنه يخوض مغامرة غير محسوبة العواقب بحسب معلومات من أهله'.