* لأول مرة تحظى معركة اتحاد أفشل كرة في أفريقيا والتي عجز أي نادٍ منها لثلاثة أرباع قرن في أن يحقق البطولة الأفريقية في الملعب ولو مرة واحدة تحظى باهتمام غير مسبوق في صراع أشد حدة من أي صراع شهده اتحاد الكرة في تاريخه بين أهم فريقين في مسيرة كرة القدم السودانية أخفقا في أن يحقق أي منهما أن يسجل اسم السودان في قائمة أبطال أفريقيا أو رفع علمها في كأس العالم للأندية رغم أننا نشارك بفريقي القمة في البطولة الكبرى منذ سنوات ولكن المؤسف أن هذا ما لم يحظى به أي اهتمام من الفريقين كالذي يحظى به صراعهما محلياً في القضايا الهامشية التي تدمر ولا تعمر. * الأن وأيّاً كانت نهاية هذا الصراع في قفل ملفه فإن شعب السودان عامة وجمهور كرة القدم خاصة يتتطلع بل ويقتله الشوق في أن يوفق أي من الفريقين في أن يكتب نهاية حسرة السودان واسمه مغيب عن قائمة الأندية أبطال أفريقيا رغم أنه من أقدم أربع دول أسست الكرة الأفريقية ولكنه بكل أسف الأكثر غياباً وأسوا رصيداً في أن يسجل اسمه بين أبطال أفريقيا ويرفع علم بلده بين الأبطال وإن شاركته في هذا الفشل أثيوبيا التي فرضت عليها ظروفها السياسية ان تغيب عن ساحة البطولة بينما احتلت مصر صدارة قائمة البطولات الأفريقية كما نجح شريكهم الرابع جنوب افريقيا الذى حال الحظر السيسى دون مشاركته لفترة طويلة بسبب التفرقة العنصرية ومع ذلك نجحت رغم عودتها المتأخرة لساحة البطولات الأفريقية فقد نجحت في ان تضم اسمها لقائمة دول أفريقيا الأبطال ليبقى السودان وحده (الاسوأ) رصيدا وطيش أفريقيا بجدارة في الوقت الذي نجحت فيه اندية عرفت كرة القدم بعده بسنوات طويلة نجحت في ان تسجل دولها بين أبطال افريقيا وفي نهائيات كأس العالم للأندية والتي انصرف اهتمامها عن الدوري المحلي وعن القضايا الهامشية حيث تركز جهدها في تحقيق البطولات الأفريقية والعالمية بل ولتحقيق مراكز متقدمة في هذه البطولات ولتبقى قمتنا الكروية السودانية غارقة في وهم صراعات محلية لا قيمة أو جدوى منها غير أنها تحقق الهيلمانة الإدارية والإعلامية رغم ما تسببه من فشل للكرة السودانية أفريقياً وعالمياً بل وأخلاقياً لانحراف قيم التنافس المحلي. * اعتقد أنه قد آن الأوان لأن تخرج قمة الكرة السودانية من هذه الدائرة التقليدية التي ظلت تدور فيها لما يقرب نصف القرن وان ترتفع بثقافتها الرياضية حتى تؤسس لمنافسة ايجابية لا مردود لها محلياً وإنما لتحقيق البطولات الخارجية ورفع علم السودان في المحافل الدولية. * هذا الانحراف في فهم وقيم أهمية وأولوية تحقيق البطولات الخارجية لرفع راية الكرة السودانية انحرف بكل أسف بمفاهيم جماهير الرياضة بل والاعلام الرياضي الذي أجبر لأن ينصرف عن دوره الايجابي في نهضة الكرة السودانية طالما إنه ليس هناك معيار لهذه النهضة غير رفع اسم السودان في الطولات الأفريقية والعالمية وليس في الهرج المبالغ فيه في لقاءات القمة المحلية وفي تحقيق بطولة الدورى حتى لو من خارج الملعب باستغلال العلل في اللوائح التى تدير الكرة السودانية خاصة في تسجيلات وانتقالات اللاعبين والتى جعلت منها عاملا اقوى في حسم المنافسات الداخلية لتحديد البطل والهبوط وهو ما لا نشهده في أي دولة في العالم لان تطور المستوى قوامه الملعب وليس الثغرات في اللوائح المنظمة للمنافسات التى خرجت بها من ساحة الملعب لساحة الشطارة الادارية. * ترى هل هناك أي أمل في ان تصحح الكرة السودانية وبصفة خاصة قمتها الكروية ان تصحح هذا الانحراف حتى تولي اهتمامها أولا للملعب وبغرض تحقيق مكانة خارجية للسودان وكتابة نهاية لهذا الهوس الذى ظل يهزم الكرة السودانية ويحول دون تطورها لما يقرب نصف قرن والمسئؤلية هنا تقع على قمة الكرة السودانية التى يتعين عليها ان تخرج من هذه الدائرة المحلية والمدمرة رغم ما تتمتع به من امكانات مادية وجماهيرية كبيرة بل واعلامية ولتأخذ أنديتنا العظة من الكرة المصرية التي كنا أندادا وشركاء لها في تأسيس الكرة الأفريقية حتى وقفت فرقها على قمة الكرة الأفريقية وقبعنا نعن في قاعها (بجدارة). * فمتى وكيف نبدأ سطراً جديداً في مسيرة الكرة السودانية والتي لن تتحقق إلاَّ من الملعب والبطولات الخارجية ام سنبقى قابعين في صيوان العزاء على الكرة السودانية رغم اننا الاكثر هرجا واعلاما رغم اننا (صفر كبير على الشمال)؟. * إنه أمل يبدو مستحيلاً ومع ذلك سنبقى متتطلعين اليه فهذا اقصى ما نملك والكلمة اليوم لفريقي القمة فهل نشهد منهما بطلا للكرة الافريقية (وارجو ألا يكون هذا هو الحلم المستحيل) فمن من قمتنا يكتب أول حرف خارجي للكرة السودانية حتى يستحق التهليل له.