* يبدو أن فاتورة التجميد الموضوعة على طاولة نادي المريخ آخذة في التضحم، حتى بعد أن انتهت الأزمة وتم رفع قرار التجميد. * ها هو المريخ يجد نفسه مهدداً بفقدان مديره الفني ومساعده في منتصف الموسم، بعد أن تسبب قرار التجميد في وأد طموحات الفريق وجهازه الفني في مسابقة دوري أبطال إفريقيا. * وضح لي خلال وجودي مع بعثة المريخ في بالإسكندرية، وعبر جلسات متكررة جمعتني مع الفرنسي أن غارزيتو كان أكثر تأثراً من لاعبيه بالصدمة التي نتجت عن إقصاء الفريق من دوري الأبطال بقرار إداري، بدرجة دفعته إلى البكاء أثناء حديثه في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة المريخ مع الترجي. * يومها تحدث غارزيتو بحسرة، وسالت الدموع من عينيه، وقال إن فريقه تأثر معنوياً وفنياً بإقصائه من دوري الأبطال، وأن لاعبيه افتقدوا الدافع بعد أن تم حرمانهم من الاستمرار في البطولة، لدرجة أن بعضهم تخلف عن أداء التمارين لعدة أيام، وانتقد ما يحدث في ساحة الكرة السودانية، وقال إن المتصارعين على مقاعد الاتحاد لم يراعوا المصلحة العامة للأندية والمنتخبات السودانية. * صحيح أن العرض المقدم من نادي الاتحاد الليبي لغارزيتو لا يقارن من الناحية المادية بما يحصل عليه الفرنسي من المريخ، لأن مجمل العرض الليبي يساوي ضعف عرض المريخ تقريباً. * مقدم عقد يبلغ 140 ألف دولار، و 35 ألف دولار مرتب شهري، بخلاف السكن والسيارة والحوافز (المضاعفة). * مجمل العرض الليبي يساوي 560 ألف دولار في العام، (مقابل 300 ألف دولار من المريخ). * تفكير الفرنسي في الرحيل لم يحدث بسبب الماديات فقط، بل لأن الليبيين تعهدوا بتوفير الأجواء الملائمة له، ومادياً وفنياً وأسرياً، بتوفير ميزانية كاملة خصصتها الحكومة الليبية للنادي، تشمل كلفة معسكرات متتالية في تونس والمغرب، وقيمة رواتب اللاعبين والجهاز الفني كاملة، مع منح المدرب صلاحيات كاملة لإدارة الفريق واختيار اللاعبين الوطنيين والأجانب، مع تعهد آخر يقضي بإحضار أسرة غارزيتو للإقامة معه في تونس طيلة فترة إشرافه على الاتحاد. * نستطيع أن نجمل مسببات تفكير غارزيتو في الرحيل عن المريخ في وأد طموحاته الإفريقية مع فريقه بسبب التجميد، وسوء مناخ الكرة السودانية عموماً، مع تصاعد الحديث عن ترجل جمال الوالي عن رئاسة النادي في سبتمبر المقبل. * هناك جوانب أخرى خاصة بغارزيتو نفسه، تتعلق بعدم رغبة أسرته في بقائه بعيداً عنها أكثر مما فعل، وإلحاحها عليه في العودة إلى فرنسا واعتزال مهنة التدريب. * غارزيتو يصر على ممارسة مهنته، ويجتهد في تجهيز ابنه أنتوني لخلافته في مجال التدريب، وقد تلقى وعوداً من الليبين بتسهيل إقامة أسرته معه في تونس خلال فترة عمله مع الاتحاد، عطفاً على قرب المسافة التي تفصل ليون الفرنسية عن تونس العاصمة. * قد يقول قائل إن تأخير سداد المستحقات كان له دور في تفكير غارزيتو في ترك المريخ والسودان، لكنني ومن خلال معايشة شخصية ونقاشات متكررة مع الفرنسي أؤكد أنه لم يكن مهموماً بالجانب المادي، لأن ثقته في رئيس المريخ كانت متوفرة. * ظل مطمئناً إلى أن الوالي سيسدد له حقوقه كاملة، علاوةً على أنه يدرك حقيقة عسر التحويلات المالية من السودان إلى أوروبا، ومطلع على أن المريخ له مستحقات مالية كبيرة بطرف الكاف والاتحاد العربي. * ذات الأمر حدث معه قبلاً في 2015. * حينها تكفل النادي بسداد كل مستحقاته بعد أن شارف العقد الذي يربطه مع المريخ على الانتهاء. * تم تحويل المبالغ الخاصة بغارزيتو وابنه من القاهرة إلى باريس خصماً على مستحقات النادي لدى الكاف، لذلك لم يكن غارزيتو يتحدث كثيراً عن الأمور المادية بخلاف ابنه أنتوني الذي يتحدث بحدة عن المال. * الفرنسي يرى أن تكرار فسخ العقود يؤثر على سمعة أي مدرب، لأنه سبق وفسخ عقده مع نادي شباب قسنطينة الجزائري مرتين، وهو لا يحبذ اللجوء إلى الفيفا بشكاوى تتعلق بالمستحقات، لأنه فعل ذلك قبلاً مع الهلال. * بحسب حديثه فإن إدارة نادي شباب قسنطينة فتحت له حساباً في أحد البنوك الجزائرية، وأودعت فيه كل حقوقه، لكنها أغلقت الحساب لاحقاً ومنعته من تحويل أمواله إلى فرنسا بعد أن فسخ عقده من طرف واحد. * غارزيتو ملتزم بالعودة إلى الخرطوم من فرنسا بعد نهاية إجازته الحالية، وسيجتمع مع رئيس المريخ بعد العودة للتفاكر حول مستقبله مع النادي، لكن احتمالات رحيله تبقى أكبر من احتمالات الاستمرار. * لكن الرحيل – لو حدث- فلن يكون فورياً، لأن العقد المقدم له من الليبين سيبدأ في سبتمبر المقبل. * خلال جلسة التفاوض التي جمعتنا مع الفرنسي عرضنا عليه عقداً يمتد عامين (بتوجيه من رئيس النادي)، لكنه تحفظ وأصر على العام، وقال إنه يبحذ ترك أمر الاستمرار من عدمه إلى نهاية العام الحالي. * بقاء غارزيتو من عدمه مرتبك بمخرجات اجتماعه مع الوالي، ونتمنى أن يفلح رئيس المريخ في إقناعه بالاستمرار، لأن رحيله سيوجه ضربة موجعة لفريق واعد، يضم لاعبين مميزين، بمقدورهم أن يصنعوا للمريخ أمجاداً جديدة على الصعيد الخارجي، لو بقي معهم غارزيتو عاماً إضافياً على أقل تقدير. آخر الحقائق * تعرضت طموحات غارزيتو مع المريخ لضربة قاضية بقرار التجميد. * أجزم أنه ما كان سيفكر في مغادرة المريخ لو استمر فريقه في البطولة الإفريقية، لأنه راغب في الحصول على لقب قاري جديد، يعزز به الإنجاز الذي حققه مع مازيمبي الكنغولي في 2010. * يا عزيزي معاوية الجاك، لا تشغل نفسك بالرد على أصحاب الأجندة الخاصة والأحقاد الشخصية. * لا يوجد عاقل منصف يمكن أن يقارن بين فترتي الوالي وونسي من النواحي المالية. * لجنة التسيير الحالية دفعت مليارات الجنيهات لتسديد ديون متلتلة ورثتها من اللجنة التي سبقتها. * فوق ذلك سدد الوالي أكثر من خمسين مليار جنيه لضم لاعبين جدد للمريخ، من الوطنيين والأجانب، وأعاد غارزيتو للمريخ. * تسجيلات بالكاش الفوري، وليس بالشيكات الطائرة التي ضربت رقماً قياسياً في العهد المذكور. * لا نلوم الباشمهندس ونسي ولجنته على تلك الشيكات، لأن من أتوا بهم لم يعينوهم بأي شيء. * اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا، ودفعوا ما تيسر. * لكن ما دفعوه للمريخ لا يمكن أن يقارن بما دفعه الوالي ومن عملوا معه في اللجنة الحالية. * الإعلام المريخي الذي يهاجمه بعض كارهي الوالي بسذاجة يحسدون عليها ساند لجنة ونسي إعلامياً ودعمها مادياً، فكم قدم من رد عليه الحبيب معاوية الجاك للجنة التي يزعم أنه كان يساندها؟ * إيصالات التبرعات موجودة، فهلا أبرزوا لنا إيصالاً واحد يثبت أنهم دعموا المريخ بأي مليم؟ * ماذا قدموا للجنة ونسي نفسها سوى التصريحات والبوسات الفارغة من أي محتوى في النت؟ * إذا كان تأخير سداد مرتبات شهر واحد يعني حدوث أزمة مالية في المريخ، فماذا نسمي ما كان يحدث على أيام اللجنة السابقة في النواحي المالية؟ * كارثة أم طامة كبرى؟ * أعضاء اللجنة الحالية دعموا وقدموا لناديهم ما استطاعوا. * تبرعاتهم وصلت عدة مليارات، لكنها لا تقارن بعطاء رئيس الرؤساء لأن الوالي نسيج وحده. * يسخو باستمرار، ودعمه للجنة ونسي نفسها مثبت ويؤكد أن سخاءه مع المريخ لم يرتبط بمنصب. * الأعجب من ذلك أن أياديه البيضاء شملت بعض من يهاجمونه باستمرار. * دعمهم بالجنيه والدولار الحار ولم يجد منهم سوى الجحود والتنكر. * هؤلاء لا قيمة لهم في المريخ، ولا وزن لآرائهم لأنها موتورة وتستند إلى أحقاد شخصية. * نرحب بعودة الزميل الصديق أبو عاقلة أماسا للصدى، وهو ليس غريب عليها. * نتمنى له التوفيق في رحلة الجديدة مع المربد. * أحسن مجلس المريخ باختيار الكابتن محمد موسى عضواً في الجهاز الفني. * آخر خبر: الباشمهندس الرجل المناسب في المكان المناسب.. إداري ومدرب ولاعب.