* أجهدت نفسي محاولاً معرفة سبب غضب أعضاء اللجنة المنظمة للمسابقات في الاتحاد السوداني لكرة القدم من إقدام لجنة الأمن بولاية الخرطوم على إلغاء مباراة القمة فلم أحر سبباً، وازدادت حيرتي وتمددت. * أما الزملاء في إعلام الهلال فقد تفهمنا مسببات غضبهم، مثلما تعودنا على تناقضاتهم. * من يتابع رد فعل اللجنة المنظمة الذي وصل مرحلة تقديم توصية لمجلس الإدارة لنقل مباريات أندية الخرطوم إلى خارج الولاية سيتوهم قطعاً أن الاتحاد بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من المساهمة في قرارٍ أقرته مبادرة، أنتجت اتفاقاً قاده ورعاه وأبرمه ثلاثة من أبرز قيادات الاتحاد العام. * لم نعهد في حكومة ولاية الخرطوم ميلاً للتدخل في شئون اتحاد الكرة، والتأجيل تم بطلب من لجنة الوفاق التي نشط فيها النائب الأول لرئيس الاتحاد، سعادة اللواء شرطة الدكتور عامر عبد الرحمن، وزميلاه البروف محمد جلال، نائب رئيس الاتحاد، رئيس اللجنة المالية وشئون الأعضاء، والمهندس نصر الدين حميدتي، نائب رئيس الاتحاد للشئون المالية. * هؤلاء شاركوا بنصيب الأسد في الاتفاق الذي أدى لتكوين لجنة تسيير وفاقية، جمعت المجلس المحلول مع لجنة ود الشيخ في المريخ، وحوى توصية بتأجيل المباراة، قدمتها اللجنة لحكومة الولاية فباركها الوالي، ونفذتها لجنة الأمن. * ساهم الاتحاد ممثلاً بثلاثة من أبرز قياداته في المجهود الذي أدى للتأجيل، ومع ذلك تريد لجنة المسابقات أن تعاقب الأندية على شيء تم برعاية الاتحاد! * تدخل الحكومة في شئون كرة القدم لم يتم لتأجيل لقاء القمة فحسب، بل امتد ليشمل مساعدة شداد ورفاقه على الفوز بمقاعد الاتحاد الحالي، عبر تمويل حملتهم الانتخابية، وحشد الأنصار والمؤيدين لهم، وتوفير الدعم اللوجستي والقانوني والمالي لمجموعة الإصلاح والنهضة، التي قادها الفريق سر الختم بدءاً، قبل أن ينسحب من المشهد، وينوب عنه شداد بقرار من أمانة الشباب في المؤتمر الوطني. * دعم هائل شاركت فيه الأمانة وحكومة المركز والولايات وجهات نظامية، ووصل حد إقامة المعسكرات والضغط على الاتحادات، وتمويل حركة ممثليها في الجمعية، ومكافأة معظمهم مادياً، ومساعدة المجموعة على عقد جمعية عبد العزيز التعاونية في إستاد الخرطوم، وتحمل كلفة سفر وفد المجموعة إلى البحرين لمقابلة رئيس الفيفا، وجمع المساندين في معسكر فخم أقيم في أحد الفنادق بالخرطوم. * ذلك بخلاف تكليف سفراء وجهات رسمية أخرى بتوفير الدعم الخارجي للمجموعة، بلقاءات تمت مع أحمد أحمد رئيس الكاف في القاهرة، وبعض مسئولي الفيفا في زيوريخ، وبخلاف إصدار قرار من وزارة العدل يقضي بانتزاع مقر الاتحاد من مجموعة معتصم، وتسليمه لمجموعة النهضة! * شاركت الحكومة بغضها وغضيضها في تمويلهم ودعمهم وحملتهم حملاً لمقاعد الاتحاد، وكان نصيبها اتهاماً مضحكاً بالتدخل في شئون الاتحاد!! * لو لم تتدخل الحكومة بثقلها كله في أمور كرة القدم لصالحكنم لما فزتم في الانتخابات، ولما تمكن شداد من هجر كرسي القماش، فعن أي تدخل تتحدثون؟ * من ركبوا في ظهر السلطة وتشعبطوا في رقبتها كي يتحكروا على مناصبهم الحالية في الاتحاد لا يحق لهم أن يجعجعوا برفض تدخل السلطة في شئون الاتحاد. * التناقض يمتد ليشمل الصحافيين الذين ساندوا مجموعة الإصلاح والنهضة، لأنهم يتباكون حالياً على التدخل الحكومي، مع أنهم قبلوه وباركوه، بل طلبوه وأشادوا به وحضوا عليه عندما صب في صالح المجموعة التي تبنوها ودعموها إعلامياً. * الحملة التي يشنها إعلام الهلال على والي ولاية الخرطوم هذه الأيام تذكرني بما حدث عقب انتقال النيجيري وارغو للمريخ!! * من تباروا في هجاء والي الخرطوم، ودعوا إلى إقالته، وتباكوا على انشغاله بأمور المريخ على حساب الفقراء والجوعى والعطشى في الولاية مارسوا صمت القبور عندما تدخلت حكومة الولاية نفسها، واتخذت قراراً مماثلاً، قضى بتأجيل لقاء قمة الدوري الممتاز في خواتيم العام 2015، كي تمنع تتويج المريخ بلقب الدوري، وتوقف مسلسل انسحابات الهلال في تلك الأيام! * تم اتخاذ القرار بواسطة لجنة الأمن (نفسها)، ويالحيثيات نفسها (الدواعي الأمنية)، وفِي الولاية نفسها (الخرطوم)، وتحت قيادة الوالي نفسه (عبد الرحيم محمد حسين)، فهل قرأتم لمن يتباكون ويولولون ويجعرون ويأجرون بالشكوى حالياً أي حرف رفض أو استنكار أو هجاء للوالي، أو مطالبة بإقالته؟ * الأمر نفسه حدث بذات النهج من لجنة الأمن في ولاية الجزيرة، عندما عاقب الاتحاد الهلال بنقل إحدى مبارياته من العاصمة لمدينة الكاملين، وتم تأجيل المباراة بقرار أمني، ادعت فيه شرطة ولاية الجزيرة أنها لا تستطيع تأمين المباراة بسبب اشتغالها بتأمين امتحانات الشهادة السودانية في الولاية! * أذكر أنني كتبت معلقاً على القرار، ومشيراً إلى أن العذر أتى مضحكاً، لأن المباراة تقام في الكاملين عصراٌ، بينما يؤدي الطلاب امتحاناتهم صباحاً!! * هؤلاء يلبسون لكل حالة لبوسها، ويفوقون مؤلف كتاب الأمير (ميكافيللي)، في تطبيق شعار الغاية تبرر الوسيلة! * نسألهم: هل كان السودان خالياً من الجوعى والعطشى والفقراء والمساكين عندما دفعت الحكومة وأجهزتها المليارات لدعم شداد وصحبه وتسهيل فوزهم بالانتخابات؟ * أما الاتحاد فنتمنى أن لا يساير لجنة المسابقات في انفعالها وهيجانها غير المبرر، لأن معاقبة أندية الخرطوم بسبب قرار أبرمه أبرز قادة الاتحاد سيفارق نهج الحكمة، وقد يتسبب في نسف الدوري كله. * ذلك بخلاف أن تكرار تأجيل مباراة القمة حال إصرار اللجنة على تنظيمها في أي ولاية أخرى وارد بشدة، لأن كل ولاة الولايات يتبعون للمؤتمر الوطني، الذي أتى بشداد وصحبه للاتحاد. * خير لهم أن لا يتمادوا في عض الأيادي التي امتدت لهم بالدعم، لأن ذلك لن يثمر خيراً لهم. * أما إعلام المدعوم فنرجو له أن لا يكف عن الولولة، وأن لا يتوقف عن النحيب. * بكاؤهم يشجينا، وولولتهم تمتعنا، والثكلي الذي يمارسونه هذه الأيام يشجينا، ويجعلنا نطالب بالمزيد منه، لأنهم يقولون ما لا يفعلون، ويناقضون أنفسهم دون أن يرمش لهم جفن. * ميكافيلي نفسه احتار في تناقضهم. * ابكوا كما شئتم فلن يغير جعيركم شيئاً. آخر الحقائق * إذا وجدنا العذر لشداد في إنكاره لدعم السلطة، فما عذر الباقين؟ * شداد كان من غلاة المدافعين عن شعار أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية لأكثر من نصف قرن، قبل أن تجور عليه الأيام، وتجبره على قبول دعم الدولة له لاستعادة رئاسة الاتحاد. * طبيعي أن تنكر نفسه الدعم بعد أن ذهبت سكرة الانتخابات، وجاءت فكرة العمل في الاتحاد. * شداد معذور، فما بال البقية؟ * ناس صديقنا مأمون بشارة ديل هايجين فوق كم؟ * ألم تشهدوا مقدار الدعم الذي وفرته لكم الحكومة كي تصلوا إلى مقاعد الاتحاد؟ * دعم الحكومة زمان حلو، وهسه مر؟ * زمان لذيذ، والآن خسيس؟ * مالكم كيف تحكمون؟ * بعض مشجعي الهلال داخل الاتحاد زعلانين اكتر من الرشيد وخالد عز الدين!! * الحديث عن أن عامر وحميدتي وجلال لا يمثلون الاتحاد، وأنهم تدخلوا بصفتهم الشخصية مثير للسخرية. * إذا كان النائب الأول ونائبان آخران للرئيس لا يمتلكون حق التحدث باسم الاتحاد فهل يمتلك ذلك الحق أعضاء عاديون في الاتحاد ولجنة المسابقات؟ * ناس عامر وجلال وحميدتي ديل هم الجابوكم للاتحاد، ووفروا لكم دعماً لا تحلمون به في الانتخابات. * لولا ذلك الدعم المهول لتمكن أسامة عطا المنان وحده من إسقاطكم. * أسامة تعادل مع حميدتي في الجولة الأولى برغم كل الدعم الذي حصلت عليه مجموعة النهضة من السلطة. * ما لم يكفوا عن مسايرة إعلاميي الهلال فسينسفون الموسم الحالي. * أين كان خالد عز الدين ورفاقه من استنكار تدخل السلطة عندما دعمت مجموعتهم وأوصلتهم إلى البحرين؟ * أين خبأ قلمه عندما تدخل جهاز الأمن بكل قوته ووظفت الدولة كل أجهزتها وسلطتها لدعم الإصلاح والنهضة؟ * الزعل الحالي ده، كان مكانو وين؟ * الأزمة مكانها وين.. مكانها وين؟ * لوموا القيادات التي أبرمت الاتفاق قبل أن تلوموا والي الخرطوم. * اليوم يعود الزعيم إلى ساحة الدوري لمنازلة سلاطين الفاشر. * اللقاء ليس سهلاً، وفيه سيحد نجوم الزعيم أنفسهم مطالبين بافتتاح الرصيد، ومفارقة عهود التفريط. * بدأت صفوف الفريق في الاكتمال بحمد الله، بعد أن شرعت لجنة التسيير في سداد مستحقات اللاعبين. * سيكتمل العقد بعودة الحارس جمال سالم. * مطلوب من فرسان الزعيم أن يشدوا الهمة. * ونتوقع من جموع الصفوة أن تعود لدعم الفريق من داخل الاستاد. * مدرجات الرد كاسل في شوق لاستقبال الأنصار. * نطالب لاعبي المريخ بأن يفكروا في تحريك النتيجة لأن الهدف المبكر يسهل المهمة. * ولولة إعلام الهلال من التأجيل سببها توهمهم بأن المريخ في حالة ضعف شديد، وأن فوز فريقهم كان مضموناً. * نفس التفاؤل سبق مباراة قمة دوري الأبطال في العام المنصرم. * وقتها قاد كردنة مبادرة لحل الأزمة التي هددت الاتحاد بالتجميد ظناً منه بأن فوز فريقه على المريخ وتأهله لربع النهائي مضمون. * دخلوا المباراة وهم يتوهمون أن فريقهم سيسحق المريخ فحدثت الغربلة بالتقيل!! * الأمر ذاته تكرر مع المريخ في قمة ختام الدوري. * ظننا أن المريخ سيلتهم الهلال بسهولة ففاز المدعوم بهدفين. * مريخ هلال مباراة مجنونة لا تقبل التكهنات المسبقة. * سخر إعلام الهلال من شكوى لاعب المريخ فوفانا على أيام المجلس المقبور فجاءهم الرد من كل لاعبي المدعوم. * معسكر اللاعبين لا ماء لا كهرباء ليومين متتاليين. * هسه دي ما الدواعي الأمنية ذااااتها؟ * آخر خبر: القوة المالية الضاربة طلعت مضروبة.