* أعتبر نفسي من أكثر الناس إعجاباً بشخصية دكتور كمال حامد شداد، رئيس اتحاد كرة القدم السوداني، لأني أحسبه رجلاً صادقاً عارفاً، قادر على غدارة الشئون التي تعنيه بجدارة وتميز. * والإعجاب قد ينشأ فجأة أو تراكمياً، ولكني أقول إن إعجابي بشداد ينبني على معلومات عرفتها في طبع وخصال الرجل، وأبرزها يتمثل في الصدق والأمانة والقوة. * الصدق والقوة والأمانة، عندي من أهم الصفات التي نفتقدها كثيراً في بلادنا، وبالذات عند أهل الأمر والنهي في المؤسسات المختلفة وعلى وجه أخص المؤسسات الرياضية، التي يعنينا أمرها بكل تأكيد ويقين. * صحيح قد انتقد الرجل القامة في كثير من التصرفات، ولكن كل هذا لا يمنعني البتة عن الإفصاح عن إعجابي وتقديري الكبير وعظيم بالرجل الشامة. * الرأي عندي هو، أن شداد له أخطاء بائنة في طريقة تعامله مع بعض الملفات المتنوعة، وهذا ليس عيباً في العمل الإداري الناضح حتى، ولكن عيب الدكتور شداد يتمثل في أنه لا يقبل أن يعالج خطأه، حتى بعد أن يتبن له أنه أخطأ وأن خطأه فادح، ولكن يصر إصراراً كريهاً لا يشبه قيمته العلمية والإدارية أبداً أبداً. * ما دعاني لتناول أمر دكتور شداد هو تدخله المشين وغير اللائق في تسجيل لاعبي المريخ الأجنبيين البرازيليين (أتوا وماركوس)، بعد أن سمح الاتحاد الدولي صاحب عقوبة منع الأحمر من ضم لاعبين جدد. * حسب المعلومات التي هي بطرفنا أن الاتحاد الدولي اعتبر أن اللاعبين استثناءً، كونهما أبديا الرغبة وأكملا اتفاقهما مع النادي الأحمر في كل ما يخص التعاقد، بل تطور الأمر أكثر عند وصول كرتيهما للسودان، وكل هذا الإجراء تم واكتمل قبل أن يصدر الاتحاد العالمي معه هذا. * والمريخ عندما أقدم لفتح خانتين للبرازيليين، لم يقم بذلك إلا بعد أن وصله خطاب سماح وموافقة من الاتحاد الدولي، فأين الخطأ هنا يا بروف شداد، حتى تتدخل وتقفز فوق اللجان المناط بها الأمر، وتمنع الأحمر من حق مهم، ويحتاجه بشدة في مشواره العربي والأفريقي والمحلي؟ * ساقتني الذاكرة للوراء وأنا أتباع تصرفات دكتور شداد، من خلال الملفات الحساسة والتي تمسك فيها برأيه، حتى وإن كان خطأ بائناً، فلم أجده قد تمسك البتة بشأن مهم غير تلك التي يكون المستفيد منها المريخ. * وعندما أقول ذلك لا أرمي الرجل بهتاناً وزوراً أو تلفيقاً، وأنا المعجب به حد الوله والحب والاندهاش، ليس في ذلك جدل أو مغالطة. * وهاكم بعض مواقف شداد في مواجهة المريخ، وأطلب من أستاذي مأمون أبو شيبة والدكتور مزمل، أن يكملا هذا الملف، عل شداد يراجع نفسه الأمارة بالعناد قليلاً. * سبق لشداد أن أوقع أفظع عقوبة على لاعب المريخ والمنتخب فاروق جبرة، عندما أوقفه لعامين عن مزاولة الكرة وهو في سن متقدمة، يعمل لها كل إداريي الكرة ألف حساب، حتى لا يقتلوا لاعباً الكرة تمثل له مصدر رزقه وتجلب مصلحة لناديه وبلده. * ورفض شداد كل الرجاءات والاستراحمات، وآخرها توجيه رئيس الجمهورية له بأن يرفع العقوبة عن جبرة، بعد أن حاصرته جماهير المريخ بالهتاف الداوي والموحد بفك عقوبة اللاعب المهم وقتها، ولكن شداد ركب رأسه وقام فقط بتخفيف العقوبة لعام، وهو يعلم أنها ستكون سبباً في نهاية اللاعب وقد كان. * الأمر الثاني كان رفض شداد للمدرب المصري مصطفى يونس بتدريب المريخ بعد أن أكمل والي الجمال الاتفاق معه، ولكن شداد قال إن المصري قد أساء لاتحاده، ولم يتنازل عن رأيه رغم أن الرجل ذهب له في داره واتحاده واعتذر له، ولكن لأن الأمر يهم المريخ تمسك شداد برأيه المتطرف وذهب يونس. * واليوم يعود شداد لركوب الرأس ويرفض تسجيل لاعبين سمح له الاتحاد العالمي، ويصر على ذلك بشدة. * خلاصة القول هو، أن شداد يكون أوقى ما يكون عندما تكون الشئون مرتبطة بالمريخ وليس غيره. * والغريب أن شداد نفسه يتراجع عن ريه وكبريائه عندما يتعلق الأمر بالهلال، وخير دليل عندنا هو، قبوله لإعادة مباراة الهلال ونيل الحصاحيصا بعد أن رفض تأجيلها وتحداه صلاح إدريس ورفض الذهاب للحصاحيصا، ويأتي نيل الحصاحيصا والحكام وصفروا وصفروا، ولم يأت الهلال، أقسم شداد بأن الأزرق خسران، ولكنه لحس قوله وأعاد المباراة في قمة الانكسار. ذهبيات * البرازيليان لا نعرف مستواهما الحقيقي ولكنها رغبة أهل الشأن الأحمر. * قد يكون رفض شداد فيه خير للأحمر فنياً، لأننا لا نعتقد أن مستواهما أفضل من المحليين، ولكن حقاً يجب على شداد أن لا يعارضه مزاجاً وليس قانوناً. * شداد يصر بلا سند، فيغضب أهل الأحمر ويسعد القوم الأزرق. * نأمل أن يعيد شداد سياسته الفوقية وأن يخضع الأمور للوائح والقوانين. * نرجو أن لا تكون رحلة الأمارات سبباً في شق صف أهل المريخ. * الاهتمام بالسفر المجان، نخشى أن يكون سبباً في إهمال الفريق فنياً. * أداء المريخ لمباراة دافوري في ناوا فيه استهتار بالنادي وشعبه. * أداء هذه المباراة الدافوري يمكن أن تعرض اللاعبين للإصابة وتكلف النادي مالياً وفنياً. * أداء مباراة في مثل هذا التوقيت يؤكد على تسطيح الإدارة . * لاعبو المريخ يتنزهون في ناوا، ويبكون في الإمارات . الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة هذا الصباح نقول، شداد أسد على المريخ وعلى سواه عطوف.