* أثناء عملي في رئاسة القسم الرياضي لصحيفة (أخبار العرب) الإماراتية، اخترت أن أترك المكتب، وأهجر (الديسك)، كي أستمتع بالعمل في تغطية بطولة كأس العالم للشباب (الإمارات 2003). * انتقيت مجموعتي الشارقة ودبي، وضمت منتخبات الأولى الأرجنتين وإسبانيا ومالي وأوزبكستان، وحوت الثانية (ملعب راشد لنادي النصر)، منتخبات اليابان وكولومبيا ومصر وإنجلترا. * استمتعت بتلك البطولة، واجتهدت في تغطيتها برفقة مجموعة من أميز الصُحفيين، ومنهم سودانيون عملوا معنا في القسم الرياضي للصحيفة، وعلى رأسهم الأحباء نصر الدين منزول وصلاح سليمان وعصام هجو وعاطف صيام ومنصور السندي وعلي البيتي وسامي عبد العظيم وعبد الرحمن جبرة وأحمد المصطفى عبد العزيز وياسر قاسم ومحمد حسن فضل وآخرين، خاضوا معي واحدة من أجمل وأفضل التجارب الصحفية في حياتي. * كانت مجموعة الشارقة محط الأنظار، ومحور الاهتمام بسبب وجود منتخبي الأرجنتين وإسبانيا فيها. * في تلك البطولة لمع نجم النجم الإسباني الخلوق أندرياس إنييستا للمرة الأولى، الذي قدم أداءً لافتاً أعلن به عن نفسه بأبهى الصور وأحلى اللمسات. * ما زلت أذكر الزميل عصام هجو وهو يصيح بأعلى صوته (إنييستااااا)، إعجاباً بقدرات ذلك الشاب الموهوب وأهدافه الجميلة. * لم تحتل إسبانيا المركز الأول في مجموعتها، لكن إنييستا نجح في قيادتها للمباراة النهائية أمام منتخب البرازيل، الذي أفلح في الظفر باللقب في بطولة شهدت ميلاد العديد من المواهب الشابة، مثل الأرجنتيني خافيير ماتشيرانو، وحسني عبده وأحمد فتحي وعماد متعب من المنتخب المصري، والإيفواري هارونا ديديه، والياباني دايسوكي ساكاتا، والبرازيلي دودو سيارينسي ومواطنه دانيال كارفالهو والإماراتي إسماعيل مطر الذي فاز بلقب أفضل لاعبي البطولة. * تعلق قلبي بلمسات إنييستا منذ ذلك الحين، وبدأت في متابعته مع فرقة البارسا، التي أمضى معها 22 عاماً ظفر فيها باثنين وثلاثين لقباً كبيراً، خط بها سطوراً من المجد، حيث ظفر بلقب الدوري الإسباني ثماني مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، ولقب كأس العالم للأندية ثلاث مرات، ولقب كأس السوبر الأوروبية ثلاث مرات، ولقب كأس الملك سبع مرات، وكأس السوبر الإسبانية سبع مرات. * على صعيد المنتخب شكل الرسام أيقونة للمنتخب الذهبي الذي صنع ربيع (لافوريا روخا)، حيث قاده للفوز بلقب بطل أمم أوروبا مرتين في (2008 و2012)، قبل أن يخط معه أروع سطور المجد في بطولة كأس العالم جنوب إفريقيا 2010! * للمرة الثانية ساعدني الحظ على متابعة إبداعات نجمي المفضل على الطبيعة، إذ شهدت اللحظة التاريخية التي سجل فيها إنييستا هدف الفوز والتتويج لمنتخب بلاده في شباك منتخب هولندا من داخل ملعب سوكر سيتي في مدينة جوهانسبيرغ بجنوب إفريقيا. * كان البرد قارساً، لذلك حرصنا على ارتداء كل ما نستطيعه من ثياب، وكان برفقتي الزملاء كمال حامد وأيمن بخيت (المخرج بقناة النيل الأزرق)، والزميلة ميرفت حسين وآخرين. * سيطر التعادل على المباراة فامتدت لأشواط إضافية، ووقتها كانت أسناننا تصطك من شدة البرد، ومع ذلك بقينا في مقاعدنا حتى شهدنا الهدف البديع الذي أحرزه إنييستا في الشوط الإضافي ومنح به إسبانيا أول لقب مونديالي في تاريخها. * مع برشلونة كان إنييستا الملهم وصانع الألعاب المبدع الذي رسم مع زميله الساحر ليونيل ميسي أروع الصفحات في كتاب البارسا العامر بالمعجزات. * مراوغاته بالغة الروعة، تمريراته بالمقاس، أهدافه تحكي عن نفسها بلسان الدهشة، وأخلاقه تمثل أنموذجاً يحتذى لما يجب أن يكون عليه النجوم الكبار، كقدوة ومثال للأجيال الصاعدة. * ودع إنييستا البارسا بالدموع، معلناً أن الموسم الحالي سيكون الأخير له بشعار البلوغرانا، ومؤكداً أن وجهته المقبلة ستكون خارج القارة العجوز، لأنه لا يطيق اللعب ضد ناديه الحبيب. * خاض إنييستا قرابة السبعمائة مباراة بألوان البارسا، وكان من أهم أعمدة الفريق الذي اشتهر بطريقة (التيكي تاكا) التي تمزج المهارة بسهولة الأداء والحرص على الاحتفاظ بالكرة لأول وقت ممكن، بطريقة (السهل الممتنع). * ختم إنييستا مشواره مع البارسا بلقبين كبيرين، وينتظر أن ينهي مشواره مع المنتخب بلقب مونديالي ثان، يعزز به البطولة التي دخل بها التاريخ من أوسع الأبواب. * إنييستا اللاعب الوحيد في برشلونة الذي تصفق له جماهير الريال وإسبانيول على حد السواء، وهو لاعب مثالي ومهذب، يرفض وضع الأوشام على جسده خلافاً لمعظم نجوم الجيل الحالي، ويأبى أن يمتلك قصة مميزة لشعر وخطه الشيب مبكراً فاختار صاحبه أن يزيل معظمه طوعاً. * إنييستا الخلوق لا يعرف الاحتكاك بالخصوم، ولا الاحتجاج على قرارات الحكام، لذلك خلت صفحته من أي بطاقة حمراء. * لم يحصل على الكرة الذهبية، لسيطرة ميسي ورونالدو عليها في السنوات العشر الأخيرة، لكن كل محبي كرة القدم أجمعوا أنه كان يستحقها، وعلى رأسهم رئيس تحرير مجلة فرانس فوتبول الفرنسية باسكال فيري، الذي كتب مقالاً في افتتاحية المجلة حمل عنوان (آسف إنييستا)، وكتب فيه إن النجم الموهوب أثبت أن العقل يتفوق على العضلات عند الأبطال. * آمال إنييستا في الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرهونة بحصول منتخب إسبانيا على كأس العالم، وهو هدف يتمناه كل عشاق الكرة الجميلة، لأن الرسام يستحق أن ينال أجمل ختام. آخر الحقائق * شهدت تتويج إنييستا بلقب كأس العالم للأندية في أبوظبي عام 2011. * وتابعت مدى المحبة التي يكنها جمهور البارسا للنجم الخلوق. * الرسام أنموذج لما ينبغي أن يكون عليه النجم الكبير من هدوء وأدب والتزام وتسخير للموهبة والقدرات الفردية لصالح المجموعة. * إنييستا نجم يصعب تكراره، وأتمنى من كل قلبي أن يفلح في قيادة المنتخب الإسباني للفوز بلقب مونديال روسيا 2018 كي يظفر بالكرة الذهبية، لأنه يستحقها. * قبع في ظل ميسي ورونالدو عدة مرات مع أنه لا يقل عنهما موهبةً وسحراً. * صدق من وصف ترجل الرسام بأنه يمثل الانفصال الحقيقي الذي هز إسبانيا من أدناها إلى أقصاها. * إنييستا أجمل حبة في عقد مدرسة لامسيا التي منحت البارسا أفضل النجوم. * بكى إنييستا بحرقة في المؤتمر الصُحفي الذي أعلن فيه رحيله عن برشلونة. * علاقة حب امتدت 22 عاماً، زينتها البطولات، وطرزتها أجمل اللمسات وأحلى الأهداف. * يتحدث كثيرون عن الآثار السلبية لرحيل إنييستا على ميسي، لأن البارسا فقد صانع ألعابه الأول وعقله المدبر. * وداعاً للرسام.. قالتها جماهير البارسا وهي تبكي بدموع الدم. * الشكوى التي تقدم بها حارس المريخ جمال سالم لاتحاد الكرة تشير إلى قرب انتهاء علاقته بالنادي. * اليوغندي يخطط للانتقال إلى جنوب إفريقيا. * والمجلس راغب في التخلص منه لعدم قدرته على تحمل راتبه الشهري البالغ سبعة آلاف دولار. * رحيل جمال سالم سيشكل خسارة كبيرة للمريخ. * حارس موهوب وصغير السن، نتمنى ألا يفرط المجلس فيه. * ازداد الغربال توهجاً، ودخل كمنافس قوي على اللقب برغم قلة عدد المباريات التي خاضها، مقارنة بمتصدر قائمة الهدافين جيمي أولاغو. * استعادة ملك الهاتريك للصدارة مسألة وقت. * خطورته ستزداد بعد عودة العقرب للعب بجواره. * التفريط في مهاجمين بمستوى بكري وميدو يدل على خلل كبير في قدرة الأهلة على التقييم. * يعايرون الزعيم بأربعة أهداف سجلها شيبوب فيأتي الرد بأمر الغربال.. وبالدبل! * أيش جاب لجاب؟ * في الانتظار على المدار فيلم (عودة العقرب)! * من جوة الكشف لي جيب من جوة. * آخر خبر: بكري من داخل الكشف، وميدو قلع الضرس.