إذا كان النيل يتكدر ويصفو ويسرع ويبطئ ويعلو ويهبط ويكوِّن الطمي ثم يزيله بالهدام لكنه لا يخرج مجراه، فهذا حال مريخ السودان إدارياً وفنياً ونتائج مباريايت جمهوراً. ربما لو لم تكن هناك عين فاحصة ونظرة للنيل في السابق واليوم من الوزارة المختصة فتحكي أجيالنا لمن بعدهم النيل كان يجري من هنا وربما لو لم يجد مريخ السودان خلصاء يديرونه وفي قامته سنقول كان اسمه مريخ السودان. الناظر إلى النيل اليوم مقارنة مع نيل بداية السبعينات يجد أن هناك ما يجعلنا نقول أيها النيل وداعاً والسبب الحكومة، إذ كان النيل في أبوروف مع الرصيف ولم تكن هناك جزيرة شمال كبري شمبات ولا جزيرة جنوب كبري الفتيحاب ولا جزيرة امتداد لتوتي، والطامة الكبرى التي حدثت العام السابق والحالي وهي أن مجرى النيل الأبيض عند مقرن النلين كان هناك مجريان اليوم انسد المجرى الغربي ودون حياء وخجل وأنانية وحب نفس زرع أحدهم هذا المجرى. أقولها بالفم المليان إن النيل في خطر وسوف يأتي اليوم الذي نقول فيه إن النيل كان يجري من هنا إذا لم تتدارك الحكومة الموقف بمنع الزراعة في الجزر التي ظهرت لأن الزرع يجعل الأرض صلبة. النيل في مناطق كثيرة خاصة الولاية الشمالية الكبرى في الحالتين مفرح، يهيج وينحسر عند الهيجان، ماسورة بلف وماسورة تكب في الجدول وعندما ينحسر الزرع بالسلوكة دون رأس مال وظهور جزر معروفة من شبينا قمنا ربينا لازادت ولا نقصت فقط الجزيرة بقت مخادة. حال المريخ هو حال النيل هذه الأيام يتكدر، أي يخسر أمام فرق ضعيفة ويصفو ويفوز في الصعب، فإذا كان النيل في المقرن حالته تشفق فإن المريخ إداريياً وفنياً حالته أيضاً تشفق والمستقبل مظلم جداً إذا لم يتدارك أهله حالته الحالية وإعادة الأمور لنصابها لأن الانتقالات الصيفية على الأبواب والمريخ محتاج فقط لاثنين أجانب في قامة كلتشي وباسكال ودون ذلك الموجودين من النجوم المحليين هم الأحسن والأجدر بلبس شعاره فقط. وأكرر فقط هؤلاء يحتاجون لمدرب عالمي وليس الحالي ومن معه مع تقديري لهم بتحمل المسئولية، نحن دائماً ندي حصادنا قبل وضعه في مواعينه أي (لبنت) إلى الطير ظننا أن المدرب السابق خلفاً لغارزيتو أنه في قامة المريخ وعندما جاء الحصاد فقدنا الدوري والكأس بسبب التدريب، استبشرنا خيراً لتولي كابتن مازدا الأمور الفنية لكن الإدارة لم تساعده ولم تحمه من حكام آخر الزمن وهم يعلمون أنه محارب من مجموعة التدمير. سلامات إبراهيم شداد تعلمت القرآن في خلوة ودرميسي، تعلمت الكلام من أخوي عمر وتعلمت منه القعاد، فوق قرن التكن تعلمت منه كل ما في أسرار الزراعة لدرجة سمد، تعلمت من والدي كيف أحوجر الغنم، تعلمت تربال ووسطه بني جالوص، تعلمت النساجة بكل أنواعها، تعلمت ما يُقال في الصلاة من ركوع وسجود من الذين يرفعون أصواتهم في مثل هذه، تعلمت بر الوالدين حقيقة من المذيع بإذاعة لندن الرباطابي أيوب صديق الذي كان يحمل والدته على كتفه في أي مشوار، واس تو من الأخ إبراهيم حامد بابكر شداد الأخ الأصغر للحبيب الصديق البروف كمال حامد بابكر شداد، هذا الإبراهيم لم يفارق والدته لحظة سواء أن كانت في السودان أو خارجه، شهدتها ومئات المرات تبتسم وهو في حضرتها وتقول لي أنا عافية منو عفواً يهنيه ويمنيه وفي ذلك الجنة تحت أقدام الأمهات. المؤمن مصاب هذا الإبراهيم شد الرحال مع شقيقه الحبيب البروف شداد للأردن لموية بيضاء في إحدى عينيه، اللهم اشفه فأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، اللهم آمين.