* أصبح شباب الثورة في حيرةٍ من أمرهم، بسبب تشابك الخطوط، وتنافر المواقف، وكثرة التنازع بين القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير. * ما أن تحقق الهدف الأسمى لتلك القٌوى بسقوط نظام الإنقاذ، إلا وعاد كل حزبٍ إلى (المنفيستو) الخاص به، سعياً لحصد أكبر قدر من المكاسب والغنائم من كعكعة السلطة الانتقالية. * لا غرابة، فتلك القوى لم تجتمع إلا على كراهية الإنقاذ، ولم يكن بينها أي رابطٍ يُقوِّي آصرتها بخلاف سعيها إلى التخلص من حكومة التمكين. * أفلحت قوى التغيير في إقناع الشباب بالاصطفاف خلف مطلبها الرامي إلى تكوين مجلس سيادة تكون الغلبة فيه للمدنيين، لكن الحزب الشيوعي جاهر بموقفٍ مغاير، رفض فيه منح العسكر أي تمثيل في المستوى السيادي، بينما شكت الحركات المسلحة غير مرّة من تغييبها عن ساحة التفاوض، وذكرت أن من تحدثوا بالإنابة عنها لا يمثلونها، ولم يتكرموا باستشارتها قبل أن يسرقوا لسانها. * أما حزب الأمة فقد نفض يده سريعاً عن الوثيقة المقترحة للإعلان الدستوري، وأعلن أنها لا تمثله، وأنه لم يستشر في أمرها، وبالتالي أصبح في حلٍ عنها، بينما اختار المجلس العسكري أن يوسع نطاق (البولتيكا) باتصالاتٍ مباشرةً أجراها مع الحركات المسلحة، سعياً منه إلى الالتفاف على مطالب قوى التغيير، واستخدام أي اتفاقٍ جانبي يبرمه مع تلك الحركات في الضغط على من يلوذون بحماس الشباب ومدهم الثوري لإخراجه من دائرة السلطة، أو تحجيم دوره وإضعاف قبضته على المستوى السيادي. * حتى الوثيقة المتعلقة بمشروع الإعلان الدستوري التي قدمتها قوى الحرية جاءت عامرة بالنواقص، بدرجة أجبرت المهندس عمر الدقير (رئيس نداء السودان بالداخل) على الاعتراف بأنها لم تكن مثالية، وأن السبب في نواقصها يكمن في العجلة التي صاحبت إعدادها، للوفاء بالموعد الذي قطعته تلك القوى للمجلس العسكري. * الخيوط المحلية العديدة تشابكت مع خيوط إقليمية، انتقل بموجبها جانب من التفاوض إلى خارج الحدود، وسط أجواء من السرية والغموض. * من الصعوبة بمكان التنبوء بمسار الأمور، لكن الثابت الذي لا خلاف عليه أن قوى التغيير فقدت الكثير من زخمها السابق لدى من كانوا يصطفون خلفها، سيما فئة الشباب التي شاهدت كهول الأحزاب وصقورها يسيطرون على المشهد التفاوضي، ويتنازعون في ما بينهم، ويجتهدون لتحقيق مكاسب خاصة بمكوناتهم السياسية، على حساب الجسم الذي وجّه الثورة، والفئة التي فجرتها، ودفعت غالب فواتيرها، وزعزعت بها أوتاد الإنقاذ، قبل أن تخلعها وترميها في ذمة التاريخ. * من الصعب على أولئك الشباب أن يستوعبوا التعقيدات السياسية المزعجة التي تحيط بالمشهد الحالي، على الرغم من أنهم أظهروا وعياً عالياً، وانضباطاً مدهشاً في الأداء على مدى أكثر من أربعة أشهر، مثلت كامل عمر الثورة السودانية. * هم حالياً خارج حلبة التفاوض تقريباً، ومن ينظر إلى من يدخلون ويخرجون من القاعات لن يرى حضوراً يليق بأولئك الفتية الميامين، التي غيروا وجه السودان، وصنعوا التاريخ بجرأةٍ لفتت الأنظار. * لم يحصل الشباب على التمثيل الذي يناسب دورهم، بسبب عدم توافرهم على مواعين سياسية تجمعهم، وتمنحهم حق دخول قاعات التفاوض لرفع المطالب بالأصالة، بدلاً من تلقي رجع الصدى من مفاوضين يمثلون قوى متشاكسة، طفحت خلافاتها حتى ضجت بها وسائل الإعلام. * انتقل الحديث عن مساعي سرقة الثورة من السر إلى العلن، مسنوداً بما يحدث في الساحة من تنازعٍ، نخشى أن يتسبب في إجهاض مكاسب ثورة طرزتها الدماء، وحفتها أرواح الشهداء. * قوى الحرية والتغيير بحاجة إلى مراجعة أدائها، وضبط موجهاتها، وتوحيد مواقفها، وتقديم المصلحة العامة على المكاسب الحزبية الضيقة، ومراعاة تمثيل القوى الثورية الحقيقية في كل مراحل التفاوض، ونعني بها فئة الشباب. * ما لم تفعل ذلك بسرعة، وتكف عن التعارك والتشرذم فستفقد كامل دعم الشباب لها قريباً، وحينها لن تجد سلاحاً تستخدمه لضمان تحقيق أهداف الثورة ومطالبها، التي باتت في مهب الريح. آخر الحقائق * *مرة أخرى أخفق الاتحاد السوداني لكرة القدم في الرد على محكمة كاس، وأخفق في تقديم دفوعاته ومستنداته في الوقت الذي حددته المحكمة. * كانت آخر مهلة لإيصال الرد وتقديم المستندات يوم 13 أبريل! * وتم إرسال المستندات ناقصة يوم 21! * الأدهى من ذلك أن الاتحاد أخطر المحكمة سلفاً بأنه سيرسل مندوبين منه لتمثيله في جلسة السماع المقامة يوم 9 مايو، ثم غير رأيه لاحقاً طالباً السماح لممثليه رمزي يحيى ومدثر خيري بحضور الجلسة عبر تقنية الفديو! * تعلل الاتحاد باندلاع الثورة، وزعم أنها أثرت على عمله، ولم تمكنه من إكمال إجراءات سفر المندوبين إلى سويسرا! * جاء رد المريخ حاسماً وحازماً ليفضح زيف الادعاء. * أكد المريخ للمحكمة أن الثورة لم تمنع رئيس الاتحاد من السفر إلى أبوظبي لحضور نهائي البطولة العربية. * مثلما لم تمنع أمين عام الاتحاد من السفر إلى جنوب إفريقيا لحضور سمنار إداري نظمه الفيفا هناك. * عاد شداد يوم 2 مايو من أبو ظبي. * ووصل أبو جبل من جنوب إفريقيا يوم 4 مايو. * بينما حدث التغيير في السودان يوم 11 أبريل. * كيف يزعم الاتحاد أن الثورة أعاقت نشاطه ومنعته من الرد ورئيسه يصر على استئناف الدوري الممتاز؟ * مطار الخرطوم مفتوح ورحلاته منتظمة، وقادة الاتحاد يسافرون عبره بانتظام. * أسوأ من ذلك أن الاتحاد تهرب من الرد على أخطر سؤال وجهته له كاس، حول مدى شرعية مشاركة اللاعب هشام سليمان في مباراة المريخ ومريخ الفاشر. * قدم المريخ طلباً مسنوداً بالمادة 44 من قانون كاس، طلب فيه من المحكمة إلزام الاتحاد بإبراز خطاب أرسله الاتحاد لنادي مريخ الفاشر وأخطره فيه بمعاقبته للنادي بالغرامة، وللاعب بالإيقاف ثلاث مباريات. * قدم المريخ صورة من الخطاب المذكور لكاس. * اكتفت المحكمة في المرحلة الأولى بتوجيه سؤال حول الموضوع المذكور للاتحاد فلم يجب عليه. * لو واصل تعنته فستحكم المحكمة بما قدمه لها المريخ من مستندات. * عدم اهتمام الاتحاد بالرد على خطابات المحكمة في الوقت المحدد شكل طابعاً دائماً لتعامله مع القضية. * مرة يصهين عن الرد. * ومرة يرسل الرد إلى الفيفا بدلاً من كاس. * لكن الثابت أنه أمن على تسمية نفس مرشحيه السابقين لتمثيله في جلسة السماع، طالباً السماح لهما بتقديم إفادتهما عبر تقنية الفيديو، بعد أن خاطب كاس طالباً منها منحه خطاباً للسفارة السويسرية في الخرطوم ففعلت. * للتذكير، ممثلا الاتحاد في جلسة السماع هما رمزي يحيى ومدثر خيري. * علماً أن مدثر خيري يعمل مديراً تنفيذياً لنادي المريخ. * قدم المريخ مستنداً يؤكد أن أحد ممثلي الاتحاد في جلسة السماع يعمل موظفاً لديه. * دخلت القضية طورها الأخير. * متفائلون بأن المريخ سيثبت بها أن الحقوق تنتزع. * آخر خبر: ما ضاع حق خلفه مطالب.