* عندما يتم طرح إحدى السلع في السوق يتم وضع العديد من الأمور في الإعتبار قبل توزيعها في دور البيع وتحديد سعرها. * تلك الأمور تتعلّق برأس مال السلعة نفسها وقيمة جماركها (إن كانت مستوردة من الخارج) وتكلفة ترحيلها وتوزيعها والعديد من النقاط التي تؤثّر على السعر النهائي سواء قيمة مضافة أو دمغة أو أي رسوم أخرى. * بعدها سيعي التاجر أو المورّد ما سيتم تحصيله من تلك السلعة بوضع (سقف) مادي للقيمة حتى لا يتجاوزها ويدخل في دائرة الخسارة. * لاعب كرة القدم من وجهة نظري الشخصية يمثّل هو الآخر سلعة ويجب أن يتوافق سعره ما سيجنيه النادي من ذلك التعاقد وفقاً لأوجه استثمارية مقننة وعبر قنوات تسويقية معتمدة. * ريال مدريد الإسباني تعاقد مع الكولومبي (جيمس رودريجز) بمبلغ (80) مليون يورو من موناكو الفرنسي. * ولكن الرقم المذكور لا يمثّل معضلة كبرى بالنسبة للنادي الملكي الذي يعرف جيّدا الآليات التي سيتم بها (إستعادة) تلك القيمة في ظل نظام استثماري مدروس ودقيق. * النادي الاسباني جنى خلال (45) ساعة فقط مبلغ (17) مليون يورو نظير بيع عدد (345) ألف قميص للنجم الكولومبي عقب انتقاله للريال. * في العالم العربي تعاقد نادي النصر السعودي مع لاعب الوسط الإتفاقي (يحيى الشهري) بقيمة (55) مليون ريال نال منها نادي الإتفاق (13) مليون ريال ووكيل اللاعب (7) ملايين ريال بينما سيحصل اللاعب على (35) مليون ريال بواقع (7) ملايين ريال كل موسم لمدة (خمس) سنوات. * عقب إعلان الإتفاق الرسمي بساعات طرح نادي النصر عبر متاجره المنتشرة في ربوع المملكة قميص الشهري بالرقم (8) مدون عليه عبارة (مرحباً يحى الشهري) والذي وجد إقبالاً شرائياً مهولاً وأدخل لخزانة النادي الملايين. * تلك هي آليات الصفقات وإدارات التسويق المتطورة التي تعرف كيف تستعيد القيم الباهظة لتعاقداتها ولكن ما يحدث في السودان يجعلنا نطرح سؤالاً في غاية الأهمية (من الذي يحدد سعر اللاعب)؟ * قبل أيام جدد كابتن فريق المريخ ولاءه للنادي بقيمة (مليون جنيه) لموسمين بواقع (500) ألف جنيه لكل موسم. * هل مستوى راجي يؤهّله للحصول على المبلغ المذكور؟ * نادي الهلال تعاقد مع مهاجم الأهلي مدني بقيمة (800) ألف جنيه لمدة (أربعة مواسم) بعد تسويقه من قبل ناديه وهو ما يشير إلى أن اللاعب سيحصل على أقل من المبلغ المذكور لوجود نادي الأهلي مدني كطرف أصيل في الصفقة لأن مبلغ ال (800) ألف جنيه نالها سيّد الأتيام. * هل سن ولاء الدين يوازي هذه القيمة الضخمة؟ * والعديد من الأمثلة التي تستوجب أن نطرح تساؤلاً آخر (هل ستجني تلك الأندية (أرباحاً) نظير تلك الصفقات المليارية)؟ * في العادة صفقة اللاعب (الجاذب) هى التي تستحق المليارات واللاعب الجاذب هو الذي يمتع الجماهير ويزيد معدلات دخولها وحضورها للمباريات بصناعته للفارق ولكم أن تقارنوا دخول المباريات في ذروة عطاء (العجب) مع المريخ و (هيثم) مع الهلال. * في ظل (فقر) الأندية مالياً وإعتمادها على رأسماليين فقط وضعف موارد (الرعاية وحقوق البث) يفترض أن تحدد سقف أقصى لقيمة التعاقدات تتسق مع مداخيلها ومواردها المالية خصوصاً في ظل المعادلة البائسة التي تحاصر أكبر الأندية السودانية والمعنونة ب (قيمة المنصرفات أكبر من قيمة الايرادات). * طوق النجاة لتلك المعضلة هو وجود نظام مالي دقيق يحدد (بدقة) قيمة ما يدخل خزينة النادي وعلى ضوءه يتم الصرف والانتدابات سواء على صعيد اللاعبين أو الأجهزة الفنية حتى تعي الأندية أهمّية الإستثمار وضرورة تفعيله. * وهو واقع لا بد من تطبيقه إذ لا يعقل أن تصرف الأندية المليارات وايراد أكبرها شعبية وجماهيرية لا يغطي سوى نسبة ضئيلة جداً من ذلك الإنفاق. * إن افترضنا أن دخل نادي المريخ الشهري من حقوق البث والرعاية ودخل المباريات وتسويق اللاعبين هو (مليون) جنيه يفترض أن لا تتجاوز (جميع منصرفاته الشهرية) هذا الرقم بل يفترض أن تكون أقل قيمة لتحقيق (أرباح) للنادي وليس السقوط في بئر من الديون والمطالبات. * ولنا عودة إن أمد الله في الآجال بإذن الله. * حاجة أخيرة كده :: قانون اللعب المالي النظيف !! نحتاج لبلاتيني سوداني.