* اتجاه أي ناد سوداني لإنشاء قناة فضائية تحمل اسمه، وتبث مبارياته، وتستثمر جماهيريته وترفده بموارد مادية إضافية يشكل خطوةً تستحق الإشادة، واتجاهاً يستوجب الدعم والتنويه. * من هذا الباب فإن سعي مجلس إدارة نادي الهلال لإنشاء قناة فضائية تحمل اسم النادي لابد أن يقابل بالتقريظ والمدح، لأن ذلك يعتبر خطوةً إيجابية في اتجاه استثمار جديد يشكل إضافة كبيرة للنادي العريق. * ولكن! * ولّدت الأسئلة التي طرحناها في هذه المساحة حول قناة الهلال الوليدة أسئلة جديدة، تتعلق بهوية القناة، وما إذا كان الهلال الذي تحمل اسمه هو النادي السوداني العريق الذي تأسس في البقعة عام 1930 أم أنه هلال خليجي الهوى، يتبع لشركة إماراتية تمتلك بنكاً ومستشفىً وعدداً من المؤسسات الأخرى؟ * المعلومات الأولية تشير إلى أن القناة المذكورة تتبع لشركة إماراتية مقرها إمارة الفجيرة، سعت لاستثمار اسمها المقترن بالنادي السوداني للاستفادة من جماهيريته ولفت الانتباه إلى القناة. * خلال المؤتمر الصحافي الذي أشهرت عبره القناة لم يتم إعلان تفاصيل الاتفاق المادي، ولم يتم تحديد ساعات البث، ولا كيفية تشغيل القناة! * اتفاق مبهم أثار أسئلة عديدة، لم تجد من يرد عليها بإجابات شافية. * شكل الاتفاق وما رشح من معلومات شحيحة عنه يشير إلى أن قناة الهلال لن تكون شبيهة بقناة الأهلي المصري وبقية الأندية العربية التي تمتلك قنوات فضائية خاصة تعمل على مدار الساعة، وتخصص كامل بثها لأنديتها. * يتردد أن الاتفاق ينص على منح الهلال ساعات بث محدودة، مقابل نسبة من عوائد الإعلانات التي يتكفل النادي بإحضارها للقناة. * نص الاتفاق على أن تباشر القناة إرسالها من إمارة الفجيرة بدولة الإمارات، ومنح العقد شركة (فجيرة) الإماراتية حق إدارة القناة بالكامل، وقال البرير إن الشركة ستنال الحقوق الحصرية لبث مباريات الهلال في الدوري وكامل الحق في استخدام شعار النادي نسبة مالية مجزية من عوائد الإعلانات! * بحسب ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي شهد إعلان الاتفاق ستستمر فترة العقد 15 عاماً، وقد ذكر البرير أن الهدف من إطلاق القناة يتمثل في السعي إلى ربط مشجعي النادي داخل وخارج السودان بناديهم، وتحقيق التميز على المستوى الإعلامي، ووصف التعاقد بالإنجاز وقال: نعمل بصمت، وهذه الخطوة دليل على رغبتنا الأكيدة في تطوير نادي الهلال! * بدأ المؤتمر وانتهى ولم يعلم أحد كم تبلغ قيمة العقد، ولا كيفية عمل القناة، ولا ساعات بثها، ولا النسبة التي يمتلكها نادي الهلال من أسهمها، ولا هوية الجهة التي تمتلكها. * لا أحد يدري كذلك كيف ستنال القناة التابعة لشركة فجيرة الإماراتية حقوق بث مباريات الهلال في دوري سوداني الممتاز بعد أن باع الاتحاد حقوق بث المنافسة لتلفزيون السودان! * ولا يدري أحد كيف ستبث القناة المذكورة مباريات الهلال الإفريقية حال وصوله دور المجموعات أو الكونفدرالية طالما أن حقوق البث مملوكة لشبكة قنوات الجزيرة الرياضية. * الحقيقة الوحيدة الثابتة في الاتفاق أن الهلال الذي سيعلو شاشة القناة ليس سودانياً، ولا يمت إلى النادي السوداني العريق بصلة، إلا من باب تشابه الأسماء ليس إلا! * عليه يجب على أنصار الهلال ألا يفاجأوا إذا ما أداروا مؤشر الريموت نحو القناة ووجدوها تبث برامج عن بنك الهلال الإسلامي الإماراتي، أو مستشفى الهلال، أو شركة نفط الهلال، أو شركة الهلال للتكافل (الإماراتية). * يمكن للمشككين في صدق هذا الحديث أن يسألوا العم (غوغل) على الإنترنت، ويكتبوا اسم (بنك الهلال)، أو (مستشفى الهلال للنساء والتوليد)، أو (شركة نفط الهلال) ليروا المحصلة! * وليسألوا أنفسهم: هل يمتلك الهلال مستشفى خاصةً به؟ * هل يمتلك بنكاً يحمل اسمه؟ * وهل حدث أن استثمر اسمه وجماهيريته لإنشاء بنك إلا في أحلام قياداته السابقة؟ * وهل سبق له الاستثمار في مجال استكشاف النفط في روسيا كما فعلت شركة نفط الهلال (الإماراتية)؟ * إذا كانت الإجابة نعم سنصدق أن الهلال أنشأ قناةً فضائية خاصة به! * وإذا كانت لا، وهي قطعاً لا فستتضح حقيقة الاتفاق المبهم الذي تم إشهاره قبل أيام من الآن، وزعم من عقدوه أن نادي الهلال أنشأ قناةً فضائية تخصه! * شخصياً زرت موقع بنك الهلال على الإنترنت فوجدته يحمل وصلات تتحدث عن تاريخ المصرف، ورسالته ورؤيته، وتقاريره السنوية، والخدمات التي يقدمها لعملائه، فما علاقة الهلال النادي بالهلال البنك؟ * حال قناة الهلال (الإماراتية) مثل حال مشجع الهلال عادل رجب الذي زعم أنه اعتدى على الحكم الجزائري الحيمودي بين شوطي مباراة الهلال والترجي سعياً لإخفاء هوية الجاني الحقيقة، مع الاختلاف في الهدف والأسلوب بين هذا وذاك! * مجرد دوبلير.. ليس إلا! آخر الحقائق * لا يختلف اثنان على قيمة ود الياس كاسم كبير في مسيرة المريخ. * خدم الأحمر منذ بواكير الصبا، وتقلد مناصب عديدة حتى تربع على قيادة النادي الكبير. * وهو يمثل امتداداً حقيقياً لحجاج المريخ. * لذلك كله نتوقع من ود الياس أن يزن كلماته بمعيار الذهب. * حديثه عن أن فترة الوالي لم تكن موفقة فنياً غير موفق. * في عهد رئاسة الوالي بلغ المريخ نهائي بطولة كأس الاتحاد الإفريقي (الكونفدرالية)، ونال الميدالية الفضية كثاني أفضل إنجاز كروي في تاريخ النادي على الإطلاق. * وفي عهد رئاسة الوالي بلغ المريخ نصف نهائي الكونفدرالية، بعد أن تصدر مجموعته بلا هزيمة، وقهر الهلال بالثلاثة. * وبوجود الوالي رئيساً للمريخ بلغ الأحمر دور المجموعات في دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، وتم تصنيفه في قمة المجموعة ليصبح أول فريق سوداني ينال هذا الشرف الرفيع. * وفي عهد الوالي فاز المريخ بكأس السودان ست مرات، وحقق كأس الذهب بعد أن هزم الهلال بهدفين نظيفين بحضور الرئيس المشير عمر البشير. * وفي عهد رئاسة الوالي للمريخ فاز الأحمر على الأزرق بحضور جوزيف بلاتر رئيس الفيفا. * إذا جوزنا تقييم فترة الوالي بنظرة جزئية تغفل ما تحقق خارجياً وتركز على المنافسات المحلية يمكن للآخرين أن يستخدموا المعيار نفسه، ويقولوا إن فترة رئاسة ود الياس لم تشهد تحقيق أي جاح في المنافسات الخارجية، لأن المريخ لم يعبر خلالها دور الستة عشر إفريقياً! * غادر دوري الأبطال مرتين من الدور الثاني في العامين 2001 و2002! * وفي العام 2003 تعرض المريخ إلى هزيمة قاسية أمام كانون الكاميروني بخمسة أهداف نظيفة في ياوندي، وغادر البطولة (من الدور الأول) بعد أن فاز في الإياب بأربعة أهداف للا شيء. * هذه هي محصلة المريخ الإفريقية في فترة رئاسة ود الياس فهل يحق لنا أن نقول إنه فاشل فنياً؟ * ما قدمه الوالي للمريخ لا يمكن تبخيسه أبداً. * تفوق مع الزعيم فنياً على الصعيد الإفريقي وهيمن محلياً على بطولة كأس السودان وحقق الدوري مرتين. * بل إنه خسر اللقب ذات مرة دون أن يتعرض لأي هزيمة. * أما على صعيد البنيات الأساسية والمنشآت فما قدمه الوالي للمريخ غير مسبوق ولا ملحوق. * ليس هناك مبرر للحديث عن رفع فاتورة الصرف في المريخ على عهد الوالي، لأن من رفع السقف دفع للنادي دفع من لا يخشى الفقر، ولم يشك مطلقاً. * يكفيه فخراً أنه دفع للمريخ أكثر من ملياري جنيه في آخر شهرين. * ويكفيه أنه فعل ذلك وهو مستقيل من رئاسة النادي. * لو لزم داره وأمسك يده واكتفى بنقد من يديرون النادي كما فعل غيره لما لامه أحد. * الوالي أسخى رؤساء المريخ دعماً للمريخ عبر التاريخ! * تلك حقيقة لا نقبل النقض ولا تحتمل الجدل. * لعب الأخ محمد الياس دوراً وفاقياً مقدراً ساهم به في المحافظة على استقرار المريخ مؤخراً. * حمدنا له مبادرته بزيارة الأخ جمال الوالي في داره. * وأشدنا بمساهمته مع ود الشيخ في لم شمل المجلس وإعادة المستقيلين. * وقلنا إن المبادرات الكبيرة لا تأتي إلا من الكبار. * لذلك لم يكن هناك ما يبرر تبخيس إنجازات الرئيس السابق وتجاهل النجاحات الكبيرة التي حققها المريخ في عهده على الصعيدين المحلي والخارجي. * هذا مع أكيد حبنا وتقديرنا للأخ ود الياس. * آخر خبر: دوبلير الهلال الإماراتي!