أمس الاتنين التاسع والعشرون من أبريل سنة 2013 سيسجله التاريخ للجنة الأولمبية السودانية احتفت بفندق السلام روتانا بتوقيع عقد الرعاية مع شركة سوداني للاتصالات لمدة أربع سنوات وهي المرة الأولى التي تنجح فيها اللجنة الأولمبية في إبرام عقد رعاية بهذا المستوى ومع شركة في قامة سوداني التي ظلت رقماً في رعاية الحركة الرياضية وبهذا العقد تدخل اللجنة مرحلة جديدة من الاهتمام والتي يتوقع أن تتبعها مزيد من عقود الرعاية مع غير شركات الاتصالات حيث أن سوداني هي الراعي للجنة حصرياً لمدة أربع سنوات. وتأتي أهمية هذا الإنجاز الذي تحققه اللجنة بهذا العقد أنه يمثل دعماً ملموساً لكل الاتحادات الرياضية التي ظلت تعاني من شح الإمكانات ومن ضيق ذات اليد ومن سلبية الوزارة أو الدولة في أن تقدم الدعم المادي المناسب لرياضات أكثر أهمية من كرة القدم لما تحققه من مكاسب عالمية ترفع اسم السودان في المحافل الدولية، فالتحية لشركة سوداني وهي تخترق هذا الحاجز، والتحية لكل من بذل هذا الجهد الكبير من قيادات اللجنة الأولمبية والتي توجت جهودهم بهذا الإنجاز التاريخي والذي نتمنى أن يفتح الأبواب أمام القطاعات الأخرى من دنيا المال فتسير على درب سوداني والتي نثق تماماً فيما يعود به من مردود للسودان وللشركة ولمن يسير على دربها. فالسودان يتمتع بإمكانات رياضية ضخمة جداً في العديد من الأنشطة وبصفة خاصة الفردية والتاريخ يحدثنا عن مكانة هذه الأنشطة في الكثير من البطولات الخارجية لولا أن الإمكانات رغم قلة المطلوب منه أقعدتها عن مواصلة المشوار، ولعلني أستطيع التأكيد على أن شركة سوداني نفسها وبهذه المبادرة ستشهد ما يسجله التاريخ لها خلال هذه الدورة التي بادرت برعايتها. ومن هذا المنبر أدعو القطاعات الأخرى من دنيا المال وعلى رأسها قطاع النفط بعد عودته والحمد لله والقطاع المصرفي وكبرى الشركات والمؤسسات أن تولي هذا الأمر أهميته، ولن يقف مردود هذه الرعاية على الدولة وحدها وإنما سيكون له مردود إيحابي للشركات الراعية نفسها. ويبقى هنا الدور المهم والكبير على الاتحادات الرياضية المعنية بلا تمييز أو فرز والتي يفترض أن تكون المستفيد الأول من هذه الخطوة التي نجحت فيها اللجنة الأولمبية وذلك بأن تكون لها خطط وبرامج واضحة عن فرصها للتأهل لأولمبياد البرازيل والشباب حتى تطرح هذه الخطط وفق ميزانيات واضحة لأن هذا النوع من العمل لا يقوم على عشوائية لهذا فالمسؤولية هنا مشتركة وعلى الاتحادات أن تستثمر هذه الفرصة والنقلة النوعية وأن تقدم خطط ورؤى ذات أهداف نهايتها مشاركات خارجية وصولاً للأولمبياد حتى تقدم مبررات مقنعة للرعاية. نريد للجنة والاتحادات أن تقدم نموذجاً جيداً ومقنعاً حتى لا يكون مردود الرعاية سالباً يحبط الجهات الأخرى وهذا واجب الاتحادات بأن تقدم رؤية واضحة عن (الطريق للأولمبياد) ولتأكيد أن كل ما يصرف يصب في اتجاه خطط وبرامج واضحة. أعود وأكرر أن الحدث الذي شهده فندق السلام روتانا أمس حدث غير عادي بكل المقاييس ويمثل مرحلة جديدة ونقلة نوعية بيد اللجنة الأولمبية والاتحادات وعليها أن تترجمه إلى عمل ملموس ونتائج محسوبة ولتحقيق مصالح مشتركة لكل الأطراف المعنية لهذا لابد من التعامل مع هذا الحدث بمسؤولية وتبقى التحية أولاً وأخيراً لشركة سوداني وهي تطلق صافرة البداية لفجر وعهد جديد في الرياضة.