شركة سوداني للاتصالات احتلت موقعا مميزا في الوسط الرياضي وقاعدته العريضة بعد أن قدمت نفسها راعية لكرة القدم منذ سنوات وخاصة بعد أن قدمت نفسها على أفضل وجه وهي توسع دائرة رعايتها للرياضة لتصبح راعية لكل الأنشطة الرياضية المنتظمة تحت اللجنة الاولمبية السودانية بعد أن قدمت نفسها راعية للجنة لمدة اربع سنوات وهي الخطوة التي وجدت الاحسان من كل الأوساط الرياضية. ولأن مفهوم الرعاية بجانب ما يمثله من دوافع قوية لدى الشركة انها بهذه الخطوات انما تفي بالتزامتها تجاه البلد بالمساهمة في ترقية كافة اوجه نشاطاته الا ان المنطق والعلم يقول انه ما من شركة قدمت نفسها راعية لاي قطاع في المجتمع الا وكان لابد لها من مكاسب ومردود ايجابي وهذا حق مشروع حيث انه لابد من توفر المصلحة المشتركة للطرفين والا لتدنت الرعاية اذا لم تحقق للطرفين مصالحهما . لهذا لشركة سوداني حق مشروع لابد ان تحققه من الرعاية بجانب المساهمة في العمل العام وانكار هذا الحق نوع من المكابرة فالشركة لابد انها تستهدف علاقة مميزة مع هذا القطاع العريض واحسبها بالفعل حققت وستحقق الكثير منه بما أسست له من ترابط مع قبيلة الرياضيين على اتساعها الا ان هناك بوادر اوضاع سالبة اقول من باب الحرص على تطور هذه العلاقة والتي احسب ان كلا الطرفين احرص مني عليها والتي تقوم على مصالح مشتركة لابد من التأكيد عليها وتهيئة المناخ لها ومعالجة اي سلبيات قد تعيق طريقها فانني أوجّه هذه الرسالة لشركة سوداني حتى لا تدفع ثمن سوءات الوسط الرياضي وحتى لا تقع مجبرة دون ارادتها ودون مسئوليتها في مستنقع سوالب هذا المجتمع الذي قسّمته العصبية وتناقض المصالح شيعا واحزابا متنافرة يعوزها التجرد والمنطق . فالشركة مشكورة ولحث اللاعبين وتشجيعهم باعتبارهم الشريحة الاكثر اهمية لرفع المستوى فلقد رصدت الشركة حوافز مالية لنجوم المباريات وهو بلا شك محل تقدير الرياضيين ولكن و بالرغم من ان الشركة ليست جهة معنية بالمعايير التي تبني عليها أسس اختيار هذه النجومية كما انها ليست الجهة التي تطبق هذه المعايير لتختار نجومية المباريات حيث ان هذا من اختصاص الرياضيين ولكن تبقى الحقيقة التي يتعين على الشركة ان تدركها انه ليس للرياضين جهة مجمع على الثقة فيها لهذا فان هذه النجومية بالطريقة التي طُرحت بها تمثل منعطفا ستكون له آثاراً سالبة لا لسبب يتعلق بقصور في الشركة ولكن لأن الوسط الرياضي نفسه لايجمع ولن يجمع على المعايير لاختيار النجومية ولن يثق في أي جهة مهما بلغت في ان تكون قراراتها مجردة من التحزب والتعنصر والغرض والمصلحة حيث انه من المستحيل ان يكون هناك لون واحد هو لون الحق تلتقي فيه هذا الأطراف المتنافرة والمتنازعة مشتتة الولاءات والارتباطات من متعصب للون بعينه ومن ترتبط مصالحه بلاعب بعينه (لزوم السمسرة) وغير هذا كثير. ولا اشك ان المسئولين بالشركة انفسهم لمسوا مخاطر هذا المنزلق بما يطالعونه من احكام ونزاعات حول هذا النجومية والتي امتدت اصوات اللوم فيها اعلاميا للشركة دون ذنب جنته غير أنها أرادت تحفيز اللاعبين ولا استبعدان تشهد الشركة تحت هذه الظروف وبسبب حالات الانفلات التي تعج بها الساحة الرياضية فانه ليس بمستبعد أن تشهد الشركة تظاهرات الجماهير تمتد لانتقاد الشركة نفسها فيما لا دخل لها بالأمر الذي يهزم مصالحها في الرعاية والسبب كما قلت انه لن يحدث ان يكون هناك اجماع من كل الاطراف على نجومية اي لاعب لأن الكل ينظر بمعايير العين الواحدة ذات الاتجاه الواحد لعدم توفر الثقة او الاتفاق على المعايير. وها نحن نشهد ومنذ انطلاق الدوري انه لم يحدث ان تقبل الرياضيون اختيار نجم معين لاي مباراة وانه لم يكن محل انتقاد لا تسلم منه الشركة بالرغم من خلو مسئوليتها عنه. فالاتحاد نفسه وبمختلف لجانه ليس هناك اجماع على حياديته وهكذا حال كل مؤسسات كرة القدم فالتحزب قائم بين الأندية وداخل الاندية نفسها مما أخل بالمعايير وحال دون اجماع الوسط على امر كهذا تتباين فيه وجهات النظر. لهذا وبكل اسف ان ما تشهده الساحة الآن حول نجومية المباريات وما يعكسه الاعلام حول هذا الأمر سيكون له مردود سالب ليس من مصلحة الشركة ان تقحم فيه بلا مبرر دون ذنب جنته والذي نخشى ان يقود يوما لجفوة تمتد آثارها لرفع الشركة يدها عن أي ارتباط بقاعدة الرياضيين اذا كان المردود سالباً على الشركة اقولها واوجهها بنوايا خالصة للشركة ان من قادها لتخصيص حافز لنجومية المباراة لم يوفق لأنه زرع في طريقها سكة خطر على مصالحها كشركة ولو ان هذا الامر درس بعناية لما اقدمت عليه الشركة لما يحمله من آثار سالبة على مردود الرعاية اقولها من مصلحة الشركة ان تعيد دراسة أمر هذه النجومية التي طرحت على هذا النحو اليوم قبل الغد لان ضررها اكثر من نفعها و للشركة ان تعيد دراسته وان تضع حدا له وتخرج عنه قبل ان يستفحل امره و تتضاف آثاره السالبة على الشركة . ليست هذه دعوة لأن تحجب الشركة حوافزها عن اللاعبين ولكن لابد ان توجه هذه الحوافز لنجومية لا تختلف فيها المعايير ولا تفتح الباب لأي من التأويلات وتقوم على المستندات وليس الآراء الخاصة لأي جهة كانت فهذا افيد للرياضة وللشركة وعلى سبيل المثال ان تخصص الشركة حوافز بنهاية موسم الدوري الذي ترعاه وذلك على النحو التالي: 1- منح لاعبي النادي الذي يحقق البطولة. مبلغا من المال او اصحاب المراكز الثلاثة الاولى عملا بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وبالطبع لن يكون الأمر هنا محل نزاع من اي نوع. فالمستندات والنقاط تحدد البطل 2- ان يمنح حافز لهداف الدوري وللحارس الذي يلج مرماه أقل عدد من الاهداف وهو أمر لا نزاع حوله لانه ثابت بتقرير الحكم 3- ان يخصص حافز للعب النظيف للاعب الذي لا ينال كرتا طوال الموسم ان وُجد. فالحوافز على هذا النحو تجنّب الشركة من أن تقحم في نزاعات سوف لن تسلم منها بالرغم من عدم مسئوليتها فيه ويمكن للشركة ان تقدم هذه الحوافز في احتفائية تنظمها بهذه المناسبة. اللهم اشهد فقد بلغت *