احداث متشابكة ومواقف متحركة واجتماعات متصلة وخلافات متباينة وآراء مضادة وتجمع كبير للرياضيين، كل ذلك شهدتها دار اتحاد كرة القدم السوداني منذ صباح الامس وحتى منتصف النهار حيث كل الكل ينتظر وفاقا واتفاق المنظومة التي تدير كرة القدم حاليا، ولكن جاء الناتج ليؤكد ان الخلافات عصفت بالتفاهم والانسجام والوحدة والتلاقي. وبعد ان كان المتوقع ان تتقدم مجموعة تمثل الهيكل الحالي للاتحاد العام فقد جاءت النتيجة معاكسة حيث ترشح كل من الدكتور كمال حامد شداد ومعتصم جعفر لمنصب الرئاسة وهما ثنائي القيادة الحالي «الرئيس ونائب الرئيس» ونافسهما السيد صلاح ادريس كمرشح ثالث «مضاد» لترشيح د. معتصم جعفر، فيما حقق الاستاذ مجدي شمس الدين انجازا جديدا لنفسه ووضع رقما قياسيا فريدا حينما فاز بالتزكية ليحصل بذلك على منصب السكرتارية للدورة الخامسة على التوالي وهذا ما لم يحققه احد غيره لا في السودان ولا في قارة افريقيا في خطوة تؤكد على الاجماع على الاستاذ مجدي شمس الدين وقدرته على تولي المنصب، اما منصب امانة المال فقد جاء ا لتنافس فيه ثنائيا بين الاستاذين اسامة عطا المنان نائب السكرتير «الحالي» والاستاذ صلاح حسن سعيد امين الخزينة بالاتحاد المنتهية فترته. هذا وقد شهدت المفوضية بالامس تزاحما كبيرا من انصار الاتحاد ومن كبار اقطاب ورموز الرياضة كلهم جاءوا ليشهدوا الموقف ويقفوا على الحقيقة خصوصا وان ترشيح الدكتور شداد كان محل شك وتوقع الكل ان يتم رفضه من جانب المفوضية بعد قراراتها الاخيرة وبناء على مواد القانون التي تحدد دورتين فقط للمنصب. الى ذلك فقد حدثت ربكة قبل واثناء الترشيح حينما قدم د. معتصم جعفر اسمه كمرشح لمنصب الرئاسة على عكس ما كان متوقعا له اذ كان منتظرا ان يترشح معتصم في منصب نائب الرئيس وقد فسر البعض هذه الخطوة على اساس انها خلاف بين الدكتورين «شداد ومعتصم». وتشير متابعات «الصحافة» الى ان خلافا حدث خلال اجتماع الضباط الاربعة قبل الترشيح بساعة وسبب الخلاف ان د. شداد طلب من د. معتصم تأجيل ترشيحه الى حين معرفة مصيره اي د. شداد، فيما كان الخلاف واضحا بين د. شداد وصلاح حسن سعيد، وجاء ترشيح اسامة عطا المنان منفردا حيث تقدم للمفوضية في الصباح الباكر، اما النجاح الذي حققه اتحاد الخرطوم فهو المتمثل في فوز ممثله وسكرتيره الاستاذ احمد الطريفي الصديق بمنصب نائب الرئيس بالتزكية حيث لم ينافسه اي شخص. هذا ومن المنتظر ان تعلن المفوضية عن قراراتها الخاصة باعتماد او رفض ترشيحات الضباط الاربعة حيث ستعلن عن الذين فازوا بالتزكية «المحامي مجدي شمس الدين والاستاذ الطريفي» وعن وضعية منصبي الرئاسة وامانة المال. مصادر «الصحافة» الخاصة اشارت الى ان ترشيح الدكتور شداد جاء بفتوى معتمدة من وزارتين حيث تم التأمين على شرط الحصول على تولي مناصب خارجية. الجدير بالذكر ان الجمعية العمومية للاتحاد ستنعقد في السادس والعشرين من هذا الشهر لتختار مجلس الإدارة الجديد.