كشفت ندوة عقدت حول الامن المائي العربي بالخرطوم أمس،عن ضعف موقف الامن المائي العربي، وكشفت في الوقت نفسه ان 40 مليارا هو تكلفة استيراد الغذاء في الدول العربية،بينما أثار مشروع النهر الصناعي العظيم جدلاً حول استغلال ليبيا للحوض الجوفي النوبي الممتد بين السودان ومصر وتشاد ، دون التشاورمع الدول الثلاث الاخرى. وأكد وزير الري ،المهندس كمال علي محمد ، على ضرورة اعداد استراتيجية للامن المائي العربي بصورة شاملة في اقرب فرصة ممكنة، ودعا الوزير في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للندوة التحضيرية للمؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرين تحت عنوان» الأمن المائي العربي» أمس، الامة العربية الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي والمياه العربية في الجولان ولبنان وفلسطين، وانتهاك المياه الجوفية في الصفة الغربية وقطاع غزة ومياه الاردن ونهر اليرموك. وكشف ان السودان تقدم في مؤتمر القمة العربية بالكويت في يناير 2009، بخطة لتنمية الموارد البشرية والطبيعية من اجل تحقيق الامن الغذائي العربي، موضحاً ان السودان تهطل عليه نصف الامطار التى تهطل على العالم العربي بأجمعه، وان فيه ثروة حيوانية تزيد على 130 مليون رأس، تمثل 45% من الثروة الحيوانية المتوفرة في العالم العربي مما يجعل السودان مؤهلا ليكون سلة غذاء العالم العربي. ودعا وزير الري، المشاركين في الندوة الى التركيز على «6» محاور رئيسية اولها ضرورة تكامل السياسات والاستراتيجيات المائية في اقطار العالم العربي ،والتركيز على استخدام نظم الري الحديثة لتوفير 90 مليار متر مكعب ،و زيادة الموارد المائية من الموارد غير التقلدية بمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، وتحلية مياه البحر واستخدام الطاقات المتجددة،وتطوير البحوث والتكنلوجيا والتعليم في مجال المياه، واشراك المنتفعين ومنظمات المجتمع المدني ورأس المال العربي والقطاع الخاص وتطوير التشريعات المائية ، وحماية الحقوق العربية المائية المشتركة بين عدد من الدول العربية والدول غير العربية وفقا لقواعد القانون الدولي ،واخيراً الاهتمام بآثار تغيرات المناخ الذي ادى الى تواتر موجات الجفاف والتصحر، وانخفاض معدلات الامطار في الوطن العربي بمقدار 15% ، علاوة على انخفاض المياه السطحية الجوفية بمقدار 25% . من جهت، قال رئيس اتحاد المهندسين السودانيين، البرفيسور احمد الطيب احمد، ان اكثر من نصف الدول العربية تقع ضمن الدول ذات الندرة المائية ، مبينا ان ثلثي مساحة الوطن العربي تقريبا هي مساحات صحرواوية وقاحلة، يصل معدل هطول الامطار السنوي فيها الى اقل من 100 سم، وأشارالى توقعات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة بحدوث عجز مائي في المنطقة يقدر بحوالي 261 بليون متر مكعب عام 2030م. وعزا تفاقم ندرة المياه الى استمرار معدلات النمو السكاني العالية والحاجة للزيادة في المساحات المزروعة ،وتوقع ان يصل سكان الوطن العربي الى 735 مليون نسمه عام 2030، بينما كان 221 مليون نسمة فى عام 1991م.