٭ كان الإعلام الرياضي في السابق يتولى أمر صناعة الشماعات التي تعلق عليها أسباب الخسائر خاصة التي يتعرض لها طرفا القمة وتحديداً في المباريات الخارجية، وكانت هذه الشماعات شبه ثابتة وتتمثل في الامطار الكثيفة التي هطلت والتحكيم القاسي والمنحاز والظالم والارهاق الذي أصاب اللاعبين جراء الرحلة الطويلة مما جعلهم يفترشون أرض المطار هذه هي المبررات التي كانت وبالمفردات وكانت تكتب بشكل راتب وثابت عند كل هزيمة يتلقاها أحد الفريقين أو المنتخب ووقتها كانت الهزائم التي تتعرض لها فرقنا بشعة بالاربعات والخمسات، (الوضع الآن تغير كثيراً بعد ان تشبعنا بثقافة تحقيق الفوز خارج الارض) الأولى كانت تتمثل في البحث عن مبرر «مبكراً» تحسباً للخسارة الكبيرة ونذكر ان الراحل علي الحسن مالك طيب الله ثراه كان دائماً ما يردد السؤال إلى متى سيكون قرار الحكم نهائياً وكما هو معلوم فقد كان الراحل المقيم علي مالك منهجاً ومدرسة له أسلوبه السلس والممتع والشيق في تقديم الوصف التفصيلي الحي للمباريات وكانت له طريقته الساحرة ومفرداته العميقة التي تجذب المستمع وتجعله يتابع احداث المباراة لحظة بلحظة دون أن يمل أو يسأم فقد كان وصف علي مالك يرحمه الله ويغفر له للمباريات مباراة قائمة بذاتها، وقتها كان التحكيم الافريقي فعلاً قاسياً وظالماً كما ان سماوات افريقيا ملبدة بالغيوم وكان هطول المطر هو الامر العادي وغيابه غير العادي ولهذا كان المتابع الرياضي لا يخشى الفريق المنافس بقدر تخوفه من ظلم التحكيم وهطول الامطار والآن الشئ بالشئ يذكر فقد كان للاعلام الرياضي وقتها مكانة سامية ورفيعة وكان محل احترام فكان له كياناً قوياً فرض وجوده على الاتحاد العام والمريخ والهلال، وكانت مرافقة البعثات تتم بطريقة دورية وبعدالة ونسأل الله أن يرد غربة رابطة الاعلاميين الرياضيين ذاك الكيان الشامخ والذي كانت انتخاباته تمثل حدثاً يشغل الشارع السوداني كله وليس الرياضي فقط ووقتها كان التنافس عنيفاً بين القيادات والكبار والقدوة (المرحوم عمر عبد التام - المرحوم حسن عز الدين والأساتذة ميرغني عبد الرحيم أبو شنب والنعمان حسن وأحمد محمد الحسن) كنا كأعضاء نختلف في الداخل ولكل منا انتماؤه ولكن كنا متوحدين واخوة لا أعداء أو كراهية ولا غيره ولا حسداً ولا أحد منا يتطاول على الكبار وكان الاحترام سيداً للموقف والاخلاق هي المعيار والالتزام هو المنهج والموضوعية هي أساس التعامل المهني. ٭ أعود للحديث عن الشماعات التي كانت تنسج لتعلق عليها أسباب الهزائم ونرى اليوم ان الامر اختلف مع تطور الحياة والمستوى العام فبعد ان كانت الاسباب الامطار وقسوة التحكيم الافريقي فقد حلت محلها مبررات جديدة وحديثة اسمها (الارهاق) فما أن يتعثر المريخ أو الهلال داخلياً أو خارجياً إلا وتسارع الاقلام ومعها المدربون بالحديث عن الارهاق الناتج من ضغط البرنامج التنافسي ويقال هذا المبرر لتغطية الفشل فيما يتناسون الاسباب الفعلية التي قادت للخسارة فلا أحد يتحدث عن استهتار اللاعبين أو تراخيهم أو خطأ مدرب أو قوة خصم على اعتبار ان هذه شهادة بضعف الفريق ولذا يحاولون الغاء اللوم وتحميل المسؤولية على (الارهاق). ويتبع ذلك هجوم مستمر لا يخلو من الاساءة للاتحاد العام على اساس انه السبب لانه وضع برمجة ضاغطة للمريخ أو الهلال ويصطحب ذلك اتهام (بالترصد والاستهداف) والملاحظ ان هذا المبرر لا يستخدمه سوى الاجهزة الفنية لفريقي المريخ والهلال والاعلام الأحمر والأزرق غير ذلك لا وجود له وبالطبع فهو مبرر وهمي لا وجود له على ارض الواقع. ونسأل من أي باب يأتي الارهاق ليصيب لاعبي القمة مع العلم ان جميعهم غير مرتبطين بأية مهنة سوى اللعب وهم الوحيدون دون غيرهم الذين يسافرون بالطائرات ويعسكرون في أفخم وأرقى الفنادق من ذات الخمسة نجوم ولكم ان تلاحظوا ان فريقاً لعب خارجياً يوم السبت ووصل جواً بالإثنين ولعب بالخميس وعندما تعثر قالوا السبب ان اللاعبين مرهقين فهل هذا المبرر يمكن ان يقنع حتى (البلهاء والأغبياء والعبطاء) ونسأل هل أداء مباراة كل (72) ساعة يمكن أن يكون سبباً في ارهاق اللاعبين بالطبع لا ولكن لأننا نعيش في زمن المبررات الوهم والتعصب الأعمى فمن الطبيعي أن يصبح (الارهاق شماعة). في سطور ٭ قبل أيام رفض مدرب الهلال ميشو تأجيل مباراة فريقه أمام الموردة وطالب بقيامها وفي الوقت نفسه كان اعلام الهلال يهاجم الاتحاد ويطالب بالتأجيل. ٭ طالب المريخ تأجيل مباراته أمام الميرغني كسلا في الدورة الأولى ولكن مدربه أصر على قيامها وغضب عندما علم بأن المجلس يسعى لتأجيلها. ٭ نتوقع لمباراة اليوم بين المريخ والأهلي مدني أن تجئ صعبة على الفريقين لا سيما وان لكلا طرفيها دافع فالمريخ يسعى للفوز ليؤمن موقفه الصداري فيما يعمل الأهلي على الهروب من الذيلية. ٭ عبد الحميد السعودي (معاه حق) ولماذا يحرص على التدريبات مادام انه يعلم بأنه لم يجد فرصة المشاركة.. السعودي لا يقبل ولا نقبل له أن يكون (تمامة عدد). ٭ برغم ان بلة جابر لاعب استراتيجي إلا ان غيابه من مباراة اليوم لن يؤثر لأنه ابتعد عن المشاركة عن المباريات السابقة.