٭ فلتكتبوا يا شعراء أنني هنا أشاهد الزعيم يجمع العرب ويهتف الحرية العدالة السلام فتلمع الدموع من مقاطع الكلام وتختفي وراءه الحوائط الحجر حتى العمودان الرخاميان يضمران والشرفات تختفي وتمحى تعرجات الزخرف ليظهر الإنسان فوق قمة المكان ويفتح الكوى لصبحنا يا شعراء يا مؤرخي الزمان فلتكتبوا عن شاعر هنا في عهد عبد الناصر العظيم ٭ عهد عبد الناصر هو عهد ثورة يوليو والكلمات السابقات قالها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عام 6591 وشاعرنا تاج السر الحسن قال: مصر يا أختي بلادي يا شقيقة يا رياضاً عذبة النبع وريقة يا حقيقة ٭ هى مصر أم الدنيا عند كثير من الناس ولكن مصر عند كل الناس هى التي شهدت مولد الثورة الأم في العالم بصورة عامة وفي العالم العربي على وجه الخصوص. ٭ بعد منتصف القرن العشرين بعامين وفي الثالث والعشرين من يوليو تحركت طلائع الضباط الأحرار لتحسم أزمة الحكم في تلك البقعة الفاعلة في صناعة الحضارة منذ فجر التاريخ.. جاءت ثورة الثالث والعشرين من يوليو حرثاً جذرياً في جوف المجتمع المصري.. كانت المحرك العميق الفاعل في أسس الحياة الاقتصادية والاجتماعية واستطاعت ان تنقل المجتمع المصري من مرحلة إلى مرحلة وان تشد من أزر حركات التحرر في العالم العربي والافريقي بل العالم الثالث كله. ٭ انتهى النظام الملكي.. اشتد الكفاح ضد الاستعمار الانجليزي وقالها عبد الناصر داوية الاستعمار لا يخرج بالكلام بل بالقوة وتم الجلاء.. عبد الناصر هاجم حلف بغداد.. عبد الناصر أعلن في باندونق تصميم مصر على اتباع سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز.. عبد الناصر أمم قناة السويس .. عبد الناصر هاجم مشروع ايزنهاور وأعلن أن الشعوب العربية هى التي تملأ الفراغ.. الولاياتالمتحدة امتنعت عن تموين مصر بالقمح.. الاتحاد السوفيتي انقذ مصر من مجاعة محتملة. ٭ خاضت ثورة الثالث والعشرين من يوليو معارك يومية ضارية ودائمة ضد الاستعمار ومع التطور وضد الهزائم والنكسات.. وضد.. وضد.. وضد. ٭ في احدى زياراتي إلى القاهرة سألت أم عطيات وهى تعمل شغالة كان من ضمن قرارات الثورة ان تتغير عبارة (خدامة) إلى شغالة سألتها عن ثورة يوليو بعد ان وجدتها مستغرقة في السماع بكل حواسها لخطاب عبد الناصر في العيد السادس عشر للثورة ، قالت لي بانفعال صادق الرئيس عبد الناصر رفعنا من النوم على الحصير إلى النوم على السرير وأدخل أولادنا وبناتنا المدارس. ٭ هذه ثورة يوليو عند (أم عطيات) المواطنة البسيطة التي أحست بالنقلة وراحت تشرب خطاب الثورة بكل حواسها. هذا مع تحياتي وشكري