أجمع خبراء واقتصاديون ومنتجون أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً للحد من ارتفاع سلعتي السكر والزيت لا تعدو أن تكون حلولا آنية لا ترقي لحل القضية من جذورها،ورأوا أن الحل الحقيقي لمواجهة مشكلة ارتفاع اسعار السلع الضرورية يكمن في اصلاح حقيقي للسياسات الزراعية وجعل الزراعة أولوية قصوى . وتوقع الامين العام لغرفة الزيوت صلاح بشير، خلال المنتدى ،الذي نظمته جمعية حماية المستهلك امس ،ان يؤدي قرار تخفيض الضريبة على الزيت الخام من 40% الى 10%، الى انخفاض تدريجي في أسعار الزيوت، لكنه عاد ورأى انها لا تستطيع أن تصمد أمام حركة الأسعار العالمية، مشيراً الى عدم وجود رؤية موحدة حول حجم الحبوب الزيتية المطلوبة، وحجم الاستهلاك من الزيوت لوضع السياسات اللازمة لذلك . موضحاً ان طن الفول الان انخفض الى 2900 جنيه، واشار الى انه خلال ال15 سنة الاخيرة تدني انتاج الفول من حوالى مليون طن الى 50 ألف طن الموسم الماضي،الى جانب خروج القطن من تركيبة الزيوت في السودان، وحل محله محصول زهرة الشمس ،مشيرا الى انه تم تصدير 50 ألف طن من زيت زهرة الشمس خلال الموسمين الماضيين، وتوقع ان يسهم ب50 ألف طن الموسم القادم ،وقال ان استيراد الزيوت ظل في ارتفاع مستمر. من جانبه، اكد مدير التسويق بشركة سكر كنانة حسن هاشم عروة، ان الاستهلاك الفعلي للسكر يبلغ مليون و 200 ألف طن، والانتاج المحلي 800 ألف طن، مشيرا الى فتح الاستيراد العام الماضي بحوالي 400 ألف طن. واشار الى ترتيبات بدأت لتغيير قنوات التوزيع بالاتجاه الى العبوات الصغيرة، قائلا ان العبوات الكبيرة واحدة من مشاكل التخزين والمضاربات ،وتوقع سد الفجوة في السلعة خلال الثلاث سنوات القادمة ،بدخول عدد من المصانع خاصة سكر النيل الابيض، وبعض المشروعات الاخرى في سنار. وكشف عن حملة تنطلق الاسبوع القادم بالتعاون مع جمعية حماية المستهلك، توضح السعر النهائي للعبوات الجديدة، وتضبط وتراقب عمليات التوزيع.