عرفت الاوساط الصحفية في السودان هذا التعبير (اغتيال الشخصية) مهاجراً إليها من الساحة السياسية. ولعل هذه الظواهر تنساب من حقل إلى آخر حملات . وحملت التشكيك في بعض الرموز الثقافية فتوالى، يسندها بعض الموتورين، فيلجأون إلى خلق حالة من الارتباك لتسود المشهد الثقافي، مع خلط الأوراق. وينبغي ان يتذرع كُتابنا بالصبر الجميل على مثل هذه الابتلاءات والافتراءات، وان يتركوا الامر للمسار القانوني الذي سيحق الحق، ويكشف زيف ما يدعيه البعض.. والأمر يتطلب قراءة جيدة لمجمل الأحداث تستوعب المتغيرات التي تطرأ على المشهد الثقافي. فان كان المقصود ضرب الحراك الثقافي من خلال ارباك الحركة الثقافية باتهامات وادعاءات ومعلومات فيها من الافتراء والكذب ما فيها. فان حركتنا الثقافية ناضجة ومعافاة لا تؤثر فيها مثل هذه الرياح والزوابع التي يثيرها البعض ممن تقاصر قاماتهم عن بلوغ مراتب الثقة عند القارئ السوداني الذي أوتى المعرفة والوعي والادراك، والذي يستطيع به التمييز بين الغث والسمين. ومنهج اغتيال الشخصية هو نهج عاجز لم يشهد له أحد بأنه ناجع. وقد كان أسلافنا يترنمون ب(ما حطموك وانما بك حطموا، من ذا يحطم رفرف الجوزاء). والقارئ الذي يقرأ للكاتب ويثق به، لا يمكن ان تهتز ثقته بهذا الكاتب أو ذاك. والأيام القليلة القادمة ستكشف عن وقائع وأحداث وأقوال وأفعال ستعصف بكل ما يشين هذا المشهد الثقافي ممن كانوا سبباً في تشويه وجهنا الثقافي.. والتمثيل بالسودان بدلاً من تمثيله..!