٭ مهلاً عزيزنا القاريء الكريم.. تريث قليلاً قبل أن تذهب بك الظنون مذاهب شتى ربما تدفع بك لكيل اللعنات علينا متبوعة ومشفوعة بالحوقلات والاستعاذات من العنوان أعلاه، قبل أن تسمع قصته وتقف على مناسبته، وبعدها لك ما تريد، فلهذا العنوان قصة ومناسبة إقرأها أولاً ثم أحكم له أو عليه.. هذا العنوان المثير الغريب مستوحى ومستنسخ من عنوان آخر هو الاصل، وصاحب الاصل هو الاديب والروائي والصحافي السعودي الشهير عبده خال الذي حاز على جائزة البوكر للرواية العربية للعام (2010م) عن روايته الذائعة (إنها ترمي بشرر) التي فازت بالجائزة من بين (115) عملاً روائياً، عبده خال هذا كتب ذات مرة تعليقاً قصيراً قليل الكلمات طويل الابعاد ثري بالمعاني والمغازي والعظات تحت عنوان ( إسرق الملايين وإحذر من مؤخرة الدجاجة) يسخر فيه من محاكمة غريبة جرت على وافد على الاراضي السعودية بائس وتعيس ساقته جوعته وحظه العاثر الى التسلل داخل أحد المطاعم بمدينة جدة وغافل أصحابه وسطا على مؤخرة دجاجة مقلية وازدردها بسرعة دفعة واحدة، ولكنه لم يهنأ بما إبتلع إذ سرعان ما أُلقى القبض عليه وأُودع المخفر لتتم محاكمته في النهاية باحدي المحاكم الجزئية بالسجن لمدة سنة وشهر?ن والجلد ثمانين جلدة على جريمته (الخطيرة) مؤخرة دجاجة، ولم ينس عبده خال أيضاً ان يضيف الى هذه الواقعة التراجيوكوميدية حكاية الشابين الآخرين اللذين سرقا خروفاً فحكم عليهما بعدة شهور بينما كان الخروف الذي سرقاه قد ذاب داخل بطنيهما في غضون ثلاثة أيام.. عبده خال تحسر على هذه الخيبة التي وقع ضحيتها هؤلاء البؤساء بينما غيرهم يسرق الملايين وهم في نعيمهم يرفلون في أمن وأمان لا يمسك بهم شرطي ولا يطالهم قانون، على رأى مبدعنا هاشم صديق (حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق ولاية). والهمباتة أيضاً مثل عبده خال من لدن عروة بن الورد والسليك بين السلكة مروراً بود ضحوية وطه الضرير وصولاً الى همباتة يومنا هذا في بلدنا هذا، لا يقبلون بالفتات أو الدنية فيما ينهبونه على حد قول أحدهم (ما بتدبى لى عنز الفطيم والشاي، بعرف سوق بكاراً دلتن داداى) وقول آخر (أكان سرق ما بسرق لفة السيجارة، بسرق المرة المن السماح تتضارى)، وقول ثالث ( إن سرقت أسرق جمل، وإن عشقت أعشق قمر)، فما بال الاستاذ فاروق ابو عيسى لا يفعل مثل ذلك وتتقاصر همته عن هذا المقام ما دام قد سلك طريق العملاء والعمالة ووجد طريقه الى السفار?ت ل(يلهلب) منها، لماذا لا يذهب الى السفارات الكبيرة (الفيها الصمغ)، هكذا تساءلت بيني وبين نفسي حين طالعت الخبر الذي عزا سبب إحتجاز الأمن لابو عيسى لعدة ساعات، الى طلبه لمعونات مالية من السفارة الهولندية لتمويل أنشطة المعارضة في مناهضة النظام، ما الذي سيجده أبو عيسى عند الهولنديين وهم قوم على قدر حالهم، أما كان الاجدى له أن يحاول مع الامريكان والبريطان أو حتى الطليان والفرنسيين دعك من الاسرائيليين، هكذا مضيت في التساؤل، وحينما حرت جواباً رددت جهراً (ولابو عيسى في عمالته شؤون)، ولو كنت قد قابلته قبل أن اطلع?على نفيه لهذا الاتهام وقسمه المغلظ بعدم معرفته لموقع السفارة المذكورة، لكنت نصحته بما نصح به عبده خال سارق مؤخرة الدجاجة.