المشهد الثقافي في الخرطوم يحمل بشارات ايجابية في الحراك الثقافي الذي بدأ يتسلل لليالي الخرطوم مع المنتديات التي تنتظم المدينة بصورة شبه يومية واعتقد ان هذه المنتديات في حاجة إلى التوثيق حتى تصبح مادتها الثقافية متاحة للباحثين والمثقفين. وانتظمت الخرطوم ايضاً العديد من المهرجانات مثل أيام البقعة المسرحية ومهرجان أيام الخرطوم والآن تستقبل مهرجان الموسيقى وقادم مهرجان للسينما وشاهدت مؤخراً أكثر من فعالية سياسية امتزج فيها روح الفن ليس آخرها أوبريت العزة الذي انتجته اللجنة القومية لدعم ترشيح الدكتور عبدالرحمن الخضر لمنصب والي الخرطوم. في اعتقادي ان الاشعاع الثقافي بالخرطوم مرده الى وعي المجتمع بأهمية الثقافة ودورها المؤثر واهتمام الدولة الكبير بالثقافة ويحمد لوالي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر دعمه للفنانين والمبدعين وقد اسهم الرجل في دعم الفنانين والشعراء بمبالغ مالية كبيرة ما دفع الفنانين لتنظيم تكريم في دارهم بأم درمان ويبدي الخضر تعاوناً كبيراً مع وزارة الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم التي يقودها الاستاذ سيد هارون عمر الذي يعمل باستراتيجية واعية للعمل الثقافي تقوم على ان الوزارة لا تصنع الثقافة وانما ترعى المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني وهذا فهم تعمل به معظم دول العالم المتقدمة في العمل الثقافي مثل القاهرة وبيروت ودمشق وفي امريكا لا نجد وزارة للثقافة وانما صندوق دعم الثقافة. وقامت الوزارة أخيراً بشراكة ناجحة مع المسرح الوطني تجسدت في مهرجان البقعة الذي حقق نجاحاً كبيراً في دورته العاشرة ووصف الفنان علي مهدي مدير مسرح البقعة الاستاذ سيد هارون (بالوزير المستنير) تقديراً لجهوده في المهرجان وقام المهرجان بتكريمه وتكريم والي الخرطوم وبالاضافة إلى دعم والي الخرطوم ووزير الثقافة بالخرطوم فهناك رجل يعمل بكل طاقته لنهضة الثقافة في الخرطوم وهو المهندس السعيد عثمان محجوب امين امانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وآخر اشراقات هذا الرجل هو (أوبريت العزة) وقد عمل الرجل ايضاً على المساعدة في دعم فرقة تيراب ونسق مع والي الخرطوم ووزير الثقافة حتى غادرنا الممثل أحمد بدير وهو يمني الرجوع للخرطوم مرة أخرى وأظن ان الحركة الثقافية في الخرطوم محظوظة بهذا الثلاثي المتميز الخضر وهارون والسعيد وأكثر ما يحسب لهم ان أمر الثقافة في الخرطوم يمضي بعيداً عن التصنيفات السياسية ولا يتدخل انتماء الوالي والسعيد للمؤتمر الوطني ولا سيد هارون للحزب الاتحادي في دعمهم للعمل الثقافي فالمعيار هو البرنامج وتميزه وليس التصنيف السياسي. عموماً نتمنى أن تشهد الخرطوم مزيد من التطور الثقافي لا سيما مع البشريات بافتتاح أكثر من مسرح ومجمع ثقافي وان تشهد مزيدا من الدعم للمبدعين في ولاية الخرطوم والمبدعين كما وصفهم رئيس الجمهورية هم خط الدفاع الأول عن قضايا الوطن ويستحقون الدعم والرعاية على اشراقاتهم. [email protected]