وجه النائب الأول للرئيس، علي عثمان محمد طه، السلطات الصحية بكشف وإفشاء الأرقام والمعلومات والإحصاءات الحقيقية عن الوضع الصحي للرأي العام لمعرفة النقاط التي تحتاج الى اصلاح ومواضع التقدم، في وقت اقرت فيه وزارة الصحة بأن 14% من السكان لا تتوفر لديهم ادنى خدمات الرعاية الصحية الاولية، وحذرت من ان المسوحات اثبتت تفشي البلهارسيا في اغلب ولايات السودان حتى وصلت نسبة 90% من السكان في بعض الولايات. وشدد النائب الاول للرئيس، الذى خاطب الاجتماع التنسيقي الوزاري الاول للصحة ببرج الاتصالات امس، على اهمية الحفاظ على الخدمات الطبية في الارياف (حتى لا تتراجع وحتى لا نحرث في البحر)، وقال انه لا تزال امامهم رحلة طويلة لخفض معدلات وفيات الاطفال والامهات، وافاد بأن «خير العمل ادومه وان قل»، كما وجه وزارة الصحة بإعداد تقرير مفصل حول النقص في برامج الرعاية الصحية الاولية ليرفع للرئاسة وإتخاذ قرارات بشأنها. وطالب طه، بوضع معايير موضوعية لقسمة الموارد بين الولايات لاختلاف النسب واعداد السكان حتى تتحقق العدالة، واثنى على جهود خفض معدلات وفيات الامهات والاطفال، وشدد على وضع خطة لضمان المحافظة على خلو السودان من شلل الاطفال. في الشأن ذاته، اقر وزير الصحة بحر ادريس ابوقردة، بوجود (فجوة) في تقديم الخدمات الصحية في الولايات، وحذر من ان القضايا الصحية لا تستطيع الانتظار «مهما كانت ظروف البلاد»، وقال ان (14%) من السكان لا تتوفر لديهم ادنى خدمات الرعاية الصحية الاولية، وكشف ان المسوحات اثبتت انتشار وتفشي البلهارسيا في اغلب ولايات السودان حتى وصلت نسبة (90%) من السكان في بعض الولايات مثل شمال كردفان. واشار الوزير الى وجود حزمة من التحديات الصحية على رأسها الاستمرار في توطين الخدمات التشخيصية والعلاجية بالولايات والسيطرة على الامراض المهمة وعلى رأسها الملاريا والبلهارسيا التى قال انها مرشحة للزيادة، وافاد بأن وزارته وضعت خطة للسيطرة على البلهارسيا، مبينا ان علاجها لا يكلف (5.6) مليون جنيه بينما كلفت مضاعفاته خلال العام الماضي 10 ملايين جنيه. وقطع ابوقردة، بأن السودان لم يسجل خلال ثلاث سنوات مضت اية حالة اصابة بشلل الاطفال، وقال ان هناك دعما مقدرا من قبل منظمات الاممالمتحدة لقطاع الصحة، لكنها تشترط توفير المكون المحلي من الدعم، وطالب الحكومة بالالتزام بتوفير الدعم المحلي، وشدد على ان الصحة لا تستطيع ان تنتظر كثيرا مثل بقية القطاعات الاخرى، وقال «نرجو ان يعطى اهتمام خاص بالصحة مهما كانت ظروف البلاد». من ناحيته، طالب وزير الصحة بولاية شمال كردفان وممثل وزراء الصحة بالولايات، اسماعيل بشارة، الحكومة بتوفير مبالغ مالية مقدرة للولايات تصل الى (10) ملايين جنيه لانشاء 350 وحدة صحية بالولايات لسد 40% من الفجوة في الرعاية الصحية الاولية وفق ما اظهرته المسوحات الصحية الاخيرة. واعرب بشارة عن امله في ان تدعم الدولة الولايات لوضع خطط لانشاء مستشفيات مرجعية «لان غالبية المستشفيات المرجعية في الولايات قديمة ومتهالكة»، واقترح ان تدعم الدولة انشاء محفظة في البنوك الوطنية لتمويل المقترحات الصحية، وزاد «نحن على استعداد لتسديد التمويل على المدى الطويل لسد الفجوات في اصحاح البيئة والرعاية الصحية الاولية» وطالب وزارة المالية بتوفير حوافز لجلب اختصاصيي التخصصات الدقيقة واستبقائهم فى الريف.