أحدثت امطار وسيول وفيضانات شهدتها عدد من الولايات اضرارا كبيرة بمدن وقرى بولايات النيل الابيض والقضارف وسنار ،وامتد تأثيرها ليشمل القطاع الزراعي الذي تعرضت فيه مساحات مقدرة من المشاريع الزراعية للتلف بعد ان غمرتها المياه،واسهمت السيول والامطار في قطع العديد من الطرق الرئيسية ،واطلق السكان في الولايات الثلاث نداءات اليى الجهات الحكومية والمنظمات الطوعية لاغاثتهم والوقوف بجانبهم ،وفي المساحة التالية نلقي الضوء على الموقف العام بالولايات الثلاث. بحر أبيض..مواطنون في العراء ولاية النيل الابيض بموقعها وسط حزام اخضر يمتد من الشرق مع حدود مشروع سكر غرب سنار ومن الشمال سكر النيل الابيض ومن الجنوب مشروعي كنانة وعسلاية وغربا النيل الابيض اضافة للحزام الغابي بالولاية ، كل تلك الاسباب مجتمعة جعلت المنطقة سافنا شبه غنية ما شكل عامل جذب للامطار ، وقد ظلت الولاية في الاعوام الماضية تشهد تزايدا مستمرا في معدلات هطول الامطار فاقت المعدلات الطبيعية ، وقد شهدت هذا العام تحديدا هطول كميات كبيرة من الامطار منذ العاشر من يونيو الماضي تزايدت تلك النسب في يوليو وبلغت مداها في اغسطس الحالي ، وقد شملت تلك الامطار جميع انحاء الولاية تاثرت جراءها معظم المدن والقرى . لكن نجد ان منطقة الرقيق 30 كلم شمالي مدينة ربك حاضرة الولاية اكثر المناطق التي تضررت من تلك الامطار اضافة للسيول التي اجتاحتها من ناحية الشرق حيث غمرت المياه المنطقة بأكملها وقضت على معظم ممتلكات المواطنين وانهيار مساكنهم ، ما دعا السلطات المحلية اتخاذ اجراءات وتدابير عاجلة قضت بترحيل سكان المنطقة جنوبا في منطقة الحوطية بعد قناعة المواطنين بعدم جدوى وجودهم بتلك المنطقة التي ظلت تتعرض على الدوام للسيول والامطار المدمرة منذ العام 1988م ، وافاد مواطنون (الصحافة) أنهم فقدوا مساكنهم وقوت عامهم ودعوا السلطات المحلية والولائية للاطلاع بدورها وتوفير عمليات الايواء والغذاء والصحة ، ويذكر ان عدد سكان المنطقة يبلغ اكثر من 3000 مواطن يشكلون 580 أسرة ، واوضح محمد احمد بابكر شنيبو وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة رئيس اللجنة العليا للطواريء ان الولاية قد شهدت هذا العام ارتفاعاً في معدلات الامطار بلغت 70 ملم في ربك و53 في كوستي و85 في تندلتي وادت لانهيار 189 منزلا بمدينة ربك و121 بكوستي بالاضافة لتدمير كامل لقرية الرقيق ، مشيرا الى ان حكومة الولاية ومن خلال لجنة الطواريء وفرت معينات ترحيل المتضررين الى منطقة الحوضية بالتنسيق مع ادارة الدفاع المدني بالولاية وتقديم المعينات الانسانية ، العقيد الدكتور ابوعبيدة العراقي معتمد محلية ربك اشار للخسائر الكبيرة التي تكبدها مواطنو الرقيق وفقدانهم المأوى وقوت العام، مشيرا الى ان المحلية تعاملت مع الاحداث عن طريق لجنة الطواريء والدفاع المدني ووزارة الصحة في عمليات اجلاء المواطنين من منطقة الرقيق الى مناطق النخلات شمالا والحوضية جنوبا وعمل مخططات سكنية بواسطة ادارة التخطيط بالولاية وتوفير المشمعات والاغذية ، فيما أكد الدكتور يوسف سلطات مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية بوزارة الصحة عدم وجود اي حالات وبائية وسط المواطنين حتى الآن وان ادارته وضعت كافة التحوطات والترتيبات اللازمة بتوفير المبيدات لمكافحة الذباب في الطور المائي وتوفير وحدات علاجية على طول الطريق من منطقة الكوة وحتى ربك . ومن خلال ما شهدته العديد من مناطق الولاية خلال السنوات الماضية والدمار الذي احدثته الامطار في تلك المناطق خاصة القرى بمحليات ربك ، السلام ، الجبلين ، كوستي وتندلتي ، تشير كل الدلائل وواقع الحال أن تلك القرى انشئت منذ مئات السنين على مناطق منخفضة ومجاري المياه وظلت على حالها تتعرض من حين لآخر لذلك الدمار في المسكن والقوت وعدم استقرار التعليم والصحة ، هل ستكون الرقيق عظة وعبرة بالابتعاد من السكن في المناطق المنخفضة أم يظل الانسان يتمسك بالارض رغم تلك الاضرار البالغة ؟... القضارف .. عندما تفيض الأنهر لا زالت مياه الأمطار والسيول وخور ابو فارغة ونهر الرهد تحاصر محليتي ريفي وسط القضارف والفاو في ظل هطول الأمطار المتواصل والفيضانات التي ظلت مستمرة لأكثر من أسبوع ما أدى إلى تشريد أكثر من أثني عشرة اسرة في مناطق أبو كشمة ، كيلو ستة ، وقرى المنطقة الغربية بمحلية ريفي وسط القضارف بجانب انقطاع الطرق الداخلية مع بعضها البعض بالمدينة بعد ان تجاوزت مياه الأمطار والسيول القادمة من خور ابو فارغة الطريق القومي في منطقتي المقرح والقدمبلية وانهيار عشر مدارس في أم خنجر الدونكي والمدرسة وأم سنيبرة بنين وأبو كشمة وودشعبوط وامات رميلة شمال وجنوب ،ما أدى إلى استنفار شرطة المرور السريع على طول الطريق القومي والاستعانة بالآليات الثقيلة لانسياب الحركة المرورية بعد أن افترش المواطنون الطريق القومي، هذا وقد استنجدت محلية وسط القضارف بالتراكترات الزراعية للوصول إلى المتضررين وحصر الأسر عبر لجنة الطوارئ برئاسة المدير التنفيذي للمحلية الشريف الباقر وديوان الزكاة وجمعية الهلال الأحمر عبر فرق إدارية ومتطوعين لحصر الأضرار والمساهمة في مساعدة المتضررين ورفع تقارير للأمانة العامة بغرض التدخل العاجل ،و اكد معتمد محلية ريفي وسط القضارف محمد يوسف أبو عشة ان محليته قد شهدت أمطارا غزيرة وسيولا جارفة تسببت في الحاق أضرار بمناطق كيلو ستة وابو كشمة والقدمبلية ادت إلى تشريد أكثر من الفي اسرة غمرت منازلهم المياه وانعزالهم تماماً عن المدينة بجانب انهيار الطرق المؤدية إلى المحلية والطرق الزراعية في مناطق الكراديس وأم خنجر والشميلياب والسرف ود السيد لأكثر من أربعة عشر انقطاع ،وقال إن محليته أصبحت في حالة تأهب قصوى في ظل الخطر الجاسم الذي يهدد أكثر من إثنين مليون فدان من الأراضي الزراعية وهي تمثل 65% من المساحات الزراعية بالولاية ،فيما اكد احمد إبراهيم العربي الأمين العام لاتحاد مزارعي الرهد بان نهر الرهد قد اجتاح منطقة الخياري وظل يحاصرها بجانب المساحات الزراعية والطريق القومي مما أدى إلى هجرة مواطني الخياري عقب انهيار المنازل ودمار 500 فدان من المحاصيل الزراعية المختلفة للخضر والفاكهة ،وأدى إلى تعليق العمليات الزراعية وطالب العربي الدولة وحكومة الولاية بالتدخل العاجل بعد أن عجز المزارعين والأهالي في شفط مياه السيول والنهر في ظل ارتفاع مناسيب النهر وفيضانه. وقال إن مدينة الفاو قد شهدت امطاراً متوالية لأكثر من أسبوع بمعدلات متفاوته ما بين 60 - 90ملم أدت إلى انقطاع الطرق الداخلية لمشروع الرهد وتعطيل برنامج الزراعة فيما امتدح سيادته دور معتمد المحلية في توفير التراكترات والجوالات بجانب مشروع الرهد الزراعي وطالب العربي الحكومة الاتحادية بالتدخل لحماية الطريق القومي والمزارعين من انهيار الموسم الزراعي والطريق في ظل الأمطار المتوالية ،إلى ذلك أكد معتصم عبد الجليل معتمد محلية الفاو ان ارتفاع كميات الأمطار ونهر الرهد والسيول القادمة من البطانة احدثت اضرارا بليغة في محليته وذلك بعد الجولة التي كشفتها لجنة امن وطوارئ المحلية. وقال عبد الجليل ان الإمكانيات التي بذلتها محليته ادت إلى محاصرة مياه الأمطار والسيول إلا ان ارتفاع مناسيب نهر الرهد إلى 19500 متر مكعب يهدد المدينة في ظل امكانيات الولاية والمحلية الشحيحة مشيراً إلى أن إجراءات حصر الأسر والمتضررين تتم وفق ما هو مخطط له بغرض إيصال الدعم واخلاء الأسر . سنار..دمار كبير تسببت الأمطار التى هطلت عشية أمس الأول فى تدمير (55) منزلاً جزئياً وكلياً بقرية سناده الزمزمى بمحلية سنجه بولاية سنار ، وتقع المنطقة المنكوبة على بعد (12) كلم من الطريق القومى سنجهالخرطوم - جنوب غرب مدينة سنجه - غربى مدينة أم بنين ، حيث تسببت مياه الأمطار الغزيرة التى إجتاحت المنطقة فى أصابة (3) أشخاص اصابات طفيفه ، وقطعت الطريق المؤدى الى سنجه لمجمع قرى : ( قفيل ، العارشه ، الرياض ، سنادة الزمزمى ، سنادة عبد الكريم ، ود عريكى والعنبجه ) . وفى افادته ل(الصحافة) ابان المواطن الجيلى خليفة ? أحد مواطنى قرية سنادة الزمزمى القرية المنكوبة أن الأمطار التى هطلت استمرت لأكثر من (8) ساعات صحبتها عواصف رعدية وجرفت عددا من المنازل و عددها (55) منزلاً ،واشار أن مياه الأمطار غمرت (1000) فدان عبارة عن حيازات زراعية لمزارعي الزراعة التقليدية المطرية خارج التخطيط وأتلفت المياه المندفعة محصولات الذره والسمسم والدخن وهى فى طور التأسيس .وقال خليفة إن المنطقة الآن منكوبة وفى أمس الحاجة الى المساعدات الإنسانية والتخفيف عن الأسر المتضررة ، وابان أن أهل القرية قاموا بواجبهم فى إيواء أهلهم وذويهم الا أنهم تنقصهم بعض المعينات الإيوائية من مشمعات وبطاطين ومواد غذائية ، وقال تم ابلاغ الجهات المسئولة بالولاية ولكن تأخرت الإستجابة الفورية ، مضيفاً ان الوضع الآن حرج للغاية ما يستلزم تضافر كافة الجهود وتعاون غرفة الطوارئ بالولاية لإيواء المتأثرين .وقال فتحى حميده إنهم ابلغوا المحلية وغرفة الطوارئ بما حدث الا أن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً ، ويقول لا أذن تصغى الى شكواهم ، ولم تكلف غرفة الطوارئ نفسها كبير عناء فى استجلاء الموقف ومناصرة المنكوبين ويضيف حميدة أن حاجتهم الفعلية الآن مدهم بعدد من الآليات مثل: اللودرات والقلابات لإقامة الردميات الترابية مشيراً الى أن وزارة التخطيط بالولاية صادقت بإنشاء كبرى بالمنطقة قبل (5) سنوات ولم يتم تنفيذه حتى الآن .وابان على عطا الله (للصحافة) أن المنطقة تصبح فى عزلة تامة عن حاضرة الولاية مدينة سنجة فى فصل الخريف ويصعب الوصول اليها ، وقال إن معاناتهم تزداد فى هذا الفصل عند اسعاف مريض أو امراة فى حالة ولادة وإن المنطقة تنقصها الكثير من الخدمات . فيما أضاف عطا المنان مصطفى أن تجمعات المياه التى غمرت كل الأنحاء تنذر بمخاطر صحية خطيرة منها توالد الباعوض وإنتشارالحشرات وتفشى الأمراض كالملاريا والإسهالات ، ويتحدث عطا بحسرة ل(الصحافة) أن هواتفهم ظلت مشغولة وفى إتصال دائم بجهات الإختصاص بالولاية لاكثرمن (24) ساعة فكان يأتى الرد من الغرفة بأنها لا تتلقى بلاغاً من افراد سوى السلطات المحلية ويتساءل هل حياة المواطن رهن للإجراءات الروتينية ويتحدد مصير الناس بما تمليه المحلية . وتشير (الصحافة) الى أن الأمطار التى هطلت فى اليومين السابقين أحدثت اختناقات فى التصريف بمدينة سنجه فى أحياء : ( القلعات ، الشرقى ، الغربى ، العشر والنصر ) ويرجع عدد من المواطنين الذين إستطلعتهم (الصحافة) المسئولية فى هذه الإختناقات الى غياب دور وزارة التخطيط والمحلية فى فتح المجارى والمصارف فى الوقت الذى تؤكد فيه الوزارة تسبب المواطن بتصرفاته السالبة برمى النفايات وتكدس الكوش أمام المصارف مما يشكل عائقاً طبيعياً فى إنسياب المياه . ويرى مراقبون أن هنالك العديد من المناطق التى هددتها السيول والفيضانات منها حزام قرى محلية السكر غرب سنار الذى ما زال مواطنوه فى صراع البقاء مع سيل المياه الجارف دون أن تمتد اليهم المساعدات من غرفة الطوارئ الولائية والمحلية ، ويضيف المراقبون أن عدداً من الأحياء بمحلية ابوحجار بقرى السوكى والدندر تتخوف من ذات المصير ، ويطالبون بتحرك عاجل لغرفة الطوارئ وتكثيف جهودها ميدانياً فى رصد المواقع الخطرة والتحسب لاى موجات جديدة من الفيضانات .