٭ وجد التصريح الذي أدلى به آدم فضل من اتحاد عمال ولاية الخرطوم حول الحريات الاربع، حيزاً كبيراً في صحف الاثنين والثلاثاء، ولم تجد صحيفة «الإنتباهة» حرجاً في أن تضع هذا التصريح خطاً رئيساً في صفحتها الاولى وتنسبه الى المؤسسة أو الكيان النقابي الذي ينتمي اليه صاحب التصريح ادم فضل، وهو اتحاد ولاية الخرطوم والذي ابدى فيه تحفظاً على مبدأ اتفاق الحريات الاربع بين السودان وجنوب السودان والذي يكفل لمواطني البلدين حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، ووجد هذا التصريح ايضاً انتقاداً من أصحاب الاعمدة في بعض الصحف مثل الاستاذ عادل الباز في (الصحافة) والاستاذ محمد عبد القادر في (الرأى العام)، وكل اخذ التصريح من زاويته وان اتفقا على ان هذا التصريح جانبه التوفيق، وان كان عادل الباز اكثر سخرية من محمد عبد القادر في تناوله لتصريح ادم فضل وقد يكون ل ادم فضل هدف من هذا التصريح غير الذي ظهر به ويكون قد استفاد من الظرف الذي تعيشه صحيفة الانتباهة وهى تجد حرجاً في الخط الذي تتبناه في مناهضة الاتفاق مع دولة الجنوب وتسخير كل قدراتها التحريرية لهذا الامر، ونجحت في هذا من قبل واليوم تجد حرجاً في الامر لأن على رأس الامر هو السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير وهو الذي يمت بصلة لصاحب الانتباهة الاستاذ الطيب مصطفى، وبالتالي لا تستطيع صحيفة الانتباهة ان تشن هجوماً على اتفاقيات التعاون مع دولة الجنوب بذات الدفع القديم في هجومها السابق على أى تقارب مع دولة الجنوب، وتصف المفاوضين من امثال ادريس محمد عبد القادر وسيد الخطيب ويحيي حسين ومطرف صديق وغيرهم بأنهم (منبطحين) مرة و(مهزومين) تارة اخرى. ويبدو ان صحيفة الانتباهة وجدت في تصريح ادم فضل مخرجاً يعيد اليها شيئاً من ماء وجهها المسكوب بسبب وجود السيد رئيس الجمهورية في اديس ابابا وموافقته على هذا الاتفاق الذي كان هؤلاء المنبطحون والمنهزمون كما تسميهم الانتباهة جزءاً من ترتيباته وتفاصيله، ولهذا احتفلت واهتمت بهذا التصريح وجعلته عنواناً رئيسياً. والاستاذ ادم فضل مثله مثل الانتباهة فيما يبدو وعرف من أين يجد لاسمه وتصريحه مساحة وتقديراً ليصعد متخطياً كل الاخبار التي يمكن ان تنافس فى (المينشتات) في ذلك اليوم، وبهذا التصريح وضع ادم فضل من اتحاد عمال ولاية الخرطوم اسمه في دائرة الاهتمام السياسي والاعلامي، وكما اشار بذلك الاستاذ عادل الباز متسائلاً (من فضل هذا؟) وهذا السؤال الذي طرحه الاستاذ الباز قد طرح عشرات المرات من قراء الصحف والانتباهة بالذات من (فضل) هذا الذي يتحفظ على الحريات الاربع وبأي فهم وبأى مدلول يطرح تحفظاته هذه، والتي صادفت هوى في الانتباهة وخطها التحريري. وقد لا يكون فضل له اهتمام بالحريات الاربع وما يليها من تبعات عند التنفيذ، ويبدو ان فضل اراد ان يستغل الانتباهة كمنبر اعلامي حتى يضع اسمه في دائرة الاهتمام السياسي والاعلامي لاغراض قد تكون خاصة او قد تكون عامة، وهو الذي صعد الى المكاتب التنفيذية للاتحاد العام لنقابات عمال السودان واتحاد عمال ولاية الخرطوم من باب «الحرفيين» ورغم ذلك يهتم بكامل اناقته في اللبس وهو اكثر القيادات حرصاً على ارتداء «البدلة» وربطة العنق والسفاري الفاخر وهو بذلك لا يريد ان يتخلى عن قاعدته في استبدال «الابرول» بأزياء وزارة الخارجية، ولكنه قد يكون اراد بهذا الاهتمام في اللبس ان يقدم «الحرفي» بشكل جديد ومقبول عالمياً كما يفعل «الدعاة» الجدد أمثال عمرو خالد وقبله د. حسن الترابي في تقديم الداعية الاسلامي بلباس الغرب والابتعاد عن الصورة النمطية في الجلابية والقفطان وغيرهما. ويبدو ان السيد آدم فضل عندما أخرج تصريحه هذا لم يكن الهدف منه هو تعزيز لسياسة تحرير صحيفة «الانتباهة» ولكن اراد ان يستغل هذا الظرف ونجح في ان صعد تصريحه الى «خط رئيسي» وكان فضل يعلم ان التصريح ان كان خاصا بقضايا العمال مثل زيادة الاجور او صرف متأخرات المعاشات او الحد من الغلاء بمزيد السياسات الجديدة فإن مثل هذه التصريحات المتكررة لا تجد الاولوية في الصعود الى «الخطوط الرئيسية» في الصحف وانما تكمل بها أخبار الصفحة الاولى هذا اذا لم تكن اخبار الصفحة الثالثة،ولكنه اراد ان يخرج من تلك «الدائرة» ليدخل اسمه «دائرة» الاضواء، ليكون تصريحه هذا محل اهتمام وتحليل من كتاب الاعمدة في الصحف السودانية، ولكن السؤال المطروح الى أي شيء يتطلع آدم فضل وهو يريد ان يلفت الانتباه عبر الانتباهة الى اسمه؟، ومن خلال قراءة فإن اعلى سقف الاحلام هو رئاسة اتحاد عمال ولاية الخرطوم، بدلاً من تلك الامانة التي ان اتسعت لا تتجاوز علاقات ثنائية مع اتحادات صديقة في اريتريا وافريقيا الوسطى او مصر. وان اتسعت احلامه بالفوز بمقعد رئاسة الاتحاد العام لنقابات عمال السودان الذي يترأسه البروفيسور غندور فإن لهذا المنصب او هذا المقعد معايير سياسية وتنظيمية ومؤهلات اخرى قد لا تتوافر كلها بين جنبي السيد آدم فضل في الوقت الحالي وربما اكتسبها بمرور الوقت ان كان في العمر بقية. وقد يكون هذا التصريح قد صادف شيئاً من اهدافه اذا كان ما ذهبنا اليه صحيحا في ان جعل اسم «آدم فضل» يتردد من هو آدم فضل؟ وهو على كل حال افضل من «حتيكابي» يا عادل الباز، على الاقل من ناحية المظهر والاهتمام بالشكل العام والاناقة ويقود سيارة يابانية، ولا يحمل صحفاً قديمة بين يديه، ومن ناحية اخرى فإن التصريح هذا قد حقق للانتباهة جزءاً من سياستها في مناهضة التقارب مع الجنوب، وبالتالي يكون هذا التصريح للاثنين -فضل والانتباهة- وافق شن طبقة».