أصدر معتمد محلية الخرطوم عمر نمر مرسوما محليا مؤقتا قضى بمنع غسيل العربات فى الشوارع الاسفلتية لتسبب مياه الغسيل فى اهتراء طبقة الاسفلت وتلفها وتردى البيئة والمظهر العام ، ودعا نمر المواطنين الى تحمل مسؤولياتهم ورفع درجة الحس الوطنى والابتعاد عن ارتكاب المخالفات. كأن السيد نمر قد قضى على كل السلبيات الموجودة فى عاصمته الحضارية ولم يبق الا غسيل السيارات ليمنعه منعا باتا بمرسوم ان لم يطبق المواطن ما يريد فإنه سيتعرض للعقوبة الصارمة . رغم ان من يستحق العقوبة فى اعتقادى هم شركات النظافة اصلها وفروعها لتجاهلهم فى الاسبوع الماضى وحده اكوام القمامة فى الشوارع والازقة لدرجة صعبت معها محاولات استنشاق الهواء النقى بعد ان قام بعضهم بحرق الاوساخ داخل الحاويات الموجودة فى الشوارع لدرجة تصاعد معها الدخان الاسود الكثيف الذى غطى مجمل الاجواء وسد منافذ التنفس فادخل بعضهم فى( حسابات مرضية) ان جاز الوصف اذ ظل الدخان (يلوى) ويتلوى فى الفضاء ويدخل كل بيت بلا استئذان بل غصبا عن اهل المنزل فكشف عن تلوث ملموس ومحسوس. اسفلت شوارع الخرطوم لم يهترىء بتدفق مياه غسيل السيارات بل اهترأ بالاهمال وسوء التنفيذ وغياب المراقبة والصيانة ما ادى الى تآكله وغياب طبقاته. شوارع العاصمة الحضارية تحتاج ل(مراجعات حتى تكتمل الصورة) التى يود رسمها المعتمد والتأمين عليها بوجود شوارع خالية من المخلفات وغسيل السيارات وتجوال الباعة والبائعات وشوالات الفريشة ولكى تكون العاصمة خالية من (المناظر غير الحضارية) لابد من انفاق مال يعدل الطريق ليصبح السير فيه ممكنا ومستحقا وبعد ذلك ستصل قناعة المواطن سقفها النهائى فيحارب مع المعتمد كل من يغسل سيارته على الاسفلت. اخاف ان تأتى حملات المعتمد التنظيمية مثل حملات وزارة الشؤون الاجتماعية فى جمع المشردين الذين كلما تم القبض على واحد منهم تسرب الآخر من بين ايديهم وعاد لمرتعه الاول وتوسد يده اليمنى امام هذا المسجد او ذاك واشترى مؤونته من السلسيون فحلق فى اجواء اخرى بعيدة عن الضمان ( الاجبارى) والرعاية . لذلك لابد من تدوين قياس اتجاه بوصلة الاستقرار الذى يتمناه الفريشة والجائلون الذين يتخذون من شارع المك نمر مكانا مربحا لبيع الساعات والملابس والمشابك وجديد على الخط ملصقات ميكى ماوس واسبونج بوب. لم يكن وجود الباعة الجائلين او الفريشة فى الخرطوم نبت لوحده بل جاءت بدايتها مثل كل البدايات ببعض الافراد ثم لحق بهم البعض الآخر عندما وجد الجميع انه يمكن التجوال بحرية تامة وخطوات ثابتة لايتخللها عين الرقيب ماجعل افئدة بعض الاقران تهوى اليهم و(تهوى) ذات التجارة التى يتعرضون فيها لشمس حارقة فى عز الصيف وعلى ظهورهم وايديهم ورقابهم بضاعة لا ادرى كيف وجدت طريقها الى السودان اصلا فمعظمها مرتبط ب(التدوير) و ليته كان من الدرجة الاولى ان صح منحه درجة. ظواهر سالبة كثيرة فى الخرطوم سيدى المعتمد وقبل ان تبعث بمرسوم هنا وآخر هناك يحكى عقوبة صارمة عليك بحملات توعية مكثفة تفتح الطريق لكسب سلوك ايجابى يجعل الابتعاد عن ارتكاب المخالفات امراً حتمياً نابعاً من الدواخل همسة لا اليوم يومك ولا الأمنيات فلقد غاب المساء الوردى ..حينا وأخذ الصباح مكانا لشخص ..لم يكن يرقص على إيقاع قديم.....