٭ هل النشاط الجمالي والإبداعي كف ان يكون سعياً الى الجمال المطلق وترطيب الحياة.. هل صار سلوكاً والتزاماً يصل بالمبدع إلى لقاء الموت.. ٭ هذه خاطرة ذات شجون.. فعلاً هى موضوع قديم وجديد حقيقة انسانية كبيرة من العبث والسذجة الحسم في شأنها بشكل مطلق. ٭ أفلاطون في جمهوريته جعل الموسيقى تربية وقسمها الى قسمين الاولى حربية تربي على الشجاعة.. والثانية ناعمة تربي على رهافة الحس.. ولكنه تنكر للشعراء وخاف قلمهم ولسانهم ونصح أهل جمهوريته.. اذا طرق مدينتهم شاعر ان يعقدوا على رأسه اكليلاً من الزهر ويصرفوه عنهم بالحسنى.. لا مكان للشاعر في الجمهورية وللموسيقى المكان الاول. ٭ تناقض طريف سقط فيه فيلسوف شاعر كم وصفه معاصروه بعد ان سكروا بحديثه الذي يقطر عسلاً.. مسألة غريبة يقابلها من جانب آخر موقف لقائد غربي هو (غليوم) امبراطور ألمانيا حين قال: علموا أولادكم إلياذة هوميروس.. واعتبروها مدرسة اخلاق ورجولة. ٭ هوميروس حين كان يجول بمزماره بأحياء اليونان وينشد قصائده ما كان إلا ثرايادورا ينشر الترفيه والفرح والسلام.. ويبقى التناقض جرحاً في وعي الفنان.. شاعراً او موسيقياً.. اديباً أو قاصاً.. يبقى سؤالاً حرجاً.. اتراه يكتفي بخلق الجمال.. ام يترك برجه العاجي وينزل الى السوق ويضع كلاماً للصراع والقتال.. وصنع المصائر الجديدة. ٭ والمبدع لو شاء ان يفصح عن نفسه ان ينكأ الجراح ويصير ناراً وباروداً.. ايتاح له ذلك؟ ام تنقض عليه المناوشات وتطبق على فمه قبل ان يفوه بكلمة حق؟.. اسئلة يقشعر لها وعي المبدع ولا تراه يملك أكثر من القشعريرة وقد لا يكون قادراً حتى عليها. ٭ في زمن الانتخابات العينة انتزعت نفسي من هذه الخاطرة المفزعة ودفنت نفسي في ديوان المتنبي وسمعت صوته يقول: فؤاد ما تسلبه المذاق وعمر مثل ما نهب اللئام ودهر ناسه ناس صغار وان كانت لهم جثث ضخام وما انا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام أرانب غير أنهم ملوك مفتحة عيونهم نيام هذا مع تحياتي وشكري