بعد انفصال الجنوب وخروج معظم منشآت النفط من البلاد ومع تداعيات احتلال هجليج وتدمير بعض منشآت البترول فيها من قبل جيش دولة الجنوب .. عمدت البلاد الى تسريع وتيرة استخراج النفط ، وهناك في جنوب كردفان بدأت ملامح مسيرة النفط الجديدة تتشكل .. عبر وزارة النفط والشركات التابعة لها وبشراكة مع مستثمرين اجانب ومجهودات شركات وطنية في تنفيذ مشاريع النفط .. بدأت الجهود تؤتي اكلها ، ( الصحافة ) تتبعت مسيرة النفط الجديدة ووثقت سفر خروج البترول الثاني من باطن الارض في منطقة بليلة بجنوب كردفان النائب الأول : تدشين ضخ نفط وميلاد ولاية زار النائب الاول علي عثمان محمد طه حقول البترول بمنطقة بليلة التي تعتبر اول حقول بترول تكتشف وتنتج بعد انفصال الجنوب ، وافتتح مطار بليلة الذي يقدم خدمات النقل والترحيل للشركات العاملة في البترول ، ودشن بدء ضخ خام البترول في خط الانابيب الى مصافي البترول بالبلاد ، واعلن من هناك عن اكتمال اجراءات انشاء ولاية غرب كردفان والتي ستكون فرحة اعلانها متزامنة مع اعياد الاستقلال . حقل النجمة .. زيتنا في بيتنا اكتشف في اكتوبر 2011 بعد انفصال دولة الجنوب في منطقة ( برصاية ) محلية السلام ،وبدأت الانشاءات في شهر مارس من العام الجاري وافتتح امس الاول ، تمتلكه شركة استار اويل بشراكة بين انسان اليمنية 66% وسودابت السودانية 34% ويحتوي الحقل حاليا على اربع آبار بدأت الانتاج ب(6) ألف برميل تتصاعد لتصل الى (25) ألف برميل في غضون اشهر ، وحقل النجمة يقع في مربع 17 على بعد 44 كيلو متر من بليله ، وحقل النجمة او برصاية كما يطلق عليه نفذت كل الانشاءات شركات سودانية ، حيث شيدت شركة دال محطة الكهرباء بطاقة 6 ميجا واط وشركة فايكوم اعمال شبكة توزيع الكهرباء بينما قامت شركة رام بحفر الآبار وخطوط الانابيب ونفذت شركة اسوار محطة المعالجة وبلغت التكاليف الكلية 70 مليون دولار . يوم في حياة عوض أحمد الجاز رؤيوي يبدأ سفر خروج النفط الثاني مَنْ مِنْ الوزراء من يمكننا ان نصفهم بأنهم (رؤيويون) البعض يستلم وزارته ويخرج منها دون ان يترك بصمته او رؤاه ، وحده وزير النفط عوض احمد الجاز وضع رؤيته واستخرج نفطا من الارض وانعش الناس زمنا قبل ان ينقلب الحال مع انفصال الجنوب وخراب منشآت نفط هجليج .. بدأ الجاز سفر خروجه الثاني ميما شطر جنوب كردفان حيث عمل بجهد مع شركاء سودانيين واجانب .. وهناك نجح في استكشاف حقول جديدة واستخرج منها زيتا وصل امس الاول الى شرايين مصافي البترول بالابيض والجيلي .. وصفناه بالشخص الرؤيوي لانه يتقدم الصفوف ويمضي وحده ويكون اول الواصلين ويتفهم وجهات نظر الجميع .. آمن بقضية واحدة هى ايصال الوقود الى شرايين الاقتصاد .. عمل بكل بساطة ودون تعقيدات صناعة النفط ان يستمتع الجميع بطاقة النفط .. في جلسة صفاء ومساره ومصارحة ومكاشفة بعيدا عن اجهزة تسجيل الصحفيين تبدت ملامح الجاز كشخص رؤيوي وبسيط وملهم ووطني مخلص .. بدأ الجاز وهو يقدم مكونات عمليات استخراج النفط ومن ورائه ستار من ظلام الليل كما رائد آبل ستيف جوبز في تقديم منتجاته .. ترى هل كان الجاز حقا برومثيوس السودان وهويحمل مشعل النار كديس خلاء يتسلق شجرة عيد الميلاد عندما تذهب الى طلمبة الوقود لتزود سياراتك ببضعة جالونات من البنزين تذكر ان صناعة النفط مكلفة وتتطلب مجهودات جبارة تستغرق شهورا واعواما ، تبدا عملية استكشاف البترول بعمل دراسات جيولوجية ومسح اولي وثنائي الابعاد واخيرا مسح ادق ثلاثي الابعاد وتحليل طبقة الزيت ثم حفر بئر تسمى ( وايلد كات ) او كديس الخلاء وهى بئر مكلفة لمعرفة حجم الاحتياط والكميات التي يبشر بها الحقل ثم تركب معدات الضخ من طلمبات وغيرها والتي تعطي البئر شكل شجرة عيد الميلاد ، وترتبط كل بئر بشبكة طرق وكهرباء وتوصل انابيب من كل بئر لانابيب اكبر وتحول الى محطة الانتاج المبكر لتنقية والمعالجة وعزل الماء الى محطة المعالجة المركزية لتتم باقي المعالجات ويتحول النفط الى زيت تجاري ويعاير باحد الخامات المعروفة مثل برنت والنيل والعربي الخفيف عبر بلف رئيس ينتقل الخام الى خط الانابيب. الدليل البسيط في شرح عمليات النفط انها ليست مباني ( بوش هاوس ) في جادة دبليو سي تو بقلب لندن حيث مقر هيئة الاذاعة البريطانية .. انها معسكر بليلة التابع لشركة ( بترو انجري ) صاحبه الامتياز الاكبر في مربع 17 الذي يغطي معظم ولاية جنوب كردفان .. وعندما تطأ اقدامكم في المرة القادمة حقول البترول عليكم اختبار معرفتكم بمصطلحات النفط .. اليكم دليل مبسط : O GM محطة تجميع النفط من الآبار E P F محطة معالجة انتاج النفط المبكرة CPF محطة معالجة النفط المركزية ASOGشركة اسوار للنفط والغاز ADF الشركة الافريقية لحفر آبار البترول B BC معسكر بليلة لشركة بترو- انرجي حقل البرصاية .. مسيرية قدام تظل اسماء القرى مجهولة الى ان تتفتح عليها خزائن القدر .. وليس هناك منطقة ينطبق عليها الامر سوى منطقة ( البرصاية ) بمنطقة بليلة محلية السلام جنوب كردفان ، ففي بضع شهور تحولت من قرية منسية الى علم في سماء العالم وبات اسمها خفاقا في صناعة النفط ، وسيحمل الحقل المكتشف في ارضها اسمها الى الابد وسيسرد الاجداد بالبرصاية قصصهم لابنائهم والابناء الى ابنائهم الى ابد الدهر عن ليلة القدر التي جاءت والتي حملت خدمات التعليم والصحة والمياه الى القرية .. حق لابناء القرية ان يفرحوا ويرقصوا على انغام النقارة وان يهتفوا " مسيرية قدام " القادة : صلوات .. وصولات عندما تقف في لحظة تجلي بعد اداء صلاتك .. تفكر في حال رعيتك .. ياتيك الالهام متجليا في لحظات صفائك وتقرر بشأن القرار الذي سهر بك الليالي واشغل بالك واضنى جسدك.. انها واحدة من اللحظات التاريخية التي يقف فيها القادة عند جلسة صفاء روحية وجسدية .. عندها تجلس مع قائد جندك العظيم الذي عند ادلهام الخطوب تجد عنده الخبر اليقين والنصر المبين .. ومن غير قائد الفرقة 22 اللواء كمال عبد المعروف بطل تحرير هجليج عندها فقط يمكنك ان تشير بيديك اليه بعلامة القبول وتقول له ( انت كدة) ، .. سألت والي ولاية جنوب كردفان احمد هارون عن القيادة والمسئوليات في لحظات التجلي اجاب : الاجتماعات الرسمية مجرد اخراج وانما الافكار الاساسية تاتي من لحظات الالتقاء بالمسئولين في اوقات الصفاء حيث تتنزل البركات . بدايتي نهايتي .. ونهايتي بدايتي لكل شئ بداية ونهاية واحيانا نهاية الشئ بدايته .. ولعل النفط هو اكثر الامثلة على ذلك ، فبعد موت الكائنات الحية وتحللها وتحت ضغط ملايين السنين تتحول تلك العضويات الى نفط .. ليستخرج ويضخ في مستحثات الصناعة ويمنحها الحياة التي توفر لنا الملبس والمسكن والترحيل والحياة .. هنا تقف دابة الارض على نصف جزع الشجرة الميت لتحيله الى حياة داخل جسدها لتموت وتتحول الى نفط