أكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، أن حظوظ بقاء حكومة بشار الأسد «ضعيفة للغاية، بينما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله امس، أن سوريا مهددة بالتقسيم أكثر من أي وقت مضى، داعيا إلى تسوية سياسية، ومشدداً على عقم الحل العسكري. ونقل موقع «بازتاب» الناطق بالفارسية أن تصريحات رفسنجاني جاءت خلال استقباله وزير النفط العراقي السابق، إبراهيم بحر العلوم. وفي إشارة إلى المجازر الأخيرة في سوريا، قال رفسنجاني إن «الأزمة السورية أصبحت أكثر تفاقماً بعد كل هذا القتل والتشريد والتدمير». وأضاف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الذي يتخذ مواقف تختلف عن المواقف الرسمية الإيرانية تجاه الشأن السوري، أن «هذه الأعمال تعقد الأمور. والشعب السوري لن ينسى ما حدث، خاصة أن هناك مجموعات مسلحة مختلفة في سوريا لا تخضع لأي أوامر». وتتضارب تصريحات رفسنجاني مع الموقف الرسمي للمرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي يرى أن الأحداث السورية بمثابة مؤامرة أجنبية، حيث وصف ذات مرة الثورة السورية بأنها «نسخة مزوّرة للربيع العربي»، متهماً كلاً من أمريكا وإسرائيل بتحريكها. إلى ذلك، عاد رجل الدين الإيراني مجتبى حسيني، مندوب المرشد الإيراني الأعلى في سوريا، إلى بلاده، إلا أن تاريخ هذه العودة غير معروف، وذكر موقع «دجربان» المتخصص في رصد شؤون التيار المحافظ الحاكم في إيران، أن حسيني «شوهد قبل شهرين في العاصمة السورية». وتعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أهم داعم للرئيس السوري الأسد، الذي يواجه ثورة شعبية مناهضة له منذ عامين. وتوقفت الزيارات الدينية والسياحية من إيران إلى سوريا منذ فترة مع اشتداد الأزمة في سوريا، حيث تم إلغاء رحلات الطيران بين البلدين. من جانبه، قال نصرالله في مراسم إحياء ذكرى أربعين الحسين التي أقيمت في بعلبك ونقلها تلفزيون «المنار» التابع لحزبه مباشرة على الهواء: «أخطر ما تواجهه منطقتنا وأمتنا في هذه المرحلة وخصوصا في السنوات الأخيرة هو مشروع إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي أو جهوي». وأضاف «موقفنا المبدئي والعقائدي هو رفض أي شكل من أشكال التقسيم أو دعوات الانفصال أو التجزئة في أي دولة عربية أو إسلامية، وندعو إلى الحفاظ على وحدة كل بلد مهما غلت التضحيات، مهما كانت الصعوبات والمظالم، ومهما كانت المطالب محقة». وتابع نصرالله «هذا الأمر يهدد اليوم العديد من البلدان العربية من اليمن إلى العراق الى سوريا المهددة أكثر من أي وقت مضى الى مصر الى ليبيا حتى الى السعودية، هناك مشاريع تقسيم ومخططات انقسام يجب أن تواجه هذه المخططات».