شن نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلطان، أمس الثلاثاء، هجوماً شديداً على إثيوبيا، لأنها تتسبب في الإضرار بحقوق مصر بمياه النيل، وتعبث بالمقدرات المائية للسودان ، لقيامها بإنشاء (سد النهضة) على حدودها في السودان. وأكد في اجتماعات المجلس العربي للمياه،بالقاهرة أن «سد النهضة تصل طاقته الاستيعابية من مياه الفيضان لأكثر من 70 مليار متر مكعب من المياه، ويقع على ارتفاع 700 متر، وإذا تعرض للانهيار فإن مصير الخرطوم الغرق تماماً، بل سيمتد الأثر حتى السد العالي». وأضاف الأمير خالد، أن «مصر هي المتضرر الرئيسي من إقامة سد النهضة الإثيوبي، لأنه لا يوجد لها مصدر مائي بديل مقارنة بباقي دول حوض النيل، وإقامة السد على بعد 12 كيلومتراً من الحدود السودانية يعد كيداً سياسياً أكثر منه مكسباً اقتصادياً، ويشكل تهديداً للأمن الوطني المصري والسوداني». وشدد على أن «هناك أصابع تعبث بالمقدرات المائية للسودان ومصر، وهي متجذرة في عقل إثيوبيا، وجسدها، ولا تترك فرصة للإضرار بالعرب إلا انتهزتها». وأشار إلى أن «إقامة السد تؤدي إلى نقل المخزون المائي من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الإثيوبية، وهو ما يعني التحكم الإثيوبي الكامل في كل قطرة ماء، فضلاً عن حدوث خلل بيئي يتسبب في تحريك النشاط الزلزالي في المنطقة، نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمي، المحتجز أمام السد، والتي يقدرها الخبراء بأكثر من 63 مليار طن، والعجز المائي لمصر سيبلغ 94 مليار متر مكعب عام 2050». وأوضح أن «المعلومات مفزعة ومن الضروري ألا نهون من خطرها في الوقت الحالي وتداعياتها في المستقبل، فهي تبين أن التهديد قائم، والصراع مستمر ودائم في مواجهة مصر، وأمنها المائي، بالإضافة إلى تحرك دول أعالي النيل للمطالبة بإعادة التخصيص لنصيب مصر من مياه النيل، وهو ما يعد تهديداً حقيقياً لمستقبل مصر». إلى ذلك قال رئيس مجلس الوزراء المصري، هشام قنديل، إن السودان يمثل عمقا استراتيجيا لمصر كما أن مصر هي عمق استراتيجي للسودان. وشدد قنديل خلال لقائه امس مع وزير الموارد المائية والكهرباء أسامة عبدالله بحضور وزير الموارد المائية والري المصري محمد بهاء الدين، على أهمية الدفع بمعدلات التنمية في كافة دول حوض النيل، موضحا أن مصر تدعم جهود التنمية في تلك الدول من خلال مجموعة من الاستثمارات والتعاون الفني وبرامج تنمية القدرات. وتناول اللقاء سبل تفعيل الاتفاقيات الموقعة والآليات القائمة لتحقيق مصالح شعوب المنطقة. من جانبه دعا زعيم حزب الامة، الصادق المهدي، إلى سد نوافذ الخلافات بين دول حوض النيل وقال إنه بالرغم من اعتراف دول حوض النيل بالسيادة المشتركة للمياه إلا أنه توجد حاليا حالة من الاستقطاب نتيجة الخلافات الداخلية ببعض دول حوض النيل مثل انفصال الجنوب عن الشمال في السودان. وأشار المهدي في كلمته أمام مؤتمر المجلس العربي للمياه بالقاهرة أمس إلى أن الخلافات أوجدت فرصة لتدخل القوي الخارجية خاصة أن المنطقة مستهدفة نظرًا لتميز مواردها ومواقعها. وأكد ضرورة سد كل الخانات والنوافذ التي يدخل منها التآمر وإزالة اسباب التوتر بين دول حوض النيل.