نشبت خلافات حادة داخل أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالقضارف بعد قرار الحزب بدعم مرشح المؤتمر الوطني في انتخابات منصب الوالي عقب زيارة احمد سعد عمر بتكليف من رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني. وكشف القيادي بالحزب علي السيد في تصريح ل «الصحافة» عن محاسبة القيادي احمد سعد عمر في اول اجتماع للمكتب القيادي بسبب تصريحه بدعم مرشح المؤتمر الوطني لمنصب والي القضارف. وقال السيد «لن نسكت وسنحاسب احمد سعد وكل من معه»، ووصف الذي حدث بالقضارف بأنه أخطر بكثير من المشاركة بإعتبار انه يذوب مؤسسات الحزب تماماً في المؤتمر الوطني. واوضح المتحدث الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بولاية القضارف بابكر ميرغني ل «الصحافة» إن القرار الذي اتخذته الهيئة التنفيذية قبل زيارة احمد سعد عمر كان واضحاً وهو عدم دعم مرشح المؤتمر الوطني، وقال إن الهيئة التنفيذية باعتبارها اعلى سلطة للحزب في الولاية قررت بالإجماع عدم دعم مرشح الحزب الحاكم. وكشف رئيس الحزب وزير التربية والتعليم بالقضارف، محجوب حسن دكين، ان سعد حمل مذكرة من الميرغني تدعم مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة بعد تفاهمات سياسية تمت بين الحزبين في المركز والولاية، حيث أخلى المؤتمر الوطني دائرتين في ولاية الخرطوم للاتحادي. وقال دكين إن الأصوات التي رفضت المذكرة هم يساريون ما يؤكد ان الحزب مخترق وهم لا يملكون سندا شعبيا ولا قبولا، وقال «هذا تيار علي السيد الذي حظر الحزب نشاطه بعد أن اتضحت ميوله اليسارية» وقال ان ما تم من اشتباكات بين ممثلي المحليات مع اليساريين بالحزب يؤكد أن المعارضين للخطوة يحملون أجندة اخرى، واضاف «بعض اليساريين نقلوا حديث احمد سعد عمر وما تم داخل الاجتماع عبر الهاتف، مشيراً الى أن «الاتحاديين الأصليين والختمية هم أصحاب القرار وليس الوافدون الذين جاءوا بالتكليف وليس بالقواعد». من جهته، كشف مسؤول الأمانة العدلية بالاتحادي الاصل في القضارف، رمزي يحيى، عن رفض قرار دعم مرشح المؤتمر الوطني بالإجماع من داخل اجتماع المكتب التنفيذي مع احمد سعد عمر، مشيراً الى أن ذلك يتعارض مع نهج حزبه الذي يتبنى الديمقراطية ويسعى إليها وقال «لا يمكن أن يدعم حزبه الوطني الذي لا يؤمن بالديمقراطية»، ونفى وجود أية مذكرة من الميرغني الذي اقر في وقت سابق بترك مثل هذه الامور لقيادات الحزب في الولايات. وأبان رمزي ان أعضاء المكتب السياسي يعلمون تماماً ان القرار أو المذكرة لا أساس لها من الصحة لذا جاء الرفض القاطع وسط هتافات مناوئة تؤكد مبدأ الرفض. إلي ذلك، وصف عدد من قيادات الحزب الاتحادي الأصل بالقضارف في حديث ل»الصحافة» ان ما تم من سعد وعرضه للمذكرة يؤكد خروجه عن مبادئه، وطالبوا بمحاسبة كل قيادي يزج باسم الميرغني والحزب في أغراض شخصية من اجل المناصب والسلطة.