٭ سبق وأن وأشرنا للطريقة المختلفة والمتخلفة التى نشجع ونتعامل بها مع كرة القدم إذ أن كل العالم يركز على ما يجرى داخل الملعب ويهتم بالعنصر الأساسى فى اللعبة وهو اللاعب أما نحن فنتعامل بالمعكوس حيث إننا نهتم بكافة التفاصيل التى هى خارج الملعب فيما يأتى اهتمامنا بالميدان وتفاصيله فى آخر القائمة إضافة لذلك فإن كل العالم يتعامل مع الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص على أساس أنها منشط للمتعة ومساحة زمنية للترفيه والسياحة وفرصة للإنفعال الداخلى أما هنا فالأمر مختلف تماما حيث إن الغالبية «وخاصة أنصار الفريقين الكبيرين أو كما يقال عليهما طرفى القمة - المريخ و الهلال» فيتعاملون مع هذا المنشط وكأنه أداة لتصفية الحسابات وفرصة للتشفي وموقع للتناحر والقطيعة ومزرعة يزرعون فيها بذور الفتنة والتعصب وينظرون للمباريات وكأنها حرب الفائز فيها بطل والخاسر فيها كالذى ارتكب جرما أو حلت به مصيبة أو لحق به عار أو ألمت به فضيحة.. وبالطبع فإن السبب فى كل هذه المفاهيم الخاطئة والمتخلفة والرجعية هو جنوح بعض أقلام الإنتماء الصارخ والمتفلتة وسعيها لترسيخ مفاهيم التفرقة وروح العداء والكراهية فى قلوب وعقول عشاق اللعبة. ٭ وبقراءة للواقع الكروى فى السودان فنجد أن الإدارة مثلا تجد الحظ الأوفر من الاهتمام خاصة الإعلامي كما أن الأزمات الإدارية تحظى بالقدر الأكبر من التناول وتحتل المرتبة الأولى من بين المرتكزات الأخرى عندنا هنا التعقيد والعصبية «ذاك مريخى يجب عدم احترامه وهذا هلالى لا يستحق التقدير ولماذا هذا مريخى ولماذا لا يكون هلاليا لدرجة أن البعض لا يثق فيمن يخالفه الانتماء، الكل هنا مدربون وخبراء فى اللعبة وجميعهم يفهمون فى الممارسة وكلهم علماء فى التحكيم، فالجميع مثلا لهم رأي فى أي مدرب والكل يوجهون إنتقادهم للحكم، فالهزيمة هنا سببها الأول والرئيس هو الحكم ومهما تكن درجة عدالته فهو المتهم الأول، نكثر من السخرية والاستفزاز ونوجه الإساءة تحت ستار النقد ونشتم ونتهم ونتعدى تحت مظلة حرية التعبير، أصبح العاشق الكروى يخشى قيام مباراة لأنه يتخوف «درجة الرعشة» من أن تلحق الخسارة بفريقه وإن حدثت «فالقيامة قامت» خاصة وأن الصحف الملونة تستغل هذه الهزائم حيث تسعد الصحف الزرقاء عندما يخسر المريخ وعندها تجد فرصتها فى التشفى فيه والاستهزاء به والسخرية منه ومن جماهيره وإدارته ومجتمعه كافة ويتكرر المشهد فى حالة أن ينهزم الهلال فوقتها تتبنى الصحف الحمراء مسؤولية الرد على ما كتبته الأقلام المعادية لفريقها. ٭ وإن أردنا التأكد من أننا نشجع كرة القدم بإسلوب بدائي ورجعى فعلينا أن نتوقف فيما يجرى الآن من أحداث حيث الاهتمام الكبير والتعقيد والفوضى والهرجلة والتردد وتعدد الآراء فى قضايا هامشية فى قاموس كرة القدم وهى بعيدة عن الملعب، فمثلا الأزمة الإدارية الناشبة الآن فى الهلال والتى أصبحت هى موضوع الساعة فى الوزارة الولائية وداخل النادى حيث يستمر جدل بيزنطى فى قانونية مجلس إدارة نادى الهلال فهناك من يراه شرعيا وآخرون يطالبون وينادون بتعيين مجلس تسيير بحجة أن المجلس غير شرعى يحدث هذا وكأن الرياضة هنا تدار بمنطق آخر غير القانون، أيضا هناك قضية النقل التلفزيونى فبرغم أن هناك اتفاقا مسبقا إلا أن العملية لم تكتمل وكأن الموضوع «لعب عيال»، أحداث غريبة تصاحب المباريات، خصام طوال السنة بين بعض الإعلاميين بسبب تبعية هذا لهذا الإدارى وولاء ذاك لإدارى آخر ويعمل كل طرف على فضح الآخر والتشهير بزميله والقارئ يطالع الفضائح على الصحف، الكل يتعامل بالمبدأ السياسي المتشدد الذى يقول «من ليس معنا فهو ضدنا»، فواصل من الفوضى والهرجلة تملأ الساحة وأهل المسؤولية يتفرجون ويكتفون بالصمت ويبدو أنهم يستمتعون بهذا الحال المايل وهذه الأوضاع المشقلبة - و لكن إلى متى؟ ٭ وإن جاز لنا أن نسمى الأسباب فنرى أنها عديدة أولها وأبرزها أننا نعيش أزمة مفاهيم أما السبب الثانى فهو يتمثل فى الإعلام المنفلت والمتشدد والذى يمارس التعصب جهرا ويتخطى الحواجز ولا يحترم الآخرين ويتعدى عليهم ويرى فى القلم أداة للتشفى والإرهاب ووسيلة لزرع الفتنة والكراهية والقطيعة ويتعامل مع الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد من زاوية أنها مجال لممارسة الهوايات الخاصة والخبيثة وبالطبع فإن الذى يشجع هؤلاء هو صمت جهات الاختصاص والمعنيين بأمن هذا البلد وحماية مجتمعه. ٭ فى سطور ٭ شهادة أى إنسان فى خصم له مشروخة ولا تقبل ولا أحد يعترف بها ٭ الذى لا يحترم الآخرين فعليه أن لا ينتظر أو يتوقع احترامهم ومن له رأي فى الناس فعليه أن يعرف أن للناس أراء ايضا. ٭ بالطبع فإن المريخاب لا يقبلون أى مقترح من أي هلالي مهما كانت قيمته وكذا الهلالاب. ٭ إساءة الناس «لا هى شطارة ولا رجالة أو فلاحة». ٭ ليس هناك أسهل من أن تسئ للآخرين وتهاجمهم وتتعدى عليهم وتتهمهم خاصة إن كنت «صحافيا». ٭ الحوار الذى أجراه الزميلان «أحمد محمد أحمد وياسر قاسم» مع الأخ جمال الوالي رئيس مجلس إدارة نادي المريخ ونشره موقع «الكوتش» وحرصت العديد من الصحف على نشره جاء قويا وشاملا كان الوالي خلاله صريحا وجريئا فى كل ردوده وكشف عن العديد من الحقائق والمعلومات المهمة. ٭ لم ولن يسلم كل من يتقلد منصبا فى أى موقع رياضي «فى اتحاد أو ناد» من الهجوم والاستفزاز.