القضارف: عمار الضو: رغم كثرة الحوادث المرورية فإن المستشفيات بولايات الشرق خاصة كسلاوالقضارف تعاني أزمة حادة في الاختصاصيين والأجهزة الحديثة التي تمكن من استقبال مصابي الحوادث، ونتاج لهذا النقص يتم تحويل معظم الحالات الى العاصمة ومدني، وكثير من المصابين يفارقون الحياة في جبال الفاو وكوبري حنتوب قبل وصولهم ود مدني، وذلك لانعدام اختصاصيي العظام والإصابات والمخ والأعصاب بالقضارفوكسلا، فيما تشكو المرافق الصحية بولايات الشرق من نقص الدعم المادي والفني لمجابهة هذه الحوادث وإسعاف المرضى. وازاء هذا النقص في المستشفيات الواقعة على طرق المرور السريع، حمَّل الدكتور محمد سعيد تركاي وزير الصحة السابق بولاية كسلا واختصاصي الجراحة، وزارة الصحة الاتحادية وحكومات الولايات مسؤولية ضعف الخدمات الطبية بالمستشفيات، مشيراً إلى أن الوزارة الاتحادية خصصت مبلغ «120» ألف جنيه لكل ولاية لعلاج الطوارئ والحوادث، وانه لم تتم زيادة هذا المبلغ منذ عام 2006م، وأضاف قائلاً: «وقتها كان سعر الدولار يساوي «2500» جنيه والآن ارتفع الى «7500» جنيه»، مضيفاً أن هنالك بعض الادوية غير موجودة في الامدادات وتستجلب من الاسواق وهي قد ارهقت الولايات بالصرف على الحوادث والطوارئ، وقال إن ضعف البنيات التحتية في المراكز الصحية والمستشفيات يعود لتجاوزها عمرها الافتراضي، وأنها أصبحت غير مهيأة لاستقبال الحوادث المرورية، حيث لا تتجاوز نسبة التهيئة 50% لانعدام الكوادر الطبية خاصة اختصاصيي المخ والأعصاب والعظام، مشيراً إلى أن هنالك بعض الحالات الحرجة كالنزيف في المخ والكسور المركبة تحول الى العاصمة، وقال إن حكومة ولاية كسلا لم تعط الصحة أي اهتمام، حيث تم صرف مبلغ «5» ملايين جنيه في صيانة المستشفى ولم تتجاوز الصيانة مبلغ «500» جنيه، حيث يعاني المستشفى من انهيار في الخدمات الطبية وانعدام الصرف الصحي والمياه، مبيناً أن هنالك جهاز أشعة مقطعية تم استجلابه لمستشفى كسلا بمبلغ تجاوز المليون جنيه ظل معطلاً لأكثر من أربعة أشهر، وقال يجب أن يتقي حكام الولايات الشرقية الله في الفقراء والمساكين ويعطوا الصحة أولوية قصوى. ومن جهته طالب دكتور مصطفى إبراهيم مدير عام مستشفى الفاو التعليمي بزيادة نسبة الدعم الاتحادي لعلاج الطوارئ والإصابات واستقبال الحوادث المرورية التي تقع في الطريق القومي، مشيراً إلى ان مستشفى الفاو يعاني انعدام اختصاصيي العظام والأشعة المقطعية وأطباء الامتياز، وأنه يحتاج الى عشرين طبيباً، وأن الموجود منهم لا يتجاوز ال 60%، وقال إن المستشفى يحتاج الى «150» سريراً لاستقبال الحوادث والإصابات، وكشف مدير عام مستشفى الفاو أن حكومة الولاية ومعتمد المحلية قاموا بسد الفجوة والنقص في الخدمات الطبية لاستقبال الحوادث والإصابات في المستشفى بتوفير سيارات إسعاف ومولد كهربائي سعة «110» واط، ومعدات معملية وأسرة وجهاز تعقيم بجانب غرفتين لعملية كبيرة. ومن جهته دعا دكتور مهند قرض مدير طبي مستشفى الحوادث والإصابات بالقضارف إلى تدريب الكوادر الطبية وتهيئتهم لاستقبال الحوادث المرورية وحالات الطوارئ والإخلاء وكيفية التعامل معها، بجانب توفير زي موحد، مشيراً الى ان حوادث القضارف تستقبل اكثر من «150» الى «200» مصاب في الشهر من الحوادث المرورية والإصابات، بالرغم من أن المستشفى يعاني من عدم توفر علاج الطوارئ الكافي، حيث تقوم المالية الاتحادية بتوفير مبلغ «42» ألف جنيه بجانب «30» ألف جنيه من المالية الولائية، وقال إن علاج مصابين حادث واحد يكلف «15» ألف جنيه، وأشار قرض الى اهمية استجلاب اختصاصيي مخ وأعصاب وإصابات الظهر والمفاصل. ومن جهته عزا العقيد شرطة كمبال حسين مدير شرطة المرور السريع بولاية القضارف الحوادث المرورية في الطريق القومي «القضارفبورتسودانكسلا» الى وجود الطريق في منطقة رعوية ومشروعات زراعية يوجد فيها الحيوان الذي أصبح من أكبر المعيقات على الطريق، بجانب سلوك السائقين والتخطي الخاطئ، إضافة إلى العوامل الطبيعية والأمطار والرياح، وطالب كمبال السلطات بإزالة الأشجار من الطريق وذلك لأنها تحجب الرؤية، مطالباً بتوفير الكوادر الطبية والوحدات الصحية على طول نقاط المرور السريع، وقال إن هنالك بعض الحالات تحتاج إلى إسعافات عاجلة مثل النزيف الحاد وتثبيت الكسور، مبيناً أن شرطة المرور السريع تقوم بإخلاء المصابين عبر كوادرها المنتشرة على طول الطريق القومي بسيارات الإسعاف والدوريات.