الخرطوم: محمد صديق أحمد : يتمتع السودان ويتميز بامتلاكه لقطيع متنوع من الثروة الحيوانية لا يقف عند حد الماشية فحسب بل يتعدى تنوعه ليشمل مختلف أنواع وصنوف الحيوانات البرية والمائية والبرمائية . فالخيل أو الخيول تقتطع مساحة مقدرة من الرقعة الديموغرافية للقطيع السوداني وتجسد اعتبارات ودلالات شتى لامتلاكها والعكوف على تربيتها من لدن المعتقد الإسلامي مرورا بالإرث الشعبي وانتهاء بالاستفادة المادية من تربيتها وولوجها في مضامير السباقات والمنافسات المحلية والإقليمية والعالمية غير أنه ونتيجة لتضافر جملة من المسوغات والأسباب لم تحتل الخيل المكانة التي تناسب قامتها في الاقتصاد الكلي بالبلاد أجملها والجون في حقلها في ضعف وتراجع العناية البيطرية التي قادت إلى تفشي بعض الأمراض على رأسها مرض «النجمة» التي بسببها يحرم على الخيول السودانية المشاركة في المنافسات العالمية علاوة على رداءة وإهمال دور التسابق بجانب ارتفاع الكلفة الاقتصادية لتربية الخيل التي يوازيها ضعف في العائد المادي من جوائز المنافسات رغم ارتفاع أسعار الخيول التي تتوزع بين «5680» ألف جنيه للمحلي إنتاج غرب السودان و«100120» ألف جنيه للإنتاج المحلي الخرطوم و«500600» ألف جنيه للمستورد. يقول عضو ومالك خيل بنادي الخرطوم محمد ابراهيم العماس إن ارتفاع كلفة تربية ورعاية الخيل غدا قاصما لظهر كثير من الملاك والمربين إذ لا تقل كلفة الحصان في اليوم الواحد عن 30 جنيها «ذرة + دخن + ردة + شعير + برسيم» في المتوسط بجانب كلفة الفايتمينات علاوة على ضعف وتراجع العناية البيطرية بالخيل إذ إن الخيول الأفريقية عموما مصابة بمرض النجمة وهذا سر عدم مشاركتها خارجيا وأضاف العماس أن العناية البيطرية غير متوفرة والاتحاد لا يملك صيدلية ولا توجد وحدة بيطرية داخل ميدان السبق ورئاسة البيطرة بالبلاد التي تقع على مرمى حجر من موقع ميدان السبق لا تتفقد الخيول بالميدان، وقال ليس هناك شاهد أكبر على ما ذهب إليه من نفوق أكثر مائتي من أميز الخيول جراء فقدان الرعاية البيطرية وزاد في أسى في خلال الشهر الماضي أصيبت الخيول بكحة لم يجدوا لها علاجا إلا باللجوء للأدوية البشرية. وعن أصول سلالات الخيول يقول العماس إما أن تكون إنتاج محلي من غرب السودان أو توليد «تهجين» بالخرطوم أو مستورد وأن أفضل السلالات الخيول الإنجليزية العربية التي تتمتع بالسرعة وقوة التحمل وأضاف أن أسعار الخيول تتباين تبعا لسلالتها إذ يبلغ سعر المحلي إنتاج غرب السودان «5680» ألف جنيه والمحلي الهجين «100120» ألف جنيه والمستورد «500600» ألف جنيه. ودعا العماس الاتحاد ونادي السبق للوقوف مع ملاك الخيول والسايسين والجوكية بالاتحاد والالتفاف حول هدف موحد والعمل على الارتقاء بميدان السبق الذي لطالما عجل بكسر أرجل خيول كثيرة وكشف عن الشروع في تكوين جسم تنظيمي جديد تحت مسمى الجمعية السودانية لملاك الخيول. وعلى صعيد الجوكية يقول الجوكي إسحق عمر أزرق الشهير بقرض إن مهمة الجوكي قيادة الحصان وتدريبه ومعرفة صفاته وأضاف قرض أن العائد من مهنة الجوكية غير مجز الأمر الذي حدا بكثير منهم للهجرة أو تركها علاوة على قلة الإقبال عليها ما شكل قطعا لتواصل الأجيال وزاد أن ثمة معضلات جمة تواجه الجوكية قوامها ضعف بل عدم التأمين عليهم بجانب ضعف العائد الاقتصادي منها عموما.