برغم التحوطات الكثيفة التي اتخذتها سلطات مصلحة الاراضي لحماية المواطنين من عصابات الاراضي من خلال فتح السجل للاحياء التي كانت خارج التسجيل واعادة التخطيط لبعض المناطق القديمة للقضاء علي نهج الحيازات التي تعتبر موئلا خصبا لعصابات الغش في مجال الاراضي ، برغم كل هذه التحوطات فلا زالت جرائم عصابات الاراضي متصاعدة فبينما بلغ اجمالي عدد الضحايا في العام 2005 «93» بلاغا تحت المادة «123» من القانون الجنائي زاد العدد في العام 2006 «5» بلاغات فقط ليبلغ «98» وفي العام 2007 تراجع العدد الي «82» وفي العام التالي 2009 ارتفع عدد الضحايا ليبلغ «103» وفي 2009 ارتفع الي 106 والملاحظ ان منطقة الخرطوم وبرغم ان كافة احياء الخرطوم محصنة من خلال خضوعها لسجل تسجيلات الهيئة القضائية الا ان المنطقة تعتبر الاكثر جاذبية واغراء لعصابات الاراضي لارتفاع الاسعار، وقد طالت ايدي عصابات الاراضي كافة الاحياء بدءا بالرياض والمنشية وكافوري وانتهاء بدارالسلام ومدينة الفتح. استاذ جامعي روي لي حكايته مع عصابات الاراضي التي باعت منزله الذي يقطنه وتقول التفاصيل انه بينما كان يقوم بري حديقة منزله بالرياض وقفت امام المنزل عربة فارهة ترجل منها رجل في العقد الخامس يبدو عليه الوقار وبعد التحية عرف الرجل نفسه وانه يعمل مديرا لاحدي المؤسسات وقد اشتري قطعة الفضاء المجاورة .. دار التعارف بين الرجلين وقبل ان يمتطي عربته عائدا قال الضيف انه اعجب بخريطة منزل مضيفه وسأله ان يسمح للمهندس الذي سيشرف علي البناء بمعاينة المنزل في وقت لاحق ، وافق الاستاذ الجامعي علي طلب ضيفه وفي الاسبوع التالي تلقي محدثي مهاتفة من جاره الجديد يفيد بانه سيأتي برفقة المهندس فاستقبلهم الرجل .. عاين الرجلان خريطة المنزل من الداخل ومضيا سبيلهما ، وبعد شهرين طرق احدهم جرس المنزل ليخرج الاستاذ الجامعي ووجد امامه مهندس المباني الذي سبق له معاينة المنزل وبعد التحية تحدث الضيف بهمس انه يراعي ظروف مضيفه ولكنه يحتاج لمنزله وبعد جهد ادرك الاستاذ الجامعي وضيفه ان صاحب العربة الفارهة ماهو الا فرد في عصابات الاراضي .. لقد باع منزل الاستاذ الجامعي لاحد الضحايا من الذين يسميهم القانون بالمشترين حسني النية .. كثيرة هي حكايات عصابات الاراضي ما يتطلب التحوط التام حتي لا يقع الانسان فريسة لها وتنصح اجهزة مخالفات الاراضي المواطنين بضرورة حماية املاكهم بضرورة التأكد من تسجيلها وتسويرها ويقول المحامي محمد الطيب ان هنالك بعض الممارسات الخاطئة كأن يقوم احدهم بوضع لافتة في حدود قطعته مكتوب عليها اسمه ورقم القطعة فمثل هذه القطعة قد تكون هدفا لعصابات الاراضي.