تتم يوم الخميس القادم وقائع الاحتفال بجائزة نبيل غالي للقصة القصيرة التي قام بها نادي القصة السوداني، وتشاركه في ختامها مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم. وهذه سنة حميدة سنها نادي القصة السوداني باطلاقه اسماء من يعملون في الحقل الثقافي بجد ومثابرة منذ عقود. وهذا ما يؤدي إلى استمرارية التواصل بين الاجيال. ورمزية نبيل غالي تنطوي على عدة دلالات، أهمها أنه من مؤسسي رابطة سنار الأدبية، وهي إلى جانب رابطة الجزيرة ورابطة جنوب دارفور للثقافة والابداع وروابط أخرى، كلها نهضت دليلاً على أن التهميش غير ممكن في السودان، حتى لو أراده البعض.. وضربنا عدة أمثلة في السياسة، ونقول اليوم إن هذا مستحيل، خاصة في ما يتعلق بالإبداع. وليس هناك من كاتب أو فنان قدم من خارج المركز أو حتى خارج المثلث الشهير الذي حاول البعض عبر الشبكة الالكترونية - في محاولات يائسة وساذجة لا تنطلي على أحد- ربطه بمبدع كبير هو محمد عبد الحي، زاعمين علاقة متوهمة بين العودة إلى سنار والمثلث الذي يعبر عن رؤى مغايرة. ولا علاقة البتة بين ابداع الشاعر ورؤى الساسة، وهذه العلاقة بين أطراف السودان المختلفة هي التي جعلت الجميع يلتفون حول محمد المهدي المجذوب، وكنا نجد في رحابه كل أبناء السودان وكل ألوان الطيف الثقافي والسياسي والفكري... وكذلك التسليم بعبقرية الطيب صالح والتيجاني يوسف بشير وكجراي.. وهي التي جعلت عبد القادر م. ابراهيم يترجم أعمال السر أناي وجوناثان ميان من جنوب السودان، ومحمد علي جادين وعبد الله أحمد النعيم يترجمان أعمال فرانسيس دينق.. هذا التمازج الثقافي الذي يسعنا جميعاً على اختلاف جهوياتنا - ايديولوجياتنا - مذاهبنا ومشاربنا ورؤانا الفكرية والجمالية.. فربما نختلف أحياناً.. ولكن يظللنا ذلك التسامح والوعي بالاختلاف.