"أشعر بالفخر والسرور؛ لأني كنت أشاهد الحفل في التلفزيون لنحو 20 عاماً، ولم أكن أعرف أنني سأقف هنا يوماً ما؛ لأنني من بلد لا تعرف السينما، ولأنني من بلد كانت تحت نظام كان لا يدعم السينما، وأقول (كانت) لأن بلدي شهدت ثورة طردت هذا النظام لقد بدأت تصوير هذا الفيلم في ديسمبر ، بالتزامن مع الأيام الأولى للثورة في السودان. وكان ذلك محض مصادفة، وأشعر بالفخر تجاه ذلك. كانت تلك كلمة المخرج السينمائي أمجد أبوالعلا أثناء استلامه جائزة "أسد إفريقيا" في مهرجان فينيسيا السينمائي ليصبح بذلك أول فيلم سوداني يفوز بهذه الجائزة ال(السوداني) تحدثت مع نجوم الفيلم لتتعرف على كواليس الفيلم وأحداثه. (1) الفنانة إسلام مبارك التي تجسد شخصية "سكينة" والدة مزمل بطل الفيلم قالت إن إلانتاج كان في ظل ظروف صعبة جداً الأمر الذي دفعها إلى توقع نجاح الفيلم بهذه الصورة التي شهدها العالم مبينة أن ما تم في الفيلم كان ينبئ بذلك من الأسلوب المختلف الذي تم فيه الإعداد للفيلم السينمائي حيث استغرق عامين تقريباً لتجهيزه من ورشة عمل عن النص إلى فريق العمل الذي كان من (مصر ، فرنسا ،ألمانيا، النرويج ، لبنان ، قطر) الأمر الذي دفع إلى تنقيح النص بطريقة مختلفة حيث استمر العمل لسنتين. (2) فيما كشفت إسلام مبارك أن الصدفة كان لها دور أساسي في اختيارها للدور حيث ذهبت إلى المسرح فوجدت مجموعة من الأشخاص يقومون باختبار أداء المرشحين للعب أدوار بالفيلم الامر الذي أثار إعجابها لحداثة هذه التجربة في السودان فقالت شعرت أن مشاركتي سوف تضيف الكثير لمسيرتي الفنية من خلال مخرج سوداني له تجارب خارجية، وبعدها صمتت وضحكت وقالت "رب صدفة خير من ألف ترشيح " موضحة أنها مهتمة بقراءة الروايات الأمر الذي تعتبره جزءاً من حياتها اليومية أما عن صعوبة الشخصية قالت بأن دور "سكينة " لم يتطلب منها جهداً أكبر إلا في مشهد العد حيث يصل ابنها إلى سن ال(20). (3) تضيف إسلام أن البلاد تشهد ميلاد سودان جديد الأمر الذي تتمنى أن ينعكس على الدارما السودانية بالإضافة إلى ضروب الفنون الأخرى لتزدهر وتصل مرة ثانية إلى العالمية بعد فوز فيلم "ستموت في العشرين " للمخرج أمجد أبوالعلا حيث كان التصوير في أول شرارات الثورة السودانية الأمر الذي يدل على انتصار الثورة لأن الفيلم في حد ذاته ثورة جديد. (4) من جانبه يقول مصطفى عبدالكريم مصطفى الذي جسده شخصية "مزمل" إنه في الأصل طبيب "مساعد عيون" إلى جانب عشقه للتمثيل موضحاً أنه استفاد كثيراً من التجربة حيث تعلم كيفية التدقيق في قراءة النصوص واكتشاف ما في داخلها من أشياء يمكن من خلالها أن يجيد الدور المطلوب مبيناً أن ما يميز تجربته أن فريق العمل كان من خارج السودان الأمر الذي يشكل إضافة إلى خبرته كممثل في مشواره حيث إنها التجربة أولى مع بعض المحاولات "اسكتشات"، اما عن شخصية مزمل فيقول مصطفى إنها لم تكن سهلة لأن الشخصية تصارع الحياة في داخلها، وأوضح مصطفى أن اختياره للشخصية كان عن طريق الصدفة التي كانت تلعب محور تغيير في حياته حيث أخبره أحد أصدقائه أن هناك اختبار للأداء لفيلم لمخرج عالمي آتى إلى السودان الأمر الذي شجعه على خوض التجربة مما دفعه إلى إبراز كل ما عنده ليتم اختياره.