في الطريق إلى ود شريفَي امتطت (السوداني) تلك العربة التي سارت صباحاً تُسابق شروق الشمس في طريقها إلى معسكر ود شريفَي الحدودي، وكانت السيارة تسير مسرعة بينما مبتعدة عن مدينة كسلا متجهة شرقاً وعندما أصبحت بمحاذاة سلسلة جبال توتيل اتجهت العربة جنوباً وظلت تسير العربة إلى أن وصلت قرية (شمبوب) وهي قرية ذات طابع بدوي تضم سوقاً للماشية وسلسلة من المطاعم المنتشرة على الطريق والتي شيدت من المواد المحلية مثل (القنا) و(البروش) و(القش)، وبعدها واصلت العربة مسيرها إلى أن وصلت منطقة تبعد عدة كيلومترات من الحدود السودانية الأريترية وكانت تلك هي المنطقة المسماة ب(ود شريفَي) التابعة لمحلية (ريفي كسلا) المحلية التي أنشئت حديثاً. المدينة مقسمة بصورة منتظمة وشبه مخططة إلى قطع سكنية عبارة عن منازل بعضها مُشيَّدٌ من الطوب الأحمر والبعض الآخر من الطين بينما شيدت بعضها من القش والقطاطي، ويمتد طريق الإسفلت من كسلا انتهاءً بقرية (قلسا) الحدودية ويمتد إلى نحو (20) كلم، وعندما وصلت العربة إلى ود شريفي حادت عن الإسفلت واتجهت غرباً لتسلك طريقاً وعراً عبدته السيارات المتجهة للمحلية وسارت العربة إلى أن وصلت إلى منطقة مأهولة بالسكان وكانت تلك هي معسكر اللاجئين المقصود، كان عبارة عن حي عادي مُشيَّدة منازله من الطوب وأخرى من المواد المحلية وتمتد إلى مسافات طويلة، واستمرَّت العربة في السير إلى أن وصلت إلى مركز استقبال اللاجئين. داخل المعسكر (السوداني) داخل معسكر ود شريفي الذي أنشئ في العام 1982م ويبلغ عدد اللاجئين في ذلك المعسكر حتى الآن نحو (29.700) لاجئ، ويترامى المعسكر في مساحة (16) كلم، وتم تقسيمه إلى (7) قطاعات وكل قطاع كونت فيه لجان شعبية وتم تحديد عدد المنازل فيه ومنح اى منزل بياناته الكاملة. داخل المعسكر التقينا بمسؤول مركز استقبال اللاجئين وطرحنا عليه عدة أسئلة حول اللاجئين وكيفية دخولهم المركز وأكد المسؤول أن هناك لاجئين يحضرون إلى المركز بأنفسهم وهؤلاء في الغالب يأتون سيراً بالأقدام من بلدهم إلى أن يصلوا إلى مركز اللجوء بينما البعض الآخر تحضره القوات النظامية وأولئك هم اللاجئون الذين يتم ضبطهم في الحدود وداخل المركز يمكث اللاجئون فترة قبل أن يتم ترحيلهم إلى معسكر الشجراب، وتتم عملية الترحيل ثلاثة أيام في الأسبوع وتكون هنالك قوات شرطة لتأمين المرحلين والحفاظ على أرواحهم، حيث يدخل المعسكر شهرياً ما بين 300-400 لاجئ، وأسبوعياً يصل البلاد نحو (40-50) لاجئاً. وأضاف المسؤول أن هنالك حالات هروب من المعسكر نسبة لعدم وجود أسوار إلا أنه عقب بناء الأسوار وتركيب سلك شائك عليها بات من الصعب الهروب من المركز، وحول حالات الإصابة بأمراض معدية أكد مسؤول المركز أن المركز لا يقوم بأي فحوصات معملية طبية للوافدين باعتباره أمراً ممنوعاً، لافتاً إلى أن الوافد حتى وإن كان مصاباً بأي مرض مُعدٍّ فإنه يتم نقله إلى معسكر الشجراب. أكثر الفئات العمرية دخولاً إلى معسكر ود شريفَي هي الفئات التي تتراوح ما بين 13-17 عاماً. أما بالنسبة للفئات 16-17 سنة فهم الهاربين من قضاء الخدمة الوطنية ببلدهم، كما أن أغلب الوافدين من أريتريا إلى السودان هم من القصر. وحسب إفادات موظف المركز، فإن الرهائن الذين يتم استدراجهم واختطافهم يتم نقلهم إلى البيت الآمن بكسلا عقب تحريرهم ويوضعون بالبيت الآمن كشهود إلى أن تنتهي مراحل التقاضي وتتم محاكمة الجناة، ثم تتم اعادتهم مرة أخرى إلى مركز استقبال اللاجئين لإعادة ترحيلهم إلى معسكر الشجراب. قلة الجريمة حصل الكثير من أولئك اللاجئين على الرقم الأجنبي وتم تسجيلهم وربط الخدمات لهم بالرقم الأجنبي. وأشار موظف المعسكر إلى أن المعسكر تقل فيه نسبة الجريمة عدا بعض المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالمحاكم الشرعية، لافتاً إلى أن المعسكر به نقطة تأمين وشرطة بالمعسكر تقوم بتأمينه كما أن بالمعسكر مكتباً أمنياً بالإضافة إلى الشرطة الشعبية، وأيضاً به سوق كبير يوفر احتياجات ثلاثين ألف مواطن بجانب مواقف مواصلات وخط يربط المعسكر بمدينة كسلا بالإضافة إلى أن بالمعسكر مساجد ومستشفى للهلال الأحمر ومركز صحي بجانب مركز للتدريب المهني وبه مدارس تتبع لإدارة اللاجئين حوالي (4) مدارس لمرحلة الأساس بالمعسكر بنين وبنات ومحطة لتنقية مياه الشرب والآن اكتمل تركيب الأعمدة بغرض توصيل الكهرباء لجميع مساكن المعسكر. استقبال يومي يقول مدير مركز إسكان اللاجئين بكسلا التاج النور محمد إنه يومياً يتم استقبال (15-25) لاجئاً جديداً، مشيراً إلى أن طالبي اللجوء يحضرون لمركز إسكان اللاجئين أو يتم إحضارهم بواسطة القوات النظامية عقب ضبطهم بالإضافة إلى أن هنالك آخرين يتم تحويلهم من النيابة والمحاكم بالإضافة إلى الذين يأتون بانفسهم، وفي المركز يتم التحري معهم تحرياً أولياً والتأكد مماإذا كانوا طالبي لجوء أو متسللين فاللاجئ هو الذي يؤكد من خلال التحري معه أنه لاجئ ويرغب في طلب اللجوء وحمايته وأنه جاء هرباً من اضطهادات إنسانية يعاني منها؛ أما المتسلل فهو الذي يؤكد أنه حضر إلى البلاد بحثاً عن عمل أو بغرض العبور وعقب التأكد تتم إحالتهم لمعسكرات اللاجئين، ومنذ مطلع العام في يناير وحتى الآن تم ترحيل (1100) لاجئ من معسكر ود شريفي إلى معسكر الشجراب عقب فحصهم قانونياً، لافتاً إلى أن لديهم محققين قانونيين في معسكر الشجراب يكملون التحقيقات مع اللاجئين وعقب التأكد من أنهم طالبو لجوء يتم منحهم بطاقات وإسكانهم. وحول تعرض اللاجئين لعمليات خطف يقول التاج إن أكثر الفئات التي يستهدفها العصابات هم الوافدون الجدد بعد جمع معلومات حول مواقف أسرهم المالية وبعد أن يتأكدوا من قدرة أسرهم على دفع مبالغ الفدية يتم خطفهم وتبدأ المساومة.