تشكو غالب الأسر السودانية هذه الفترة من ارتفاع مصروفات أبنائها في الجامعات والمعاهد العليا لغلاء المعيشة وعدم تناسب الدخول مع الإنفاق اليومي خاصة لذوي الدخل المحدود. (1) يقول الطالب أحمد إبراهيم بكلية التربية جامعة السودان ل(السوداني) ان المصاريف الجامعية مرتفعة للغاية واكثر ما يقلقنا كطلاب هي المواصلات والتي اصبحت شبه منعدمة ومكلفة جدا للطلاب ولم يعد لدينا مقاعد مخصصة في المركبات العامة كما كان في السباق فالطالب يدفع نفس تعرفة الموظف والعامل وفي السابق كان يدفع نصف القيمة هذا ان وجدت مواصلات اصلا، بجانب مشاكل الرسوم الدراسية والوجبة وثمن المذكرات وتكلفة اعداد البحوث وغيرها من المصروفات غير المحتملة . (2) وذكرت الطالبة ايمان طه بجامعة الخرطوم انها تأقلمت مع الوضع الراهن وقالت اصبحت لا اتناول اي وجبة في الجامعة وانتظر حتى نهاية اليوم وارجع البيت لأتناول جميع الوجبات من الفطور والغداء والعشاء والسبب طبعا لان اسرتي لا تستطيع ان تدفع لي اكثر من (50) جنيهاً في اليوم وهذا المبلغ بالكاد يكفي لسعر تعرفة المواصلات التي اصبحت لا تطاق ولاتحتمل ونحنا نحارب جميع الظروف لمواصلة دراستنا الجامعية وفي الآخر ربما لانجد وظيفة . (3) في ذات السياق اشار الموظف عثمان ادريس والد إحدى الطالبات الجامعيات ان تكاليف الدراسة الجامعية تحتاج للدخول في صناديق شهرية (ختات) وذلك لأن المصاريف اصبحت مكلفة للغاية وقال ان المصروف اليومي لابنته الجامعية (150) جنيهاً و لا يكفيها بسبب انعدام المواصلات واضطرارها لركوب ترحال وبذلك لا تنال اي وجبة في الجامعة خاصة وان سعر اقل سندوتش طعمية (30) جنيهاً ولا يثمن ولا يغني عن جوع لصغر حجمه وتكلفته العالية جعلت الطلاب يفضلون تناول الافطار في منازلهم . (4) و يقول الباحث الاجتماعي صلاح الدين الصادق ان الطلاب في الجامعات احتياجاتهم كثيرة ومكلفة ولكن هناك نوعين من الطلاب منهم من يتقبل وضع الاسرة ويتصرف وفق ماهو متاح له من امكانات مادية وهذا لا يزعج الاسرة كثيراً. اما النوع الآخر فهو لا يقبل ولا يتفهم ظروف الاسرة فيشكل ضغطاً كبيراً على رب أسرته ويتخذ أساليب عديدة لتلبية رغباته دون مراعاة لظروف الاسرة وفي الغالب يكون من جنس الذكور عكس الاناث فهن الاكثر صبراً على ظروف الاسرة وتحتاج الاسر للتوازن في التعامل مع أبنائها.