بدا واضحًا أنّ رئيس نادي المريخ آدم عبد الله سوداكال الذي خرج من الحبس في الأسابيع الماضية بدأ مسيرة عمله الإداري بالنادي بحماسٍ كبير. بطبيعة الحال، تجلى ذلك في القرارات الكثيرة التي أصدرها تجاه العديد من القضايا التي تحاصر النادي ومجلسه الذي عانى من مشكلاتٍ إدارية ومالية عديدة مؤخرًا. ورغم ذلك إلاّ أنّ أهمّ قضية تواجه مجلس المريخ حاليًا هي علاقة النادي مع الاتحاد السوداني لكرة القدم فرغم استقرار العلاقة بين رئيس النادي آدم سوداكال ورئيس الاتحاد كمال شداد من جهة وبين الأخير وبعض أعضاء المجلس من جهةٍ أخرى إلا أنّ ثمّة معطياتٍ من شأنها أنّ تجعل الأوضاع يمكن أنّ تختلف مستقبلاً. رئيس نادي المريخ، آدم سوداكال، في الساعات الماضية، اعتذر عن لقاءٍ كان منتظرًا مع رئيس الاتحاد شداد"الخميس" بسبب ظرفٍ اجتماعي، ورغم الغموض حول أجندة اللقاء المرتقب إلاّ أنّ معلومات موثوقة ل"باج نيوز" تشير إلى أنّ اللقاء كان من المفترض أنّ يناقش مصير الجمعية العمومية لإجازة النظام الأساسي والتي قرّر مجلس إدارة اتحاد الكرة اعادتها وكوّن لجنة من أجلّ مراقبتها. محور النظام الأساسي دون شك، الأوضاع داخل مجلس المريخ متقلّبة بشأن إعادة جمعية النظام الأساسي حيث وفي الوقت الذي ترى فيه فئة بأن إعادة الجمعية هو الخيار الأسلم في ظلّ الظروف التي يمر بها النادي يشير تيار آخر داخل أروقة المجلس بأنه لابدّ من الاستمرار والاحتكام للنظام الأساسي الذي تمّت إجازته في وقت سابق. الفئة التي تساند النظام الأساسي المجاز تعتبر أن الأخير من شأنه أنّ يحافظ على لحمة المجلس الحالي ويدعم ويقويّ من استمراريته وإدارته للنادي في الفترة المتبقية. آخرون توقّعوا أنّ يفتح لقاء سوداكال مع شداد الباب على مصراعيه أمام الخيارات التي سيتخذها الاتحاد بشأن موقف المريخ الغامض من الردّ على اتحاد الكرة. ورغم مساندة رئيس اتحاد الكرة كمال شداد لمجلس المريخ الحالي بقيادة سوداكال إلاّ أنّ مقربين من الأول يرون بأنّ الرجل لا يرتبط بعلاقةٍ قويّة مع الرجل، مشيرين إلى أنّ شداد حافظ على الديمقراطية فقط بالإبقاء على المجلس الحالي، وفي المقابل يرى آخرون أنّ العلاقات التي يتمتّع بها شداد مع بعض الشخصيات داخل المجلس وأبرزهم مساعد الرئيس المستقيل علي أسد وآخرين هي التي لعبت الدور الأكبر في الإبقاء على المجلس ودعم موقفه طيلة الفترات الماضية. ووفق مصدرٍ مقرّب من شداد فإنه سبق وأنّ أوضح موقفه تجاه رئيس النادي الحالي آدم سوداكال حيث أكّد بأنّ الوضعية التي يمرّ بها الرجل بجانب القوانين التي تمّ انتخاب المجلس الحالي هي من تسببّت في الإبقاء عليه رئيسًا، وأنّه لن يكون مسموحًا لسوداكال بالترشّح في الدورة القادمة حالما لم يتمّ الإفراج عليه وتواجد على الطبيعة وهو ما حدث بالفعل الآن. وبدا واضحًا أنّ سوداكال قلب الطاولة على شداد، وعاد بقوةٍ إلى المشهد المريخي لا سيما بعد أنّ تمّ الإفراج عنه في الأسابيع الماضية كما أنّ القرارات التي أصدرها الرجل أوضحت بجلاءٍ رغبته وحماسه الكبير في العمل الإداري بالنادي. ويرى مراقبون للمشهد الإداري بالنادي أنّ لقاء سوداكال مع شداد سيكون ساخنًا وسيتمّ من خلاله مناقشة عدد من الأجندة في ظلّ غموض العلاقة بين المجلس والاتحاد وتجاهل الأوّل للرد على خطابات الثاني وهو ما قد يفتح الباب واسعًا أمام صراعٍ جديد بين المريخ والاتحاد فهل ينجح الأخير في تنفيذ قراره بشأن جمعية النظام الأساسي وتتمّ إعادتها أم يقلب سوداكال الطاولة على شداد في أوّل ظهورٍ له.
