بعد أن أبادت القوات تلك المزارع اتجهت لإبادة مزارع اخرى وسارت إلى أن وصلت منطقة (قرمندورا) وهي منطقة اشتهرت بانتشار أعداد كبيرة من المزارع ولكن القوة تفاجأت بأن تجار المخدرات غيروا خطتهم واتجهوا للزراعة بمنطقة (أم دروتة) التي تبعد عن قرمندورا حوالى (40) كلم. وحينما كانت القوة في طريقها من (قرمندورا) إلى (ام دروتة) سار عناصر الشرطة مسافة (7) كيلومترات سيراً على الأقدام نسبة لصعوبة سير المركبات إلى أن وصلت القوة إلى خور (مكجو) وكان الخور ممتلئا بالمياه وانقطع الطريق هنالك إلا أن القوة لم تيأس وعادت ادراجها مرة اخرى إلى أن وصلت إلى منطقة (بئر كتكوك) وهنالك قامت بإحراق بقية المزارع . بعد ذلك توجهت القوات إلى مناطق (بحر عادة) و(بئر رمضان) و(لمبوسو) و(تايد فندق) وتوجهت ايضاً إلى مناطق (منجم اغبش) ومنه توجهت القوة إلى (بركة حجر) وهنالك حرصت القوة على عبور (بوطة بركة حجر) قبل غروب الشمس وال(بوطة) هي عبارة عن مستنقع كبير يصعب عبوره وهنالك قرب البوطة تعرضت القوة إلى كمين من قبل عصابات المخدرات وانهال الرصاص على القوة من كل حدب وصوب وتبادل الطرفان اطلاق النار واصيب اثر ذلك الشرطي أحمد سوداني وطاردت الشرطة العصابة واستمرت المطاردة إلى مسافة (5) كيلومترات . واتجهت العصابة نحو مزارع البنقو لتحتمي بها واشرقت شمس اليوم التالي وحضرت طائرة الشرطة وقامت بإنقاذ المصاب وبعدها عاد الحماس للقوة التي اصيبت في بادئ الامر بالاحباط بسبب اصابة زميلهم بكسور في كلتا قدميه. وفور اسعافه ومغادرة الطائرة نشطت القوة واصرت على مداهمة المزارع التي احتمى بها افراد العصابة المهاجمة. وللوصول اليها قام افراد القوة بردم مسافة (500) متر من خور المياه ومن ثم عبرت المركبات وارتكزت ونظمت صفوفها لمجابهة العدو. التوصل للجناة سارت القوات في اثر الجناة إلى أن وصلت إلى منطقة (دحل تيراب) وهي منطقة تضم اضخم واكبر مزارع البنقو وكان الوقت مساءً وحل الظلام وفي صبيحة اليوم التالى تابعت القوة اثر الجناة الذين كانوا على ظهر مواتر واستمرت المطاردة لنحو (7) كيلومترات حتى وصل الجناة (بحر آدم) وهنالك تركوا مواترهم وفروا هاربين واستلمت القوة المواتر وقامت بإبادة (45) مزرعة بمنطقة دحل تيراب وتمتد تلك المزارع لاكثر من (7) كيلومترات. وعندما وصلت القوة إلى نهاية المزارع وجدت (20) الف حزمة شتول بنقو جاهزة قبل تحويلها إلى قناديل وهي عبارة عن انتاج (750) مزرعة ومكثت القوة (8) ايام ابادت خلالها مزارع (دحل تيراب) و(فج النور) وبعدها تقدمت القوات غرباً حتى وصلت مناطق (تايد فندق) و (شاويش مهدي) حيث ابادت مزارعها وبعدها توجهت القوات إلى الردوم . وواجهت القوات (بحر عادة) الذي يبعد كيلو متر واحد من الردوم وعبرت القوات ذلك النهر الشرس خلال (6) ساعات وتحركت القوات في طريق لا تسلكه المركبات قبل وصولها مناطق (الشليخة). بينما كانت القوات تسير لاحظت أن بالارض آثار حمير وكان روثها ينتشر في كل مكان وتفقدت القوات روثها الذي كان لايزال رطباً مما يشير إلى أن تلك الحمير لازالت بالانحاء وبالفعل لحقت القوات بالحمير وقبل الوصول اليها نصبت العصابة فخاً للشرطة . وانهال الرصاص صوب القوة من كل حدب وصوب واستمر اطلاق النار لفترة من الزمن واصيب خلال المعركة العريف محمد ابراهيم وتمت مطاردة المتهمين لنحو (5) كيلومترات إلى داخل بوطة الشليخة. وبداخل البوطة (المستنقع) عثرت الشرطة على (45) حمارا محملة بنحو (55) جوالا هي انتاج هذا العام وكان على ظهر كل حمار قنطار من البنقو وكانت تلك الشحنة قد تم حصادها من مزارع (بحر التمباك) و(بئر رمضان) وما حولهما . عقب ذلك توجهت القوة جنوب الردوم إلى مناطق (كفياكنجي) و(حجر نظارة) حيث ابادت (40) مزرعة من اصل (100) مزرعة بمنطقة حجر نظارة واتضح أن بقية المزارع تم حصادها وسارت القوات لتمشط المنطقة. وقرب جبال حجر نظارة عثرت القوة على الفي حزمة شتول بنقو مخزنة وتعادل تلك الشتول انتاج (100) مزرعة، عقب ذلك تحركت القوات جنوباً وشرقاً وغرباً ولاحظت أن هنالك توسعاً كبيراً في زراعة البنقو خاصة مناطق جنوب غرب (سنقو) التى ابيدت فيها نحو (40) كيلومتر من المزارع ومناطق (سام) الواقعة في الحدود مع افريقيا الوسطى ابيدت فيها (30) كيلومتر من الزراعات وفي (كفياكنجي) ابيدت نحو (25) كيلومتر من المساحات المزروعة. وشدد قائد الحملة العقيد الفاضل برة على ضرورة محاربة تلك العصابات بصورة اوسع واكبر، مشيراً إلى أن التوسع الكبير في زراعة البنقو يعني استهداف اهل السودان، لافتاً إلى أن المزارعين البسطاء يتم استغلالهم لزراعة تلك السموم ولكنهم ليسوا اصحابها الحقيقيين وان هنالك ممولين وعملاً اجرامياً منظماً تقوده عصابات واشخاص مقتدرون يجب وضع حد لهم . جريمة منظمة كشف وزير الداخلية الفريق د. حامد منان بأن المخدرات اصبحت جريمة منظمة يجب التصدي لها، مشيراً إلى أن المخدرات تتم زراعتها في السودان وجنوب السودان وافريقيا الوسطى، الامر الذي يتطلب وجود تعاون اقليمي بين تلك الدول. واكد الوزير سعي وزارته لتوقيع اتفاقيات ثلاثية مع تلك الدول لتصبح عمليات الابادة مشتركة. واوضح الوزير أن زراعة القنب تعتبر مهدداً للامن القومي والامن البيئي. واوضح د. منان أن تلك العصابات اصبحت منظمة وتدعم بعضها البعض بجانب انها مسلحة وقال : (لاتهاون في التصدي لتلك العصابات) واضاف بأنه يجب أن يكون هنالك ذراع قوي لمجابهة تلك العصابات والقضاء عليها فضلاً عن ضرورة استهداف تلك المناطق بالتنمية، موضحاً أن المزارعين يتم استغلال ضعفهم وحاجتهم، الامر الذي يستوجب تنمية تلك المناطق والاتجاه للزراعات البديلة. واضاف د. منان أن العصابات ابادت الحيوانات النادرة والمنقرضة بمحمية الردوم واصبحت تتاجر بسن الفيل وجلد النمور وتتغذى على لحوم الغزلان مما يشكل مهدداً للثروة القومية من الحيوانات البرية. وكشف منان أن المساحات التي تمت زراعتها ضخمة جداً وتشكل مشاريع ضخمة إلا أن الإعداد المبكر لمحاربتها يعمل على خفض الزراعات . المدير العام للشرطة فريق اول هاشم عثمان الحسين اكد أن الحملة ستكون سنوية وستشهد تطوراً عاماً بعد عام وبشر بأن العام القادم سيشهد تطوراً كبيراً في اساليب الإبادة وان هنالك مشروع بحث علمى للاتجاه لابادة تلك المزارع بطرق علمية وباستخدام مواد كيميائية. واعلن مدير الادارة العامة للمخدرات اللواء محمد عبد الله النعيم ابادة (205) طناً من البنقو بمزارع الردوم، مشيراً إلى انه منذ يناير وحتى 30 سبتمبر الماضي تم ضبط (29) طن شاشمندى و(5) كيلو كوكايين بجانب ضبط (مليون) و(128) الف حبة، مشيراً إلى أن جملة مضبوطات البنقو هذا العام بلغت (234) طناً بجانب (20) طنا من البذور كما تم ضبط اكثر من (6) أطنان من المخدرات المخلقة، موضحاً أن قواته ستكون متواجدة دائماً بالحظيرة وستشن حرباً ضد كل انواع المخدرات وضد كل من تسول له نفسه المساس بهذه الأمة .