من جانبه أشار الوفد برئاسة إيريك ستروماير، إلى أن التوافق بين الدول الثلاث سينعكس إيجاباً على عملية الاستقرار في المنطقة، فيما أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس الأول إلى موقف السودان الثابت إزاء مواصلة الحوار مع الجانب الأمريكي، للوصول إلى مرحلة التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين وإلى ضرورة متابعة الحوار مع الجانب الأمريكي للوصول إلى مرحلة التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين. لماذا تدخلت واشنطن؟ في ذات السياق أشارت تقارير إعلامية إلى أن زيارة الوفد الأمريكي تاتي استجابةً لمطالب مصرية للتدخل في أزمة السد والوصول إلى تسوية مع الطرفين السوداني والإثيوبي. وفي وقتٍ سابق طالبت القاهرة بدخول طرف دولي محايد وقد وجد مقترحها بخصوص لعب البنك الدولي دور الوسيط الرفض الإثيوبي. وفي أواخر فبراير أشارت صحيفة "بوست جازيت" الأمريكية إلى أهمية الدور الأمريكي في الأزمة، قائلة "إذا كانت الولاياتالمتحدة تمارس دبلوماسية نشطة دؤوبة حيال سد النهضة، كان من الممكن أن تُشارك بشكل فعال لحل الأزمة". واعتبرت أن ملف سد النهضة قد يكون فرصة للإدارة الأمريكية لحل المشكلات العالقة مع السودان وأن حل الأزمة تستدعي العمل على تحسين إجراءات الاتصال والتشاور بين مصر وإثيوبيا والسودان حول السد. الوضع الآن زيارة الوفد الأمريكي تتزامن مع قرب الاجتماع الثلاثي الذي يضم وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات في كلٍّ من مصر والسودان وإثيوبيا والمزمع انعقاده مطلع أبريل المقبل بالخرطوم، وكانت الخرطوم قدمت دعوة في منتصف مارس لكلٍ من إثيوبيا ومصر إلى اجتماع بشأن السد. ويأتي الاجتماع المرتقب تنفيذاً للقاء الثلاثي بين قيادات الدول الثلاث، عقب القمة الثلاثية التي عقدت على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا، أواخر يناير، وكمحاولة لتحريك الجمود الذي اعترى المسار الفني للتفاوض حول سد النهضة منذ نوفمبر. وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور أكد أيضًا عزم السودان على مواصلة التفاوض والحوار البنّاء والعمل من أجل تقريب وجهات النظر بين دولتي إثيوبيا ومصر توطئة للوصول إلى نتائج إيجابية ومرضية لجميع الأطراف في قضية سد النهضة. ليس هذا هو التدخل الوحيد في محاولة التهدئة أو تقريب وجهات النظر في ملفات من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ففي وقتٍ سابق رشح وفق تقارير إعلامية دخول وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" في وساطة قادت إلى تهدئة العلاقات بين الخرطوموالقاهرة عقب فترةً كان التوتر هو سيد الموقف. زيارات أمنية مراقبون يرون أن طابع هذه الزيارة أمني وتهدف إلى تقييم آثار إنفاذ العقوبات الأمريكية، والمسارات المشترطة في اتجاه التطبيع الكامل بين البلدين. من جانبه يرى المحلل السياسي راشد عبد القادر، أن إتجاه العلاقات السودانية الأمريكية تمضي في اتجاه جعل السودان دولة مفتاحية للإقليم فملف السد الذي يقع بين ثلاث دول "السودان، مصر، إثيوبيا" فالسودان هو أقرب دولة لإدارة هذا الملف ومن المداخل الجيدة لإعطاء الدولة في السياق الإقليمي والسياسي أن تدير ائتلافات الإقليم، مشيرًا إلى أن جزءا من اختلافات الأقليم ملف سد النهضة. وأضاف راشد في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن اتجاه الزيارة أن تضطلع الخرطوم بدورها في تقريب وجهات النظر بين القاهرة وأديس. مضمون الزيارة أما مضمون الزيارة بحسب راشد فهي تعطي مؤشرات لقراءة الواقع الأمريكي الذي يمضي في اتجاه دفع العلاقات السودانية الأمريكية نحو التطبيع وقراءة واقع السياسية الخاريجة السودانية من حيث ملف السد بمعنى كيفية إدارة السودان لشأن الإقليم، لافتًا إلى أن التطبيع سيكون المحطة القادمة وما يلزمهُ التطبيع بطبيعة الحال هو إزالة اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، متوقعًا أن يتم رفع السودان من اللائحة بنهاية العام، ويرى راشد أن تكوين الوفد الزائر تكوين ميال للتفاض وهي إشارة إلى ارتفاع لغة الحوار بين الطرفين مرجحًا أن تكون مخرجات الزيارة تصب في ملف السد والتطبيع. من جانبه اعتبر الكاتب المهتم بالشؤون الإفريقية محمد مصطفى جامع أن القمة الثلاثية التي جمعت بين البشير والسيسي وديسالين وضعت أساسًا جيدًا للتفاهم بين أطراف الأزمة إلى جانب الاجتماع المنتظر انعقاده في الخرطوم مطلع أبريل وهو الذي كان مؤجلًا منذُ أواخر فبراير الماضي. ويرى جامع في حديثه ل(السوداني) أمس أن الوساطة الأمريكية يمكن أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة على أساس اتفاق إعلان المبادئ الذي وقعه البشير وديسالين والسيسي في الخرطوم عام 2015م لافتًا إلى أن السد أصبح واقعا الآن بعد أنهت إثيوبيا أكثر من 64% من مراحل إنشائه.