أدى جو بايدن القسم القانوني ليصبح الرئيس ال46 للولايات المتحدة في حفل تنصيب رسمي أقيم، الأربعاء، في مبنى الكونغرس، بحضور شخصيات سياسية ورؤساء سابقين. وقال بايدن في خطاب التنصيب "اليوم نحتفل بانتصار الديمقراطية، والعنف قبل أيام سعى لهز البلاد". مضيفا "نتطلع إلى الطريقة الأميركية الفريدة.. إرادة الشعب سمعت وتم تنفيذها". وشكر بايدن الرؤساء السابقين الذين حضروا التنصيب. وقال "هناك الكثير من العمل الذي سنقوم به". وقال في خطاب القسم "نشهد اليوم بروز تطرف سياسي ونظرية تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي. علينا مواجهتها وإلحاق الهزيمة بها". وأضاف "سنعمل على تحقيق حلم العدالة للجميع سريعا"، وأشار إلى انتخاب أول امرأة لمنصب نائب الرئيس كإنجاز للبلاد. وأكد بايدن قوله "نستطيع أن نحارب الأعداء بالاتحاد"، واعدا أن يكون رئيسا لكل الأميركيين. ودعا بايدن الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على روح ضحايا فيروس كورونا. ومن المقرر أن يضع بايدن إكليلا من الزهور في مقبرة أرلينغتون الوطنية على قبر الجندي المجهول، وسيرافقه نائبته، كامالا هاريس وزوجها دوغ إمهوف. كما سيرافقه الرؤساء السابقون باراك أوباما وزوجته ميشيل، وجورج دبليو بوش وزوجته، لورا بوش، وبيل كلينتون وزوجته الوزيرة السابقة، هيلاري كلينتون. وسيتلقى بايدن مرافقة عسكرية توصله إلى البيت الأبيض ليبدأ مهامه رسميا، خلفا لدونالد ترامب الذي غادر إلى فلوريدا. وتمنى أخيرا ترامب حظا موفقا لبايدن في رسالة فيديو. وغادر ترامب البيت الأبيض اليوم قبل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية وأداء جو بايدن اليمين، متحدثا بشكل مقتضب عن ولاية "رائعة امتدت على أربع سنوات" تمثل "شرف العمر" فيما حضر خلفه قداسا جمع ديموقراطيين وجمهوريين. وأقلعت المروحية الرئاسية "مارين وان" وفيها دونالد وميلانيا ترامب؛ من حدائق البيت الأبيض متوجهة إلى منتجعه في مارالاغو بفلوريدا حيث سيبدأ حياته كرئيس سابق. وقال ترامب قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية الأميركية للمرة الأخيرة متوجها إلى فلوريدا في قاعدة اندروز الجوية "كانت أربع سنوات رائعة"، مضيفا "أنجزنا الكثير معا"، و"سنعود بطريق أو بأخرى" ومن دون ان يسمي بايدن بالاسم، قال إنه يتمنى للإدارة الجديدة "حظا جيدا ونجاحا كبيرا". وغادر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي داس على كل الأعراف خلال فترة ولايته، ورفض الاعتراف بهزيمته لأكثر من شهرين، من دون أن يلتقي خلفه. لكن قبل مغادرته، اختار احترام تقليد واحد وهو ترك رسالة لجو بايدن، لم يتم الكشف عن محتواها. في المقابل، حضر باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديمقراطي، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفدرالية. في ختام ولاية شهدت سيلا من الفضائح وإجراءات "عزل" لمرتين، يغادر ترامب السلطة والتأييد الشعبي له في أدنى مستوياته ومقطوعا عن قسم من معسكره الذي روعه مشهد اقتحام الكونغرس من قبل أنصاره في 6 كانون يناير. في المقابل، يعتزم جو بايدن بعد نصف قرن من الحياة السياسية، أن يبرز اعتبارا من اليوم الأول الفارق الكبير، في الجوهر كما في الشكل، مع رجل الأعمال النيويوركي السباق. وحضر بايدن في خطوة رمزية ل"المصالحة" و"الوحدة" اللتين ينوي تحقيقهما، صباح الأربعاء فيما كان سلفه متوجها إلى فلوريدا، قداسا في كاتدرائية سانت ماتيو في واشنطن برفقة مسؤولين ديمقراطيين وجمهوريين في الكونغرس. وكتب على تويتر "إنه يوم جديد في الولاياتالمتحدة". وقال بايدن مساء الثلاثاء "ليس لدينا أي ثانية نضيعها أمام الأزمات التي نواجهها كأمة". فاعتبارا من اليوم سيصدر 17 أمرا رئاسيا للعودة عن اجراءات اعتمدتها إدارة ترامب، وسيعمد خصوصا الى إعادة الولاياتالمتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ والى منظمة الصحة العالمية. ومن أجل الحد من انتشار الوباء في الولاياتالمتحدة، سيوقع الرئيس مرسوما يجعل وضع الكمامة إلزاميا في المباني الفدرالية أو من قبل الموظفين الفدراليين.