أصداء واسعة وتفاعلات حية مع مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان..( السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ..!) التي تهدف لخلق مناخ بيئي جيد مع توحيد كافة الجهود الإقليمية لإبراز مظاهر ومشاهد الخضرة والجمال.. اطلعت على المبادرة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرا (السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر..) فوجدتها جاءت متضمنة لمقصد شرعي عظيم .. فرجعت الى سنوات جميلة خلت وتذكرت ايام المعهد العلمي والجامعة الإسلامية ونحن طلابا ندرس مادة الفقه وأصوله ..( وباب إحياء الموات ) لذلك اخترت هذا العنوان الذي جاء في صدر المقالة متماشيا مع مبادرة ولي العهد السعودي الذي حقق مقصدا عظيما شكل تراثا إسلاميا وقيمة حضارية وخطة استراتيجية. فالإحياء في اللغة: جعل الشيء حيًّا، والموات: ما لا روح فيه، أو الأرض التي لا مالك لها، أو الأرض الخراب الدارسة غير العامرة. واصطلاحًا: فهو التسبُّب باستصلاح الأراضي الموات وجعلها صالحة للزراعة. وقد ثبتت مشروعية إحياء الموات بالسنة والمعقول، فمن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم : ((مَن أحيا أرضًا ميتة، فهي له)) وقوله:((مَن عمَّر أرضًا ليست لأحد، فهو أحق بها))، ودلَّت الأحاديث والآثار على الترغيب في الإحياء؛ لحاجة الناس إلى موارد الزراعة وتعمير الكون، مما يحقِّق لهم رفاهًا اقتصاديًّا، ومناخا بيئيا ومصدرا هاما لتوفر ثروة عامة للناس. مبادرة ولي العهد السعودي أنموذجا حيا للمسؤولية الأخلاقية نحو البيئة والمناخ والكوكب الذي نعيش فيه ..وفي ذات الوقت مبادرة هادفة في مظهره وجوهره لحكومة رائدة وسباقة في كافة المجالات، وبالجملة خطوة هامة أكدت وقوف ودعم المملكة العربية السعودية للتنمية المستدامة للشرق الأوسط وستجد المبادرة استجابة واسعة من الشعب السعودي وقادة دول المنطقة خاصة ممن سبقت لهم تجربة في مجال الاستثمار الزراعي .. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن عن "مبادرة السعودية الخضراء"، و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" اللتين سيتم إطلاقهما قريباً، وسترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية. وأضاف قائلا : إنه بصفتنا دولة منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا ايضا نعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة. مضيفا إن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة (حيث يقدر أكثر 13 مليار دولار تستنزف في العواصف الرملية في المنطقة كل سنة) كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري قلصت متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف سنة، وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية. وأوضح سمو الأمير أن هناك عدد من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية الى 12 ضعفا، تمثل مساحة المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة. كما ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر ب (600) ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة، وأوضح ولي العهد أنه بينما لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به إلا أن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم وانطلاقاً من دورها الريادي، ستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط، وتسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبينا أن البرنامج يهدف لزراعة (50 مليار) شجرة وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم ، ويعد ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل (وثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع). ولفت سموه إلى أنه هذا المشروع يعمل على استعادة مساحة تعادل نحو (200 مليون) هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل (5%) من الهدف العالمي لزراعة (تريليون) شجرة ويحقق تخفيض بنسبة (2.5%) من معدلات الكربون العالمية. وأوضح أن هاتين المبادرتين تأتيان تعزيزاً للجهود البيئية القائمة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030، نظير رغبة المملكة الجادّة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وجزء من جهودها لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها، كما نوه سموه أن هاتين المبادرتين تأتيان كذلك انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة ترؤسها لمجموعة العشرين حول البيئة ، وأضاف انه سيتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القليلة القادمة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الاخضر في الربع الثاني من العام المقبل. ولي العهد السعودي بدأ فعليا في طرح المبادرة على الزعماء والرؤساء بالمنطقة لإطلاعهم على تفاصيل المبادرة وأهدافها. وفي هذا المنحى أجرى صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن ولي العهد اتصالاً هاتفياً، امس بالفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي وجرى خلال الاتصال بحث الإعلان عن كل من مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، والتي تمثل تجسيدًا لريادة المملكة في التعامل مع القضايا العالمية الملحة، وما تضمنته من مبادرات طموحة تستهدف تخفيض انبعاثات الكربون وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة، من خلال زراعة 50 مليار شجرة، وتحسين كفاءة انتاج النفط ورفع معدلات الطاقة المتجددة، وما سيحققه ذلك من فوائد اقتصادية كبرى وإيجاد عدد كبير من الوظائف والتنمية الاقتصادية المستدامة. وقد بارك الفريق أول عبدالفتاح البرهان، هذه المبادرة التي ستعود بالنفع على المنطقة والعالم مبدياً استعداد السودان للعمل مع المملكة لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها. مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قامت على أسس علمية ودراسات استراتيجية وعلى توظيف آليات عمل مبتكرة ومتطورة لخلق مناطق خضراء مثمرة من كل زوج بهيج . حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لم تفتأ من إيجاد الحلول والمبادرات المبتكرة في خدمة كافة شرائح المجتمع السعودي والأمة العربية والإسلامية بما يعزز سعادة ورفاه سكان الشرق الأوسط والناظر في خطة المبادرة يجد أنها صممت لخلق بيئة مثالية لكل شعوب المنطقة ورؤية محفزة ومشجعة للجهات الدولية العاملة في مجال الزراعة للتنافس الحر لإيجاد حل جذري لمشاكل الجفاف والتصحر التي تعيشها المنطقة منذ أمد بعيد . مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ستشكل حدثا فارقا في الاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة لانها بكل المقاييس تعد من أكبر المشاريع العملاقة التي سيشهدها العالم .. وهو مشروع يؤكد ضرورة الترابط والتكامل بين دول المنطقة انطلاقا من الإرث والقيم والمبادئ الراسخة بالتعاون والشراكة المجتمعية . المملكة العربية السعودية لم تدخر وسعا من الوقوف مع الأمة العربية والإسلامية بما يحقق لشعوبها التقدم والازدهار والتنمية المستدامة ولقد اضطلعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده بدورها المنشود في مختلف المجالات التي تخدم المملكة وشعوب المنطقة ، وشكلت قضاياها إحدى اولوياتها وحرصت على تقديم كل سبل الخير بلا من ولا اذى وأتت جهودها النتائج المنشودة والمشهودة حتى برزت مؤخرا مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لإحياء الأرض الموات بالزراعة وخلق مناخ جاذب لشعوب المنطقة..فهيا معا لجعل الشرق الأوسط مزدهرة بالخضرة والجمال .