صدرنا الحلقة الأولى بقرار تعيين السيد مني أركو مناوي حاكماً لإقليم دارفور.. ولم يصدر حتى اليوم التاسع من شهر يونيو 2021 قراراً مفصلاً بتفويض أو تحويل صلاحيات و مهام وسلطات وموارد لحاكم الإقليم أو واجبات مطلوبة من مستوى فى شكل خدمات وتنمية للإقليم. وما هي صيغة أو صيغ المشاركة السياسية وفي وضع السياسات هل هي محاصصات بين القوى المسلحة أم مطروحة لكافة المواطنين على السواء وفي صيغة. أم كان التعيين جزءًا غير منطوق أو مكتوب نتيجة لمفاوضات جوبا أم تفاهمات داخلية بين المفاوضين. وفي هذا الجزء نستعرض بعض التجارب الخارجية والمحلية مع إيضاح بعض المفاهيم الأساسية للحكم الإقليمي أو المحلي. وما هي قاعدته القانونية. هل هو حكم محلي بتخويل أي لسلطات أصيلة أم إدارة محلية بتفويض من صاحب السلطة الأصيلة و بينهما فروق كبيرة؟ عمدة لوس أنجلوس توم برادلي كان لا يقل سلطة و مكانة عن رونالد ريقان حاكم ولاية كاليفورنيا والذى أصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية وعمدة شيكاغو ريتشارد ديلي الذي لا يقل مكانة وسلطة عن حاكم ولاية الينوي وعمدة نيويورك و دالاس بولاية تكساس وهولاء يعدون منافسون محتملون للترشح لرئاسة الجمهورية من أحزابهم وعمدة لندن كذلك يعتبر منافساً على مقعد رئاسة الوزارة البريطانية وهؤلاء وأمثالهم لا يقلون سلطة ومكانة عن أي مسؤول منتخب بالدولة. مجلس مدينة لوس أنجلوس المنتخب والمكون من أربعة عشر عضواً لهم كامل السلطة فى الإدارة المحلية مع العمدة المنتخب واجتماعهم بشكل يومي لإدارة شؤون المدينة. مدراء الإدارات الكبرى في المدن اليابانية منتخبون ولكن يجب أن يستوفوا شروط الترشح للوظائف التي يتنافسون عليها ويتم الإعلان عن تلكم الوظائف وبالمؤهلات المطلوب توفرها في شاغليها. عند الترشح لأي منصب في مستويات الحكم المختلفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا بد أن يستوفي المرشح شرطين أساسيين أولهما أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية المقررة وثانيها أن يكون دافعاً للضرائب وخالي الذمة من أي متأخرات هذا بالإضافة إلى المطلوبات الأخرى التقليدية مثل أن يكون مواطناً لا يحمل جنسية مزدوجة فى حالة الوظائف الدستورية. عند بداية تطبيق الحكم المحلي فى السودان كان شرط الناخب أن يكون من دافعي الضرائب التجارية أو العشور على الزراعة أو القطعان على مالكي الثروة الحيوانية و لم يكن الانتخاب متاحاً لجميع المواطنين Universal Suffarage ثم لاحقاً تم تعديل القوانين ليصبح متاحاً للجميع بشروط الإقامة واستيفاء شرط العمر. وحتى ثورة حقوق الإنسان ضد قوانين ونظم التفرقة العنصرية واللونية في بداية ستينيات القرن العشرين لم يكن متاحاً للأمريكان من خلفيات إفريقية المشاركة على قدم المساواة القانونية مع الأمريكان من الإثنية القوقازية.