سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عوضية آدم أول بائعة خضار بسوق الكلاكلة ل(كوكتيل): وجدت معاكسات من الرجال ولم تصدهم عني إلا (السكين) ضرب المديرة لابنتي بسبب مبلغ (35) جنيها أكثر المواقف المؤلم
اقتحمت المرأة سوق العمل منذ فجر التاريخ ولم يعد هنالك عمل حصري للرجال بعد أن اثبتت المرأة انها قادرة على اقتحام كل المهن الحرة التي كان يعتقد البعض أنه فقط للرجال.. عوضية آدم محمد بائعة الخضراوات احدى النساء التي كسرت تلك القاعدة وبدأت العمل في مهنة بيع الخضار رغم المشقة والمعاناة في جلب الخضار من الموردين بالسوق المركزي في الساعات الأولى من فجر كل يوم تشرق فيه الشمس بحثا عن ما يسد رمق اطفالها الصغار.. (كوكتيل) وجدتها تقف لوحدها بين الرجال لبيع خضارها فكان الحوار..
من أنتِ ؟ انا عوضية آدم محمد متى بدأت العمل في بيع الخضار ؟ بدأت في رمضان ببيع المنقة والليمون وبعد انتهاء رمضان بدات في بيع الخضروات. لماذا تغيرت مبيعاتك؟ لان الاقبال في شهر رمضان يكون على الفاكهة اكثر من الخضروات والعكس بعد انتهاء الشهر الكريم هل كانت هذه اول اعمالك ام سبقتها أعمال اخرى؟ لا ليست اول اعمالي، فلقد دخلت سوق العمل منذ 19 عاما وبدأت ببيع الملابس المستعملة أو ما يعرف بال(قوقو)، ثم بعد ذلك قمت بأخذ تمويل اصغر من البنك لبيع الملابس الجديدة، وكنت وقتها ابيع بالاقساط للزبائن ولكن حصل لي عجز وتعثرت في الدفع للبنك بسبب كثرة الديون واصبحت بلا عمل وعانيت اشد معاناة في توفير الاكل لاطفالي ووالدتي قبل وفاتها، فجاءت فكرة بيع الخضار من ابني الصغير فقمت على الفور في البداية بتلك المهنة . وكيف وجدتِ مهنة بيع الخضار؟ في الحقيقة بيع الخضار مرهق ويحتاج لجهد كبير لاحضاره من الموردين في السوق المركزي . كيف ذلك؟ لمزاولة مهنة بيع الخضار عليك أن تفارق النوم، وانا اصحو من النوم في ساعات متأخرة من الليل لكي اذهب إلى السوق المركزي،وهناك يقوم موردو الخضار بالبيع للتجار قبل شروق الشمس فأقوم بشراء الخضروات ثم أحمله على رأسي بالمواصلات إلى أن اصل محل العمل، ثم اقوم بعدها بفرز الخضروات وابدأ في ترتيبها قبل حضور الزبائن لمباشرة البيع وهذه المعاناه مستمرة بصفة دائمة . حدثينا عن المواقف التي تحدث معك في العمل ؟ المواقف كثيرة جدا خاصة في بدايتي الاولى، حيث وجدت معاكسات كثيرة من قبل ضعاف النفوس كانوا يعتقدون انني ضعيفة الشخصية ولكن حين ظهرت لهم سكيني من غير قصد اصبحوا يهابونني، ووجدت بعد ذلك الاحترام وعرفوا اني خرجت مجبرة للعمل من أجل اللقمة الحلال وليس لشيء آخر حسب اعتقادهم السيء. احكي قصة السكين؟ السكين أحمله لحماية نفسي لأن الطريق غير آمن في الساعات التي نخرج فيها لاحضار الخضار من السوق المركزي، وكان احد المودرين يعاكسني باستمرار فانفعلت بغضب فوقعت مني السكين على الارض مع حركتي المنفعلة، وحين شاهد السكين، فخاف على نفسه واصبح يحترمني بسبب ذلك الموقف والسكين هي في الاصل لزوجي أحمله معي للحماية فقط. واين زوجك وانتِ تعاني كل هذه المعاناة؟ حقيقية زوجي معذور فهو مشغول بمصاريف علاج والدته المريضة ويقوم بشراء الأدوية لها باستمرار بثمن غال، فيكتفي معنا بدفع ايجار المنزل الذي نسكن فيه واقوم انا بمصاريف الاكل والشراب والدراسة لابنائي؟ كم عدد اطفالك؟ حين بدأت العمل كان لدي طفلان والآن عندي 6 اطفال اقوم برعايتهم ودراستهم. لديك ابناء في الجامعة ؟ ابني الاكبر في اولى جامعة وان شاء الله سوف اعمل ما دمت على قيد الحياة حتى يدخل جميع أبنائي للجامعة ولن اتنازل عن ذلك الطموح. كيف استطعتِ العمل برغم اطفالك الصغار ؟ اولا أريد أن اقول لك انني حين بدأت العمل كنت في الشهور الأخيرة من الحمل بطفلتي، وواصلت العمل حتى موعد الولادة وبعد الولادة بشهرين نزلت إلى السوق لاستئناف عملي. كيف حدث ذلك؟ كنت اذهب إلى البيت كل ساعة او ساعتين اقوم بارضاع طفلتي ثم اعود لعملي وحين اصبحت في عمر خمسة اشهر اصبح أبنائي يحضرونها إلى السوق فأقوم بارضاعها حتي تنام ثم يأخذونها إلى المنزل وهكذا . ما هي اكثر المواقف المؤلمة التي مرت عليك؟ الحقيقية عانيت اشدة معاناة من مواقف كثيرة ولكن اكثر ما المني موقف مديرة مدرسة الاساس مع ابنتي الممتحنة لمرحلة الثانوي حين ضربتها على رأسها بسبب تعثرنا في دفع رسوم فرضتها المدرسة وكان المبلغ الكلي (170) جنيها دفعنا لها ما في استطاعتنا وتبقي علينا فقط مبلغ (35) جنيها، فطلبنا مهلة لدفعه ولكن اصرت المديرة على أخذ مصروف افطار ابنتي التي قالت لها (يا استاذة دي عشرة جنيه قروش فطوري)، فقامت المديرة بضربها على رأسها وجاءت المنزل تبكي من تصرف مديرتها وحين ذهبت للتحدث اليها والسؤال عن سبب الضرب قامت المديرة بصفعي على وجهي امام الجميع وأمام ابنتي. فقمنا بفتح بلاغ وانتشرت قصتنا في الصحف وبعدها عفوت عنها كونها مربية واستاذة، وتلقيت دعما من قناة النيل الأزرق ورجل البر والاحسان النور الفكي الذي تكفل بتدريس ابنتي في مدرسته الخاصة وهذا كان اكثر المواقف المؤلمة. وماذا عن زبائنك في السوق؟ الزبائن اتعامل معاهم حسب ظروفهم واتماشى معاهم رغم الغلاء وارتفاع الاسعار وهناك بعض الزبائن يتعاطفون معي ويشجعونني على العمل كوني امرأة وحيدة في السوق وجميع بائعي الخضار من الرجال.