عاد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، إلى البلاد مساء اليوم، بعد مشاركته في القمة المصغرة لعدد من رؤساء الدول والحكومات الافريقية حول دعم حشد الموارد للتجديد العشرين للوكالة الدولية للتنمية (IDA) التى استضافتها مدينة ابيدجان عاصمة جمهورية كوت ديفوار وذلك استجابة لدعوة الرئيس الايفواري الحسن وتارا. وأوضح عضو الوفد د.آدم الحريكة في تصريح صحفي بمطار الخرطوم عقب وصولهم، أن القمة المصغرة حضرها ممثلون ل (22) دولة افريقية منهم (11) رؤساء دول وحكومات، مبينا أن كلمة رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك خلال فاتحة أعمال القمة وجدت ترحيباً كبيراً من المشاركين. وأضاف الحريكة أن د.حمدوك ذكر في كلمته أن السودان قد غاب عن اجتماعات الوكالة الدولية للتنمية لاكثر من ثلاثين عاماً وأكد أن عودة السودان للوكالة تمثل فرصة كبيرة جداً لإجراء الاصلاحات اللازمة للاقتصاد السوداني والدعم المطلوب لهذه الاصلاحات حتى يعود الاقتصاد السوداني للنمو ولخلق وظائف وتقديم خدمات افضل للمواطن السوداني. وقال الحريكة إن رئيس الوزراء وضح خلال كلمته أن السودان كان من بين خمس عشرة دولة مؤسسة للوكالة الدولية للتنمية في العام 1960م واستفاد من عضويته في الوكالة من حيث تمويل المرحلة الثانية من مشروع الجزيرة وبناء خزان الروصيرص بجانب مشروعات أخري في البنية التحتية. وكشف الحريكة أن رئيس الوزراء استعرض في هذا الإطار أولويات وتحديات الفترة الانتقالية على جميع الأصعدة كما أستعرض مجموعة الإصلاحات التى قام بها السودان بمساعدة الوكالة الدولية للتنمية والبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي مما أسهم في عودة السودان للمؤسسات المالية العالمية والوصول إلى نقطة اتخاذ القرار والبدء في عملية إعفاء الديون التى بدأت فعلياً في إجتماع باريس الذي انعقد في منتصف شهر يونيو الماضي. وأكد د. حريكة أن الإصلاحات التي تقوم بها حكومة السودان لعودة النمو الاقتصادي ومحاربة الفقر إصلاحات تتطلب دعم من جهات كثيرة موضحاً أن السيد رئيس الوزراء دعا الوكالة الدولية للتنمية لمساعدة السودان في هذه المرحلة مبيناً أن القمة المصغرة اختتمت أعمالها بإعلان أبيدجان لتجديد موارد الوكالة الدولية للتنمية بحوالي (100) مليار دولار للثلاث سنوات القادم. وعقد السيد رئيس الوزراء وعلى هامش القمة أربع اجتماعات مهمة أولها مع الرئيس الإيفواري الحسن وتارا دار فيه الحديث حول العلاقة بين البلدين والعلاقات بين السودان والمنظومة الافريقية بصفة عامة كما دار فيه الحديث حول قضية سد النهضة كقضية اقليمية، وتحدث الرئيس الإيفواري عن سعادته بعودة السودان للمجموعة الافريقية واستعداده للعمل مع الرؤساء الاخرين لمساعدة السودان ومصر واثيوبيا للوصول إلى حل أفريقي بشأن أزمة سد النهضة. وأعلن د.الحريكة أن رئيس مجلس الوزراء وعلى هامش القمة التقي بالمدير التنفيذي للبنك الدولي ودار اللقاء حول الدور المطلوب من السودان للاستفادة القصوي من التمويل الذي سيحصل عليه السودان من خلال الوكالة الدولية للتنمية، وكشف د.الحريكة أن رئيس مجلس الوزراء التقى أيضاً بالمدير التنفيذي لهيئة التمويل الدولي، موضحاً أن هذه الهيئة تركز على مساعدة القطاع الخاص وتطوير دوره، مبيناً أن المدير التنفيذي للهيئة أكد اهتمامه الخاص بمساعدة القطاع الخاص في السودان، وأعلن زيارته للسودان للحوار مع الحكومة والقطاع الخاص بخصوص العون الذي يمكن أن تقدمه الهيئة للسودان. وفي مايتعلق بالاستفادة التي سوف يحصل عليها السودان من الوكالة الدولية للتنمية نوه د.الحريكة أن المدير التنفيذي للهيئة أكد أن ذلك الأمر يتطلب قيام وحدة تنفيذ مشروعات قوية وفعالة، وأن الهيئة ستساهم في هذا الإطار كما أكد استعداد الهيئة للمساهمة في بناء القدرات في السودان ومساعدته أيضاً على تطوير فعالية المؤسسات المختلفة المرتبطة بالاستثمار خاصة مؤسسات الاستثمار وقانون الاستثمار والتشريعات الاستثمارية وبناء بيئة استثمارية جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي. وأضاف د.الحريكة أن المدير التنفيذي للهيئة اكد شروعه في إنشاء مكتب للهيئة في الخرطوم. واختتم د. حمدوك لقاءاته باجتماع مع نائب رئيس البنك الأفريقي للتنمية حيث تناول اللقاء العلاقات بين السودان وبنك التنمية الأفريقي والدور الذي يقوم به البنك، مبيناً أن نائب رئيس البنك الأفريقي ذكر بأن هنالك مشروعات متوقفة ولديها تمويل جاهز منها مشروع كبير في مجال المياه في ولايات شمال وغرب كردفان بتكلفة كلية تبلغ حوالي (20) مليون دولار لحفر وبناء (11000) طلمبة للزراعة، وأكد جاهزية البنك لتمويل مشاريع المياه، مشيراً إلى أن الحوار دار أيضاً عن الدعم الذي يمكن أن يقدمه بنك التنمية الأفريقي في مجال تنفيذ المشروعات في مجالات الطاقة والزراعة والطرق وغيرها. وأكد د.آدم الحريكة أن الدعم الذي توفر للسودان من خلال مشاركته في هذه القمة ليس دعماً اقتصادياِ فقط، وإنما دعم سياسي أيضاً، موضحاً أن القمة شكلت فرصة لعودة السودان بقوة للعمل مع الدول الافريقية الأخرى في مجالات عديدة اقتصادية وسياسية وغيرها.