تعتبر تجارة الفكة احد المهن القديمة التي ماتزال مستمرة رغم تغير العملات وارتفاع الفئات النقدية التي اثرت على مهنة تجارة الفكة بشكل مباشر.. وتساهم الفكة في تجنب الخلافات وفض الاشتباكات بين الركاب وأصحاب المركبات العامة بالإضافة لتسيير عمل المطاعم والكافتيريات حيث يقوم تاجر الفكة باستبدال العملات ذات الفئات الكبيرة بفئات صغيرة مقابل عمولة 5% .. ورغم خطورة هذه المهنة وتعرضهم للسرقة من قبل النشالين و المحتالين وكثرة النقود المزورة إلا انها تعتبر مهنة لا تعترف بالخسارة أبدا وليست هناك مجازفة برأس المال مثلما يحدث في المهن الاخرى.. (كوكتيل) التقت بأحد تجار الفكة علي أبو السارة حول هذا المهنة . حدثنا عن نفسك ؟ انا علي ابوسارة إسماعيل ابوسارة احد اقدم تجار هذا المهنة ومتي دخلت هذا المجال؟ بدات العمل في هذا المجال منذ العام 1989م اي مع بداية فترة حكم الإنقاذ او العهد البائد . ماهو الفرق في هذا المهنة بين الامس واليوم ؟ الفرق شاسع في اشياء كثيرة، ففي السابق كنا نعمل ضمن منظومة تتبع لبنك السودان المركزي نقوم بتوزيع الفكة لشبكة المواصلات وسلسلة المطاعم والآن اصبحت مهنة حرة يدخلها الجميع دون ضوابط محددة. وهل حققت مكاسب مادية من المهنة ؟ حقيقية كانت هناك مكاسب مادية في السابق واستطعت ان املك منها منزلا وتزوجت منها مرتين وأفكر في الثالتة حاليا حدثنا عن مخاطر هذا المجال؟ المخاطر كثيرة منها الانفلات الامني المنتشر في البلاد بالاضافة للمحتالين والمزوراتية الذين يستهدفوننا باستمرار هل تعرضت لعملية احتيال من قبل ؟ انا تاجر فكة برتبة مستشار واملك خبرة في هذا المجال ولي اكثر من ثلاثين عاما لذلك لا مجال للمحتالين معي . ماذا اضافت لك هذه المهنة؟ اضافت لي الكثير وأهمها الحس الأمني واستطيع تمييز الشخص واصنفه من اول نظرة، فاعرف المحتال و(المزواتي والمستهبل ورجل الأمن) استطيع معرفة كل ذلك منذ اول نظرة للشخص. وماذا عن حوادث السرقة والنشالين؟ النشالون اعرفهم جميعهم بحكم عملي في السوق لزمن طويل واعرف حتى أماكن اوكارهم وتجمعاتهم لذلك لا اخشى النشالين، ويبقى الخوف من التفلتات الأمنية والفوضى كيف يتم بيع الفكة ؟ نبيعه بنسبة فائدة 5% والارباح على حسب كمية النقود ماهي ابرز التحديات والصعوبات؟ التحديات هي ارتفاع تعرفة المواصلات واصبح الاحتياج للفكة قليلا مقارنة بالسابق والآن اقل تعرفة (100) جنيه وهي من الفئات الكبيرة ومتداولة بكثرة لذلك يكون الاقبال ضعيفا علي الفكة . علمنا أن لك مواهب عديدة؟ نعم هذا صحيح فأنا كاتب وباحث وشاعر وللعلم الفنان القامة ود البكري تغنى بكلماتي في قصيدة اسمها الثورة وتقول في مطلعها (رغم الماضي ورغم الكان السودان الباقي للخير عنوان) . حدثنا عن المواقف التي تحدث معك في العمل؟ حقيقية المواقف في السوق كثيرة منها ماهو طريف ومنها المحزن، والمحزن ان يأتيك شخص بعملة مزورة ويصر علي استبدالها، وهؤلاء نقوم بتبليغ الشرطة عنهم فورا وانا بواقع خبرتي اعرف العملة المزورة من الحقيقية.. ومن المواقف الطريفة هم المتسولون الذين يأتون لنا بكميات كبيرة من النقود ذات الفئات الصغيرة يريدون استبدالها بفئات كبيرة ولا نحبذ التعامل معهم لصعوبة التفاهم معهم. وهنالك بعض الاشخاص لا يعرفون حساب النقود وهؤلاء متعبون في التعامل