مع بداية موسم العودة للمدارس في معظم أنحاء العالم هنالك العديد من الأنشطة والجهود لجعل هذا الأمر يسير بسلاسة وانسيابية. طبعاً كما ظللنا نردد بأن السبيل المُتاح حالياً لعودة الحياة وممارستها بشكل طبيعي هو الالتزام بأخذ اللقاح لدعم القوات المناعية، ورفع درجة تأهبها لمواجهة هجمات الفيروس المتوقعة في ظل وجود إصابات في معظم المجتمعات، حيث يوجد منها الظاهر والذي بدون أعراض. حيث نجد بعض الجامعات الأمريكية خاضت معارك لجعل أمر أخذ اللقاح أمراً واقعاً لطلابها الذي عارضه العديد منهم، فمثلاً جامعة انديانا الشهيرة بالولايات المتحدة كسبت جدلاً قانونياً لإصدار قرار بإلزام جميع الطلاب والعاملين بالجامعة المؤهلين لأخذ اللقاح، وعددهم تسعون ألفاً من الطلاب، وأربعين ألفاً من العاملين، وذلك ليأخذوا جرعتي اللقاح قبل بداية الفصل الدراسي (فصل الخريف- Fall semester أيضاً بدأت الشركات المنتجة للقاح تجاربها العلمية لتشمل الفئات العمرية التي هي خارج نطاق التغطية وإمكانية أخذ اللقاح ،علماً بأنه وبصورة عامة للتوضيح، فإن الفئات العمرية المختلفة التي كانت ضمن المجموعة التي خضعت للدراسات السريرية هي التي يتم أخذها في الاعتبار عند إعلان النتائج والافادة بإمكانية أخذهم اللقاح، ويشملهم التصديق الصادر من الجهات المنظمة لذلك مثل FDA لذلك لم يشمل التصديق الأول بعض الفئات مثل الحوامل والمرضعات أو الذين يعانون من نقص في المناعة نتيجة استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة، وذلك لأن تلك الفئات لم تكن ممثلة في شريحة الدراسات السريرية الأولى. ولكن تم فيما بعد القيام بدراسات متخصصة سمحت بإدراجهم وقمنا بتوضيح ذلك في حينه. مثلاً تم الإعلان الأول لإمكانية منح اللقاح بتحديد العمر 16 فما فوق، وتم الحصول على التصديق للاستخدام الطارئ والذي تحول لتصديق نهائي مؤخراً بعد إجازته من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية- FDA لتلكم الفئات العمرية. ثم تم عمل دراسات تشمل الأعمار (12-15)، وتم التأكد من السلامة والنجاعة، وتم الحصول على التصديق الطارئ لإمكانية أخذهم اللقاح. ومؤخراً جرت التجارب لتشمل الأعمار (5-11) وبدأت النتائج في الظهور، وأكدت أيضاً السلامة وإمكانية أخذ هذه الفئة للقاحات، وقد تم الإعلان بالأمس الاثنين من قبل شركة (فايزر/ بيونتيك) أن اللقاح آمن وفعال لدى الفئة العمرية (5-11)، وذكرت بأن الجهاز المناعي لديهم أظهر تفاعلاً إيجابياً ومقدرة لإنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية، علماً بأن جرعة اللقاح لدى هذه الفئة العمرية تكون أقل من تلك التي تأخذها الفئات العمرية الأخرى. عموماً الدراسات والتجارب السريرية تُجرى تحت المراقبة اللصيقة والمتابعة للأطفال قيد الدراسة لمدة تصل للشهرين للتأكد من السلامة والأمان والفعالية والنجاعة. سيتم الإفراج عن نتائج الدراسة بالتفصيل في الفترة القادمة، وتكون مُتاحة لأطباء الأطفال والخبراء ذوي الصلة بالمجال. وسيتم رفع نتائج الدراسة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية –FDA والتي تنظر وتراجع كل تفاصيل الدراسة لتصدر قرارها خلال الفترة من ثلاثة أسابيع لشهر وغالباً سيتم إصدار قرار إجازة الاستخدام الطارئ للقاح للفئة العمرية (5-11)، وسيكون ذلك إضافة إيجابية قوية تتزامن مع عودة الأطفال والطلاب للمدارس. والله أعلم