لم يكن دخولها للوسط الفني بالأمر الهيّن آنذاك، فقد تزامنت أيام دخولها للغناء مع جيل العمالقة والرًواد الأوئل للأغنية السودانية، فمن الصعب أن يخترق فنان آنذاك نجومية عبد الحميد يوسف أو حسن سليمان الهاوي وأحمد المصطفى أوعثمان حسين إلى جانب وجود رائدت الأغنية السودانية كالفنانة الرقم عائشة الفلاتية وفاطمة الحاج ومهلة العبادية وأم الحسن الشايقية مع وجود مكتبة صوتية للإذاعة السودانية تحوي خامات صوتية مميزة قلما أن يأتي الزمان بمثلها أوتتكرر كأصوات إبراهيم عبد الجليل والأمين برهان وفضل المولى زنقار و الحاج محمد أحمد سرور وكرومة …إلخ —————- انطلاقة مؤسسة وقوية جاءت منى الخير إلى الوسط الفني من أسرة صوفية متدينة في زمن كان فيه دخول الرجال أنفسهم للغناء يُعد بالأمر الصعب، ولكن نداوة صوتها وعذوبة ألحانها وعبقرية أدائها جعلت كل من يستمع إليها يحترمها ويقدر فنها، فدخلت بوابة الفن عبر حفلات بيوت الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، فبرعت في تقديم أغاني السباتة و(التم تم) والسيرة والحماسة وأغنيات العروس في بداية طريقها. لهذا السبب غيرت مني الخير اسمها اضطرت لتغيير اسمها من آمنة خيرالله إلى مني الخير حتى تتمكن من ممارسة فنها لاعتبارات كثيرة آنذاك، جاءت نجمتنا منى الخير من أحياء البراري التي كانت تبعد قليلا من الخرطوم المركز في ذلك الوقت فقد أكدالفنان مبارك حسن بركات على بعد البراري عندما غنى وقال (حبيبتك أبعدوها وسكنوها البراري)، وعن نسبها يعتبر الشيخ أبو حشيش الذي سمي عليه حي بري أبوحشيش هو جدها، ولكن بعد أن اكتشفها الملحن الكبير خليل أحمد حاول أن يضيف إليها نوعاً آخراً من الغناء غير غناء الأعراس والمناسبات فكان وأن اختبرها بتقديم أغنية )ما رايت في الكون ياحبيبي أجمل منك) فكانت قمة في الأداء ثم غنت (عشان هواك) في نقلة كبيرة مع شعراء الأغنية السودانية مع الشاعر إسماعيل حسن فنالت بها جائزة اتحاد نساء السودان. صعود للقمة بدأت منى الخير تكبر شيئاً فشيئاً وذلك لاختيارها الذكي لنوعية الملحنين والشعراء الذين كانت تتعامل معهم فقد سجلت عملا آخراً وجد قبولا منقطع النظير مع الموسيقار علاء الدين حمزة ثم فاجأت كل المستمعين بتعاملها الجديد والرائع في أغنية أخرى اُعتبرت أغنية الموسم في تلك المرحلة بل اسماها البعض قنبلة الموسم وذلك مع الشاعر السر قدور بعنوان (احترت معاك أعملك أيه) وعلى ذكر الأغاني الخفيفة فقد غنت أغاني خفيفة لا تزال ُتردد ويتغنى بها الفنانون الشباب إلى يومنا هذا مثل أغنية (مبروك عليك الليلة يانعومة) التي غنتها بامتياز الفنانة الرحمة مكي ثم أغنية و(الليلة وين لي وين ياعيني أنا عجبوني كالوالعين) تطور منقطع النظير كما تعاملت مع الشاعر سعد الدين إبراهيم في (أبوي شعبتنا روح آمالنا ضراعو الخضرا ساريتنا) كما لم يغب عن ذهن منى الخير الغناء الوطني فقدمت أغنية (أنا من شعب باسل مابخاف المنون- أنا بنتوالوفية وأنا إيدو اليمين إلى أن تصل في البيت القائل (أنا أمة راقية وشعبها منتصر سودانية حرة ووطني حر، رحلت عن دنيانا الفانية في يوم 26/1/1980 بعد أن كتبت اسمها بأحرف من نور في سجل عمالقة الأغنية السودانية وخلّفت ورأها إرثاً فنياً كبيراً ساهم في ترقية ذوق المواطن السوداني بصورة لافتة.