يواجه العالم نقصاً في الغذاء مع زيادة في عدد السكان ونقص الموارد، والسودان يعول عليه كثيراً في تأمين الغذاء لما يتمتع به من إمكانات تتمثل في الأراضي الشاسعة والمياه ومقومات الإنتاج. ويصادف أمس الاحتفال بيوم الغذاء العالمي الذي جاء تحت شعار : " أفعالنا هي مستقبلنا" (إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل،) لا لفشل الموسم الزراعي قلل وكيل وزارة الزراعة والغابات، عبد الرحمن هتر، من توقعات وادعاءات البعض بفشل الموسم الزراعي بالسودان، وقال إن الموسم الحالي غير مسبوق، مشيراً إلى أنهم بالرغم من ضعف الإمكانات سيجنون ثمار الجهد الذي بذل من شركاء العملية الإنتاجية قريباً. وقال الوكيل في الاحتفال باليوم العالمي للأغذية أمس بدار الشرطة ببري، إن السودان بمقدوره تحقيق شعار الاحتفال بالإنتاجية العالية في الموسم الزراعي الحالي خاصة في محصول القطن، لافتاً إلى وضعهم أولى خطوات تحقيق شعار الاحتفال باليوم العالمي للغذاء، مبيناً أن الاحتفال من أجل تعزيز ورفع الوعي على كل المستويات، مشدداً على ضرورة التعاون والعمل من أجل الذين يعانون الجوع والأمن الغذائي والتغذية. وأقر هتر بتأثير جائحة كورونا تأثيراً بالغاً على المجتمعات الهشة، مبيناً أن السودان رغماً من التأثيرات إلا أنه حظي هذا العام بموسم يحقق الأمن الغذائي، داعياً لأهمية تحمل المسؤولية والتصدي وبذل الجهود مع الشركاء لتحقيق الشعار من خلال نظم زراعية تحقق من خلال أمن غذائي باستغلال الموارد المتاحة في إنتاج الغذاء عبر سلاسل صديقة للبيئة وسلامتها للأجيال القادمة، لافتاً إلى أهمية شريحة الأطفال التي يقع عليها التأثير الأكبر في انعدام الغذاء والتغذية، منبهاً إلى أهمية دور النساء في توفير الغذاء المناسب وفي تحقيق الشعار، مشدداً على ضرورة غرس المعاني النبيلة في المجتمعات من خلال التوعية والإرشاد، وقال هتر إن السودان أقل شعوب العالم إهداراً للغذاء، موضحاً أن المهدر من الغذاء بدول العالم يمكن أن يحل مشاكل كثيرة، لافتاً إلى أن العالم ينظر للسودان بأنه من سيقوم بتأمين الغذاء للعالم لما يمتلكه من موارد بالإضافة إلى الإرادة التي ولدتها ثورة ديسمبر، وتابع قادرون على تحقيق شعار اليوم العالمي للغذاء. ودعا هتر إلى توحيد الرؤى لتقليل الفقر ومحاربة الجوع حفاظاً على النفس البشرية من الهلاك بجانب رفع القدرة على الإنتاج والعمل بمسؤولية والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وأعلن تركيز مشاريعهم القادمة على تنمية قطاع المرأة في الزراعة. ممثل الفاو من جانبه أشار الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة بالسودان "فاو"، أحمد بابا غانو، لتغير الوضع في السودان خلال العامين الأخيرين بوجود الحكومة الانتقالية والوزارة لديها الكثير من الرؤى لتحسين الإنتاج وأقر بالتحديات، وأكد العمل بالتنسيق للمساهمة الفنية، قال اتخذنا قرارات مساعدة الحكومة خلال الفترة الانتقالية من البيانات وتوفير معلومات أساسية موثوقة لتقود قرارات الوزارة للتأكد من إحصاء مركزي، مشيراً لاستثمار الفاو الكثير بالتعاون مع إيقاد والتعاون مع أصحاب المصلحة وعقد مؤتمر قومي شامل، وقال غانو إن السودان يمتلك عددا كبيرا من قطعان الماشية بيد أنه لا يستفاد منها ولا تسهم بشكل مناسب في الاقتصاد بسبب الأمراض التي تعوق التنمية، مشيراً إلى المساعي لإنشاء مراكز لمكافحة الأمراض وضمان تصدير ماشية سليمة وفقاً للمتطلبات مع العمل علي تطوير سلاسل القيمة للسلع الاستراتيجية وآليات التصدير، وأكد أنهم يعملون بتنسيق تام مع وزارة الزراعة لتوسيع رقعة زراعة الصمغ العربي. وشدد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي على ضرورة القضاء على الفقر، كاشفاً عن معاناة أكثر من 9% من الشعب السوداني من توفير الغذاء والاحتياجات الضرورية ويعانون من ظروف صعبة، مؤكداً أهمية المحافظة على الأجيال القادمة وتوفير أحتياجاتهم والعمل على إيجاد إنتاج أفضل في الوقت الراهن، وقال إن بعض الأسر تعاني في تعليم أطفالهم ويرسلونهم إلى المدارس وهم يعانون من الجوع والنزوح للحصول على التعليم، وقال نعمل معاً لإيجاد الحلول لتوفير الغذاء، وأضاف أن السودان يمر بتحول كبير لبناء مستقبل واعد. وقالت ممثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أيفاد هنالك تنسيق مع الحكومة لمكافحة الفقر وتعزيز الصمود للمجتمعات الهشة من أجل الإنتاج ومساعدة صغار المنتجين وإيجاد حلول من أجل زيادة إنتاج المحاصيل مع المحافظة على الدورة الزراعية وتوفير مزارع ومساحات صديقة للبيئة مع تشجيع النساء في سنار وزيادة دعمهم وتوفير 16 ألف دولار للحصول على إنتاجية أفضل وتربية مواشٍ وأشارت إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي مناصرة للإنتاج الزراعي ودعم المنتجين لتوفير غذاء آمن للأجيال ومضاعفة الجهود من قبل وكالات الأممالمتحدة للقضاء على الفقر.